منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقوق الأبناء على الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-09-23, 12:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأبناء قبل وجودهم

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه

وأعطاه مجموعةً من الحقوق والواجبات ليحكم حياته

ويرتقي بها خلافاً لسائر المخلوقات الأخرى

ويعتبر الحق في الحياة هو الأساس

الذي تُبنَى عليه باقي الحقوق

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الشريعة الإسلامية

قد كفلت حق الحياة لجميع من هم على وجه المعمورة

بشراً كانوا أم غير ذلك

فلا ينبغي الاعتداء على شيءٍ من المخلوقات

إلا بوجهٍ شرعي

وقد فرضت الشريعة الإسلامية

لأجل الحفاظ على ذلك الحق

العديد من الأحكام

وسنّت العديد من العقوبات لمن يتعدّى على ذلك الحق.


حقّ الحياة

تتعدّد مظاهر وأشكال حفظ الإسلام لحق الحياة

لجميع المخلوقات التي وُجِدت على وجه الأرض

وتتميز تلك المظاهر وتَبرُز بصورةٍ أوضح

إذا ما نظر الناظر إلى الأحكام العملية

التي شرعتها الديانة الإسلامية على معتنقيها

وتبرز كذلك في حال كانت تتعلّق بالإنسان

في جميع أحواله وهيئاته

مسلماً كان أم كافراً

أسود كان أم أبيض، عربياً أم عجمياً

فلا فرق في هذا الحق بين إنسانٍ وآخر

إلّا ضمن أسس وضوابط حددها الإسلام

ونظمها وفق قواعد دقيقة


حتى أنّ الجنين في بطن أمه

حفظ الله له الحق في الحياة

فمنع الاعتداء عليه

بما يؤدي إلى مجرد إلحاق الضرر به أو بأمّه

وفيما يلي بيان أهم تلك المظاهر في الإسلام.

منع الاعتداء على الجنين

فقد أجمع علماء وفقهاء الأمة

على تحريم إجهاض الجنين الذي بلغ من العمر

في بطن أمه مقداراً محدداً

أي ما بعد نفخ الروح فيه

فلا يجوز الاعتداء على الجنين بإزهاق روحه

أو التخلص منه في هذه المرحلة مطلقاً

من خلال الإسقاط ما دام الجنين قد تشكَّل

في رحم الأم ونُفِخَت الروح فيه

لكون الإسلام قد كفل له حقَّ الحياة والبقاء

ومنع الاعتداء عليه

إلّا في حالةٍ واحدة هي أن تتعرض الأم

لخطرٍ محقق نتيجة ذلك الحمل


أو أصابها خطر طارئ هدّد حياتها

كأن تتعرض لحادثٍ، أو تقع وتُصاب بإصابة

تهدد حياتها وحياة جنينها

ففي هذه الحالة يجوز الاستغناء عن الجنين

في سبيل الإبقاء على حياة الأم التي هي الأصل


أو أن يكون لدى الأم مرضٌ يمنعها من مواصلة حملها

فإن استمرّ حملها تعرضت لخطرٍ مُحقّق

فكذلك يجوز في هذه الحالة التخلص من الجنين

وإسقاطه بناءً على تقدير الطبيب المسلم الحاذق

ومن الأمراض التي تهدّد حياة الأم والجنين

أن تكون الأم مصابةً بأمراض القلب أو السرطان

أو الأمراض المتعلقة بالرحم

فيكون السعي إلى الإبقاء على حياة الأم

أولى من الإبقاء على حياة الجنين

أمّا إذا تمكّن الأطباء واستطاعوا من إنقاذ الأم وجنينها

إذا أُصيبت بمرضٍ طارئ أو تعرضت لخطر-

فيكون ذلك أبلغ وأفضل لا محالة

فإن عجزوا عن ذلك إلا بالاستغناء

عن الجنين جاز ذلك مطلقاً.

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)

الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)

الكويت: دار السلاسل، صفحة 57، جزء 2. بتصرّف.


فقد كان النّاس قبل الإسلام يَسندون حقّ

منح حياة الطفل إلى الأب أو الأخ الأكبر

ولمّا جاء الإسلام نهى عن ذلك

فلم يعطِ حقّ سلب الحياة من إنسان لأيّ أحد

وجعل القتل من المهلكات ومن كبائر الذنوب

قال -تعالى-: (وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ

نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا).

سورة الإسراء، آية: 31.

وقد أوصى الله سبحانه تعالى الآباء

بالعناية والإحسان إلى الأولاد بعد أن وصى الأولاد

بالإحسان إلى الآباء في الآية

بقوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

لتكون المحبة متبادلة من الطرفين

فأمر سبحانه وتعالى الآباء بعدم قتل الأولاد

في هذه الآية الكريمة

وكانت العرب تقتل أولادها خوف الفقر والفاقة .


و مزيد من التوضيح

وكل من لا يعلم أولاده الفرائض الدينية

والأخلاق المحمدية فقد قتلهم قتلاً معنوياً.

والله تعالى يقول: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ

وإذا أردنا أن نستخرج مفهوم الآية الكريمة

فيكون المستخرج منها: أحيوا أولادكم حياة طيبة

ولا تخشوا الفقر من ذلك

إن إحياءهم لهو الرشد والتوفيق.





و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-09-23 في 13:07.
رد مع اقتباس