منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أمسك عليك لسانك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-09, 19:25   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

حفظ اللسان ملاك الخير

* قد عرفت – أخي المسلم - كيف يدخل اللسان صاحبه في النار بما يجر عليه من الكذب والغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء، إلى غير ذلك من الآفات كما مر بنا، فلا عجب بعد هذا أن يكون حفظ اللسان ملاك الخير كله، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل بعد أن ذكر له الإسلام والصلاة والجهاد ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: «كف عليك هذا» فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم؟ !»[رواه الترمذي وابن ماجه وصحيحه الألباني].



فحفظ اللسان إذا هو ملاك الخير كله، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة.



أمور تعين على حفظ اللسان


*وهنا أمور تعينك- أخي الحبيب – على حفظ لسانك عن الآفات، نذكر منها:



1- التعوذ بالله من شر اللسان: فعن شكل بن حميد رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله , علمني تعوذا أتعوذ به. قال: فأخذ بكفي فقال: «قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي» [رواه أحمد وصححه الألباني].



2- استحضار ثمرات حفظ اللسان في الدنيا والآخرة: فهذا مما يعين على حفظ اللسان عن الآفات، والصبر على جهاده للتخلص منها.



3- استحضار مساوئ عدم حفظ اللسانوأنها محبطة لحسناتك يوم القيامة، ومثقلة لميزان سيئاتك، فهذا مما يشجع على حفظ اللسان من الآفات، ويقوي العزيمة على ذلك.



4- الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتكفر السيئات، وآفات اللسان من المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد» [رواه أحمد وصححه الألباني].



5- الإكثار من الصمت: ففيه نجاة من الآفات، قال صلى الله عليه وسلم: «من صمت نجا».

6- الدعاء: وهو الملجأ العظيم الذي يلجأ العبد فيه لربه يدعوه ويبتهل إليه أن يحفظ عليه لسانه من الآفات المهلكة.



7- الاشتغال بالطاعات: فهي تملأ الفراغ، وتسد السُبل أمام تلبيس الشيطان للمعاصي وآفات اللسان، وتعود المرء ألا يصرف وقته في سواها.



8- مصاحبة من يصونون ألسنتهم ويحفظونها من المعاصي، وعدم الجلوس مع من يطلقون ألسنتهم بالكذب والغيبة والنميمة والسب واللعن والسخرية والاستهزاء.



9- أن تقطع كل الأسباب الباعثة على آفات اللسان كالغضب والحسد والكبر والغرور والمباهاة وتزكية النفس والتعلق بغير الله، وتحاول معالجة نفسك منها، والاشتغال بعيوبك عن عيوب الناس.



ما يعين على حفظ اللسان عند الغضب


* ولما كان كثير من آفات اللسان تقع عندما يكون الإنسان غاضبا رأينا أن نذكر بعض الأمور التي تعين على حفظ اللسان وقت الغضب، ومنها:



1- السكوت: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب أحدكم فليسكت» [رواه أحمد وصححه الألباني].



2- أن يجلس الغضبان إن كان قائماً، فإن لم يذهب الغضب فليضطجع، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس , فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع» [رواه أبو داود وصححه الألباني].



3- أن يقول الغضبان: أعوذ بالله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا غضب الرجل فقال: أعوذ بالله سكن غضبه»[رواه الطبراني وصححه الألباني].



من ثمرات حفظ اللسان

1- الفوز برضوان الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن يبلغ ما بلغت، يكتب الله له رضوان إلى يوم يلقاه..».


2- أنه قد ضمن الجنة إذا حفظ فرجه أيضا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» [رواه البخاري].



3- أنه من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة.



4- أنه من أفضل المسلمين، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أي المسلمين أفضل؟ فقال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»[متفق عليه].



5- أنه ناج من عذاب الله تعالى: لقوله صلى الله عليه وسلم: «من صمت نجا»

6- أنه من أفضل الجهاد، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل» [رواه أبو نعيم وصححه الألباني].



7- العلاقة الطيبة مع الناس.
8- راحة النفس من المتاعب والهموم والمشاكل.
9- الفوز بحب الله تعالى وحب أهل السماء، ووضع القبول له في الأرض.



نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الآفات، وأن يصلح أعمالنا، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
***