منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أريد أن أستفسر عن معنى .......بارك الله فيكم ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-19, 19:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

الأبيات صوابها هكذا ، كما أثبتها محقق الديوان :

وَ أَحْسْنُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي *** وَ أَجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النَّسَاءُ
خُلِقْتَ مُبَرَّءًا مِنْ كُلَّ عَيْبٍ *** كأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ


و هي له - رضي الله عنه - ، وقد أوردها غير واحد في كتابه ونسبها له ، ولم أجد منهم من شكّك في نسبة صحتها له
وكذلك قد أثبتها شارح ومصحح " ديوان حسان بن ثابت الأنصاري" - رضي الله عنه ، [ عبد الرحمن البرقوقي ]
ولم يعلق عليها .


وليس في الأبيات ما يستغرب له ، خاصة إذا عُلم أن قائلها ، هو الذي قال فيه رسول الله - صلى الله علي سلم - :

* " إِنَّ اللهَ يُؤيَّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا نَافَحَ أوْ فَاخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صِلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

* و الذي قال - صلى الله عليه وسلم - فيه : " أَجِبْ عَنَّي ، أَيَّدَكَ اللهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ " .

* و الذي قال - صلى الله عليه وسلم - فيه : " اهْجُهُمْ - أوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ " .

أما ما استشكل من البيت الرابع (( كأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ )) ، فالقصد منه واضح إن شاء الله ، والبيت الذي قبله يبينه
وهو لكماله - صلى الله عليه وسلم - عمّا يعتري الناس من النقائص ، وعن جميع العيوب الخُلقية والخِلقية ، والله سبحانه و تعالى
قد نزّهه عن ذلك كله ، واختاره و اصطفاه
، وفي ذلك آيات و أحاديث كثيرة .
فلقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري ، وتألّقت روحـه الطاهرة
بعظيم الشمائـل والخِصال ، وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، وتملكت هيبتهُ العدوّ والصديق.

فمن سمات الكمال التي تحلّى بها – صلى الله عليه وسلم - خُلُقُ الرحمة والرأفة بالغير ، كيف لا ؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين
فقد وهبه الله قلباً رحيماً ، يرقّ للضعيف ، ويحنّ على المسكين ، ويعطف على الخلق أجمعين ، حتى صارت الرحمة له سجيّة
فشملت الصغير والكبير ، والقريب والبعيد ، والمؤمن والكافر ، فنال بذلك رحمة الله تعالى ، فالراحمون يرحمهم الرحمن .


وصف الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرحمة
قال تعالى
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الانبياء107)
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: يَعْنِي رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً فَهُوَ رَحْمَةٌ لَهُمْ. [وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ عَامٌّ فِي حَقِّ مَنْ آمَنَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَمَنْ آمَنَ فَهُوَ
رَحْمَةٌ لَهُ] فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَهُوَ رَحْمَةٌ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِتَأْخِيرِ الْعَذَابِ عَنْهُمْ وَرَفْعِ الْمَسْخِ وَالْخَسْفِ وَالِاسْتِئْصَالِ
عَنْهُمْ، (تفسير البغوي)

والله أعلم .









آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-12-19 في 19:56.
رد مع اقتباس