منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-11, 10:35   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى، مفتي الجزائر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى خير من يتحدث عن مواقف أستاذه العلامة عبد الحميد بن باديس وشيوخ جمعية العلماء المسلمين ، وفي كتابه الذي خصصه للحديث عن شهداء الثورة التحريرية المباركة من تلامذة معهد الإمام ابن باديس، أقتطف لكم منه هذه المواقف التي يتجلى فيها الحرص على حفظ القرآن الكريم والاهتمام والاحترام الذي يحضى به حفظته وغيرها ... :
- يذكر الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى أنه أنتقل من مقر سكناه دوار تمنجر بلدية العنصر، دائرة الميلية ولاية جيجل رفقة ابني عمه الصادق حماني ( من شهداء المعهد)،و مسعود حماني الذين كانوا لا يفترقون إلا ليلا للمبيت، أو كما قال: "... فكنا معشر الثلاثة هكذا، فنحن أبناء عم أشقاء نشأنا معا وحفظنا القرآن الكريم وطلبنا العلم معا" إلى مدينة قسنطينة لمتابعة دراستهم بها حيث كان قد سبقهم إليها شقيقه الأكبر محمود حماني وهو أيضا من تلامذة ابن باديس وكان يدرس القرآن الكريم في الزاوية مولاي الطيب (الطيبية)، لينخرطوا في سلك طلبة الإمام عبد الحميد ابن باديس سنة 1930م.
يذكر الشيخ أحمد حمّاني أنه في سنة 1931م : " أقترح علي أخي أن أساعده في تحفيظ القرآن الكريم لطلبة الزاوية، وكان ذلك بسعي من الشيخ المدني رحمه الله لدى الشيخ الزواوي بن عقابو، وكانت بينهما صلات متينة... وقد انتقل إليها رفقة ابني عمي الصادق ،و مسعود بالإضافة إلى أخيه.
ولأترك الشيخ رحمه الله يواصل ذكرياته قائلا: "... وكنا قد اشتهرا بصلات المودة مع ابن باديس، فعمرنا الزاوية وزال عنها خمولها، وتهاطل علينا التلاميذ، وصرنا نقرأ الحزب جماعة في الصباح خمسة أحزاب وقبل العشاء حزبين، وفي وقت الفراغ نسرده، فكان إتقان الحفظ عظيما، واذكر أنني صليت التراويح به ثلاث مرات ...
لما جاء شهر رمضان عام 1931 قدمني أخي – رحمه الله- إلى صلاة التراويح في الزاوية الطيبية، وكان جزائي من شيخ الزاوية الشيخ عمرو بن شريط رحمه الله (خمسون) 50 فرنكا قديما، اشتريت منها – على ما أذكر – حذاءا جديدا وبذلة جديدة ( قاباردين) ، وكانت قيمة 50 فرنكا عظيمة يستطيع الإنسان أن يشتري بها كبشا يساوي اليوم مائتي ألف.
تحفظ القرآن [ الكريم] فأنت رجل:
جاء رمضان ولم يكن شيء من علامات البلوغ ظهر علي ، وترددت [هل أصوم أم لا ]؟ وقال لي الشيخ مسعود حماني الصيام لازم عليك، فقلت له لا بد أن استشير الشيخ عبد الحميد ابن باديس، فذهبت الى غرفته واستأذنت وسرعان ما أذن لي، ورحب بي وسألني عن سبب حالي، وحال قراءتي فسر سرورا شديدا بخبر حفظي القرآن [الكريم] كله، وقال لي : متى تحضر عندي للدروس؟ فقلت فورا وكان ذلك في فصل الربيع، ثم سألي عن غرضي من الزيارة، فقلت : هل أصوم رمضان؟ فقال لي : بما أنك تحفظ القرآن [الكريم] فأنت رجل فصم رمضان.
ومن تلك اللحظة أمسكت ورجعت فرحا إلى أخي وأبي رحمهما الله فاستبشرا بالزيارة وخبر القراءة والصيام، وكان الشيخ الصادق رحمه الله كجزء مني فيما أعمل، فذهب إلى العزم بما عزمت عليه، إذ أنه كان مثلي يحفظ القرآن [الكريم] فهو إذن رجل فعليه أن يصوم مثلي.

من كتاب " شهداء علماء معهد ابن باديس"
الشيخ احمد حماني
قصر الكتاب، البليدة الجزائر ، الطبعة الأولى سنة 2004م
ج 2 ص 9- 10









رد مع اقتباس