منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رســــالة الى طالب طب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-20, 21:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
تاج الكرامة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية تاج الكرامة
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 رســــالة الى طالب طب

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته




قرأت موضوعاً جميلا كتبه الدكتور حسان شمشي باشا (استشاري قلبية) في كتابه (سهرة عائلية في رياض الجنة)

وشعرت أنه يمسنا في الصميم فأحببت أن أشارككم إياه

(منقول)

بعث إلي طالب طب في السنة الأولى من كلية الطب رسالة يقول فيها : ((إنه يشعر بالفتور ويتهيب دراسة الطب)).. وهو الذي حفظ القرآن كاملاً !..

فقلت له : لقد رضي الله عنك يا بنيّ إذ أدخلك كلية الطب، ولقد منّ عليك بمهنة من أشرف المهن في الوجود.

يقول الإمام الشافعي : ((لولا اشتغالي بالفقه وحاجة الناس إليّ فيه، لاشتغلت بالطب)).

فلماذا تشعر بالفتور والوجل؟!..

يا بنيّ ! والله لو أنني متّ ألف مرة، وعدت إلى الحياة ألف مرة، وخيّرت بين كليات العالم أجمع .. لما اخترت سوى كلية الطب!..

فبسمة ترسمها على وجه مريض خير لك من الدنيا وما فيها، ولأن تصغي إلى مريض يبثك شكواه، ثم تصف له العلاج الناجع بإذن الله تعالى، لهو خير لك من مال الدنيا ونعيمها.

ولربّ دعوة في ظهر الغيب يرسلها إليك مريض – شفي بإذن الله تعالى على يديك – أجدر بالأجابة من ملايين الدعوات.

يا بنيّ! لا تقل: إن الطريق طويل، وأنا ما زلت أحبو في أوله..

ولا تقل: إن الطب خضمّ عميق، وأنا أتعثر على شاطئه..

فإذا دخلت مخابر كلية الطب فسبّح الله، وإذا سمعت عن آيات الله في جسم الإنسان فوحّد الله، وإذا نظرت إلى تكوين الإنسان فمجّد الله..

وإذا قلّبت النظر في علوم التشريح والنسيج والجراثيم وغيرها؛ فتذكّر صنعة الخالق العظيم..

فالطب محراب كوني بديع؛ كل شيء في الوجود يسبّح الله؛ فكيف بهذا الإنسان الذي يقول عنه ربنا في محكم كتابه: ((وفي أنفسكم أفلا تبصرون))] الذاريات: 21[؟!.

وما هي إلا سنتان أو ثلاثة حتى تدخل المستشقى طالباً يشكو إليك المرضى أوجاعهم؛ تسمع إليهم، تخفف عنهم، تتبسم في وجوههم، تمنحهم الأمل بالشفاء بإذن الله تعالى.. وفي كل ذلك خير عظيم.. تسمع دعوات المرضى تنهال عليك بالرضا والثناء من كل مكان ، وتسمع دعواتهم لوالديك، فتزداد سعادة وحبوراً..

لقد مراراً: والله ما وصلت إلى ما أنا فيه إلا بثلاثة: بتوفيق الله عزّ وجل أولاً، ثم برضا الوالدين، وبدعوات المرضى لي في ظهر الغيب.

فلماذا الفتور والوجل يا بنيّ؟!..

أتريد أن تهيم على وجهك فتعيش بين الحفر؟! ألم تسمع قول الشاعر:

ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

وكيف تتهيب دراسة الطب وأنت قد حفظت القرآن كاملاً؟! فمن يحفظ القرآن في ريعان الشباب قادر بإذن الله تعالى على حفظ منهج الطب عن ظهر قلب.

ثم ألا تعلم أنك على ثغر من ثغور الإسلام؟!..

ففي كل حرف تقرؤه في الطب، وتنوي به مساعدة مريض على الشفاء بإذن الله تعالى أجر عظيم.

ألم يقل مولانا جلّ في علاه: ((ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)) (المائدة: 32)؟! فمن أنقذ مريضاً بإذن الله من المرض: فكأنما أحيا ستة مليارات من البشر!..

ثم تقول لي: إن دراسة الطب ليس فيها مزاح!!..

أقول: نعم..وهل كُتب على أمة الإسلام أن تعيش حياتها في التهريج والتمثيل والفن الهابط؟!..

أجل يا بنيّ! إن الأمة المسلمة لا تعرف العبث الماجن، ولا المزاح الساخر، ولا الفن الهابط..

وهي لن ترقى إلا بشباب مثلك حفظوا القرآن ووعوه، ودرسوا الطب وبرزوا فيه..

حملوا القرآن بيد، ومبضع الجراح أو سماعة الطبيب باليد الأخرى؛ فكانوا فرسان الطب في النهار، عبّاداً لله في الليل والنهار!..

فسر يا بنيّ على بركة الله، استعذ بالله من وساوس الشيطان، وانو ِ في كل حرف تقرؤه في كلية الطب وجه الله تعالى..

أخلص النية في كل عمل، وأتقن كل ما تعمل، تنقلب دراستك إلى عبادة خالصة لوجه الله تعالى.

أسأل الله العظيم أن يحفظك ويحفظ شباب المسلمين وفتياتهم، وأن يجعلك طبيباً مخلصاً لله تعالى في كل عمل، ,ان يتقبل منّا خالص الأعمال، والله ولي التوفيق.

أخوك حسّان

وكتب الكتور ربيع السعيد عبد الحليم أستاذ جراحة المسالك البولية قصيدة بعنوان ((رسالة إلى طالب طب)):

هنيئاً هنيئاً بنيً الحبيب قريباً ستبدأ درس الطبيب
تجوّل بفكر بصير بأر جاء خلق دقيق عظيم عجيب
(تشرّح) أحشاء تبدي بدي ع صنيع.. فيخشع قلب منيب
خلايا تحُدُّ....خلايا تصُدّ وتلك تقوم بدور الرقيب
خلايا تجول..خلايا تصول وأخرى تزيل الجسم الغريب
(وكيميا حياة): جواهر شتى وكل منوط بدور رهيب
وظائف أعضاء كانت مناراً لعلم وفهم بعقل لبيب
وكانت تسمى (منافع أعضاء) أيام عزّ ومجد قشيب
وكانت سبيلاً يزيد اليقين وكان اليقين سراج النجيب
فعودٌ بنيّ لتلك العهود بطبّك سبّح لربّ مجيب



ورمضـــــــان كريم