و سبحان الله حين تقرء أبيات قالها خُبيب قبل استشهاده وهو ينظر لاجتماع المشركين عليه لقتله فقال و هو يُناجي ربه
- لقد جمّع الأحزاب حولي وألّبوا-- قبائلهم واستجمعوا كل مَجمعِ
- وكلُّهم مُبدي العداوةِ جاهدٌ ---عليّ لأني في وَثاقي بمضيع
- وقد جمّعوا أبناءهم ونساءهم ---وقُربت من جذع طويل مُمنّع
- إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ---وما أرصدَ الأحزابُ لي عند مَصرعَي
- فذا العرشِ صبّرني على ما يُراد بي--- فقد بضّعوا لحمي وقد ياس مطمعي
- وذلك في ذات الإله وإن يشأ----- يبارك على أوصالِ شلْو ممزّع
- وقد خيروني الكفرَ ، والموت دونه ----وقد هملت عيناي من غير مجزع
- وما بي حِذارُ الموت ، إني لميّتٌ ----ولكن حذاري جحم نار مُلفع
- فلست أبالي حين أقتل مسلماً ----على أيّ جنبٍ كان في الله مصرعي
- ولست بمبدٍ للعدو تخشّعاً ----ولا جزِعاً ، إنّي إلى الله مَرجعي
و عذراً أخي فإني و كلما أقرء سيرة هذا المؤمن الصحابي الشهيد أخجل من نفسي و تدمع عيني و دعني
أُنادي من أعماق قلبي ــ الله أكبر الله أكبر الله أكبر ـ و كان خبيب أول من سن ركعتين قبل القتل كما رواه أبو هريرة رضي الله موقوفاً لما في الصحيحين أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: "إن خبيب بن عدي الصحابي رضي الله عنه ، حين أخرجه الكفار ليقتلوه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوني أصلي ركعتين ، فكان أول من صلى الركعتين عند القتل".