منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل كل رجل ذكر ؟؟!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-11, 17:53   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابراهيم داود
☆رسّـامْـ المُنتـدى☆
 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اولا لابد من تحديد مفهوم كل مصطلح بعيدا عن الفهم و التأويل العاطفي المتعصب
ورد تعريف الذكورة في موسوعة ويكبيديا بالقول: ) الذكورة هي مجموعة الصفات الجسدية والجنسية الخاصة بالرجل، وقد تعني أيضاً القدرة الجنسية للرجل
اما مفهوم الرجولة فهو مصطلح فضفاض كل يفهمه حسب قناعاته و اتجاهاته الفكرية و العقائدية او تكوينه الاسري، المشكلة في اسرنا اننا نتلقى مفهوما مشوها عن الرجولة في اغلب صفاته، كان يعلم الوالدان ان الرجل فرد دينامي ياتي بالقمة من فم الاسد و لا يهمه كيف و هذا ما يسمى الشطارة ، لكن في هذا تشجيع على الكسب الحرام و الغش و الخداع
و هناك من يفهم الرجولة انها تتمثل في الغريزة الجنسية او الصفات البيولوجية التي يملكها الرجل و هذا فيه خلط كبير بين الرجولة و الذكورة
و البعض يعتبر الرجولة هي الغيرة على الاناث الواقعين على سلطته من الرجال الاخرين و هنا ايضا اختلط مفهوم الذكورة مع الرجولة لانه في هذه الحالة الغريزة هي التي تتكلم لكنها استعارت صوت الاخلاق( اي صوت الغيرة على العرض)، هذا الموقف ايضا ناقص و نسبي و لا يركز الا على الجانب الجنسي( مثلما نجده في عالم الحيوان اذ الذكر يغار على اناثه و يهاجم الذكور الاخرين)
لابد لمناقشة هذا الموضوع ان نتجنب السطحية و القطعية ( الاراء التي تفرض فرضا و لا تتقبل وجهات النظر الاخرى)، و نتجنب ايضا المفاهيم السطحية الساذجة من ان الرجل هو من تحركه الغريزة و الجنس
ان الرجل هو مجموعة قيم و مبادئ اخلاقية سامية يدافع عنها لاخر رمق في حياته، الرجل ليس كائنا شهوانيا ان تحدث فلا يخرج عن دائرة الجنس و النساء،
اذكر من هذه الصفات الموضوعية فالرجل لا يتسرع في اصدار الاحكام على الاخرين و لا يحكم من منطلق عقدة او عاطفة متعصبة. الرجل انسان صبور و حليم و قادر على تحمل المسؤولية و مواجهة الصعاب و المشاكل، الرجل يملك سعة الافق و العقل اليقظ اي انه يفكر و يحلل قبل ان يقدم على اي فعل و يتجنب الاندفاع العاطفي. الرجل لا يظلم المراة بل ينتصر لها(و هنا اتكلم بالدارجة: الراجل ما يحڨرش النسا و ما يشطارش غير معاهم، و زعاف الواقع المعوج و النظام الحڨار يخرجوا في النسا). الرجل يفكر قبل ان يرد على الاخرين و يحترم فكرهم و لا يهدر توجهاتهم. الرجل الحقيقي صاحب مبدأ في الحياة لا يقول كلاما مثاليا في حالة السعة و يفعل عكسه في الواقع المتأزم.

و اورد هنا قصة جاء ذكرها في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه و هي مثال جميل للرجل الحقيقي الذي كان يسعف المراة و لا يتشطر عليها او يلقي عليها فشلهو هو رمز الكرم و الجود حاتم الطائي الذي كان يقال اكرم الناس حيا و ميتا حاتم

قالت نوار امرأة حاتم: أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض واغبر أفق السماء، وراحت الإبل حدبا حدابير، وضنت المراضع على أولادها فما تبض بقطرة، وحلقت ألسنة المال وأيقنا بالهلاك. فوالله إنا لفي ليلة صنبر، بعيدة ما بين الطرفين، إذا تضاغى صبيتنا جوعاً، عبد الله وعدي وسفانة، فقام حاتم إلى الصبيين، وقمت أنا إلى الصبية، فوالله ما سكتوا إلا بعد هدأة من الليل، وأقبل يعللني بالحديث، فعرفت ما يريد فتناومت، فلما تهورت النجوم، إذا شيء قد رفع كسر البيت ثم عاد؛ فقال: من هذا؟ قالت: إلا عليك يا أبا عدي. فقال. أعجليهم فقد أشبعك الله وإياهم. فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي جانبها أربعة، كأنها نعامة حولها رئالها. فقام إلى فرسه فوجأ لبته بمدية فخر، ثم كشطه عن جلده، ودفع المدية إلى المرأة، فقال لها: شأنك. فاجتمعنا على اللحم نشوي بالنار، ثم جعل يمشي في الحي يأتيهم بيتاً بيتاً، فيقول: هبوا أيها القوم عليكم بالنار، فاجتمعوا والتفع في ثوبه ناحية ينظر إلينا، فلا والله إن ذاق منه مزعه، وإنه لأحوج إليه منا، فأصبحنا وما على الأرض من الفرس إلا عظم وحافر، فأنشأ حاتم يقول:
مهلاً نوار أقل اللوم والعذلا ... ولا تقولي لشيء فات ما فعلا
ولا تقولي لمال كنت مهلكه ... مهلاً وإن كنت أعطى الإنس والخبلا
يرى البخيل سبيل المال واحدة ... إن الجواد يرى في ماله سبلا










رد مع اقتباس