منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - @كشف مغالطات وشبهات الحركة التنويرية أو التنويريين العرب وما يرمُون إليه @
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-08, 10:01   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحية طيبة /
نتابع..
مع المبدأ الثالث من وثيقة مبادئ التنويريين العرب
...
يقولون فيه:
  1. تراث المسلمين وتاريخهم واجتهاداتهم هي تجربة إنسانية مفيدة محترمة ومهمة، إلا أنها كبقية الاجتهادات البشرية محكومة بأنها ناقصة، ظرفية، وغير ملزمة.
...
تعليق..
أول ملاحظة هي أن هذا المبدأ لم يُحدّد تلك العلوم والموروثات.. وترتيبها في سلم "تصحيح التراث "عندهم
هذا المبدأ دخل في صلب الموضوع مباشرةً، وهو غاية التنويريين وهدفهم الأساسي وهو المرادف لمصطلح التنوير وهو تحديدا ما يطلقون عليه عبارة: " تصحيح التراث" ، لذلك فهم وضعوا اجتهادات السلف وعلومهم في نفس المقام مع "الاجتهادات البشرية" الأخرى لبقية الأمم.. سواء بسواء بقولهم أنها: "كبقية الاجتهادات البشرية" حتى ينزعوا عنها تلك القداسة التي تحوطها.. ليصلوا إلى ذلك القول المتداول عند الرويبضة والسفهاء وهي مقولة: "هُم رجالٌ ونحن رجال" متناسين الخيرية التي شهدت بها الأحاديث والسبق والقرب من العصر الذهبي لهذه الأمة..
ووصفوها بثلاث كلمات: مفيدة / محترمة / مهمة.. لكن بعد ذلك مباشرة وسموها بثلاث كلمات نسفت تلك الكلمات الزئبقية التي – لو كانت لوحدها – قد تجعل القارئ يقول: الله يبارك ! ها هُم يُقدّرون تراثنا وموروثنا الإسلامي ويُنزلونه منزلة طيبة.. فقالوا: أنّ ذلك التراث فيه ثلاث صفات مقابلة للصفات الأولى التي صدّروها لاستغفال المتابع وهي: النّقص / الظرفية / عدم الإلزام..
..
ويمكننا هنا أن نقول لهم مباشرة: ما أهمية أن يكون علم ما مفيدا ومحترما ومهما لكنه في نفس الوقت ناقص وظرفي وغير ملزم.. وخاصة صفة عدم الإلزام؛ هي تنسفُ كل شيء..
والمعاني التي يرمون إليها واضحة:
1// ناقصة: وهو رمي بالقصور لتراث وأعمال جليلة أنجزها خير القرون من هذه الأمة.. فكأنهم سيأتون بما لم يستطعهُ الصحابة ولا التابعون الذين أخذوا النّور من المصدر وتربوا على بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. فجاء من يطعنُ في أقوال الصحابة وفهمهم.. فيأتي من يقول لك بأن "قطع اليد" ليس مقصودا به "القطع الماديّ" وخرج من يفهم بأن الخمر ليست حراما لذاتها.. وأن الأولين من صحابة ومن تبعهم / وحتى الرسول الكريم / لم يفهموا كيفية تقسيم الميراث.. الخ من الافتراءات التي ألبسوها ثوب "تصحيح التراث" وهم في الحقيقة أقرب إلى مسيلمة الكذاب مع الفارق أن الرجل ادعى صراحة بأنه نبي جديد.. وبناء عليه أتى بما يخالف الدين الحق وغير في عباداته ... الخ
2// ظرفية: يعني باختصار = تجاوزها الزّمن.. وقد خرج علينا من يقول بأن الحُدود فيها همجية وقسوة ووحشية ولا تناسبُ عصرنا المتحضّر..
3// غير ملزمة: وهي أخطر صفة وصفوا بها تراث فطاحل العلماء والصحابة والمُحدّثين.. وهم يطرحون بهذا القول أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً ولا قداسة لها عندهم بغض النظر عن صحتها أو ضعفها.. باعتبار أنهم لا يلتزمون بغير القرآن كما قالوا من قبل بأنه: "المرجع الأعلى" وقد قرأتُ فيما قرأتُ أن بعضهم ينكر حتى وجود الإمام البخاري ويعتبره مجرد وهم.. وشخصية افتراضية..
..
يعني عندما يقول لك أحدهم: كُتبك هذه التي تحترمها ناقصة وخاصة بزمن مضى ورحل وغير ملزمة لي.. فانتظر منه كل شيء.. لأن تفصيل العبادات والمعاملات كله ينتمي لهذا التراث..


تحياتي/