[صَمْـتْــــ~]

في خِضمّ التّنافُس الشَّديد -الذي يترأّسُه مسعى بعض الشّرِكات العِملاقة- لإنجاح تطبيقاتِها لأغراضٍ ربحيّةٍ دون أدنى اعتبارٍ لما قد تسبّبُه من أذىً لِمن علِق في شركها- ليس لنا إلاّ محاولة تنبيه شبابِنا للخطرِ الذي يتربّصُ بهم، وتوعيتِهم قبل فواتِ الأوان.
كيف وقد سطعَ في عقولِ كثيرٍ منهم -وعلى اختلاف فئاتهم العُمريّة- نجم تطبيقٍ استطاعَ أن ينال لقبَ كوكب المشاهير، الذي قد تُخفي أشعّتُه الحارِقة مواقع التّواصُل الاجتماعي المعروفة، لما يُحقّقه من إقبالٍ، ونجاحٍ زائفٍ، وتحرُّرٍ يتمرّدُ على الأخلاق والدّين.

===========================================

إنّه تطبيق "التّيك توك" الذي يسمح للمشتركين فيه بتقاسم مختلف العروض الفنيّة في شكل مقاطع فيديو قصيرة، تجمع غالبا بين الغناء والرّقص وحركاتٍ غبيّة للتّهريج...فيحتجزهم بعالم افتراضيٍّ، ويجعلهم متشبّثينَ بحُلُم تميُّزهم عمّن يماثلونهم بمُجتمعٍ يُشكّل الشّبكة الاجتماعيّة المزعومة التي يشتركُ فيها ما يقارب 500 مليون مشترك من مختلف أنحاء العالم، مشكّلاً بذلك خطرا كبيرا على فئة القُصَّر، لاستغلالِه فئة الأطفال والمراهقين الذين تتراوحُ أعمارهم ما بين 13 إلى 18 عاماً.
وما نجاحه إلاّ بسبب استهدافِه لهذه الشّريحة غير الواعية، والمُنساقةِ خلف التّقليدِ الأعمى، لأنّه يوهمهم بنشوة النّجاح والشُّهرة.

============================================

وما يندى له الجبين أنّ هذا الدّاء الخطير قد مسّ مجتمعَنا الجزائريّ مُشرِّعا الأبوابَ لفسادٍ أخلاقيٍّ كبيرٍ سببُه تلك الرّغبة المحمومة في تميُّز الأداء، واجتذاب الانتباه والإعجاب بأيّ طريقة.
فترتّبت عن أفعال بعضهم -حتّى لا أقول أغلبهم- مشاهِد غير لائقة جعلت من الحركات السّاقطة والكلام القبيح والعُرْي قاعدةً لتحقيق المرغوب..وكذا تحدّياتٍ غريبةٍ قد تُعرِّضُ حياةَ أصحابِها للخطر.
وأتساءل من هذا المِنبر، أين رقابة وُلاّة الأمور على أبنائهم وبناتِهم؟
وإن كنتُ قد صُعقتُ اثر اطّلاعي -المتعمَّد- على مقاطع يظهر فيها أبناءٌ رفقة أوليائهم!
ومقاطع جريئة تظهر فيها فتيات يرتدين اللّباس الشّرعيّ، وقد كسَرْن بإطلالتهنّ المُخْزية حُرْمة لباسهِنّ وأدبهِنّ ودينِهنّ..
غير آبهاتٍ حتّى لإمكانيّة تعرُّضهِنّ للابتزاز!



وأكرِّر: أين الرّقابة؟
رقابة الأمّ لابنتها؟
رقابة الأب لابنه؟
نصيحة الصّديق لصديقه؟
رقابة الضّمير المسلم؟


فكونوا حذِرين، وحاولوا التّنبيه لخطورة هذا التّطبيق على أبنائِنا ومجتمعِنا كافّة


نسأل الله السّلامة

اللهمّ إنّي قد بلّغْت

اللهمَّ فاشهَد