منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل الزواج سعي أم 100% مكتووووووووووووب؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-21, 16:30   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
fayssalro
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بالنسبة لمسألة الزواج فهي كغيرها بقضاء وقدر، والمؤمن يسعى والمؤمنة تسعى ولا يكون إلا ما قدره الله، ولكننا مطالبون بفعل الأسباب فالذي يريد أولاداً لا بد أن يتزوج ومن يريد زوجة لا بد أن يبحث، ومن يريد قمحاً لا بد أن يزرع، وقال الله لمريم: { وهزى إليك بجذع النخلة }.
وأحسن من قال:-
ولو شاء ألقى إليها الرطب *** ولكن كل شيء له سبب
والإنسان يسعى ويفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب لكنه لا يعول على الأسباب ولكنه يستعين بمسبب الأسباب.

وعلى الرغم من أنه لم يتضح لنا سبب رفض الأزواج، إلا أننا نذكر بأمور:

الأول:أن القدر قدران: قدر مكتوب قبل خلق السموات والأرض، فهذا الذي في أم الكتاب لا يتبدل، والقدر الثاني في ألواح الملائكة وهو يتعرض للمحو والإثبات، فهذا الذي يتغير بحسب الأسباب، فالطاعة تجلب الأزواج والسعادة...إلخ.

والقدران مذكوران في قول الله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب).

الثاني: ينبغي أن تبحثي عن سبب رفض الأزواج، فقد تكون طبيعية أو غير طبيعية، طبيعية كعدم مناسبة الخاطب لعدم كفاءته في دينه وخلقه مثلاً، أو كقصر نظر في الموازين الصحيحة لاختيار الخاطب عندك وعند ولي أمرك، وقد تكون الأسباب غير طبيعية كوجود سحر أو حسد ونحوهما، وهذا يذهب بالرقية الشرعية عند الرقاة المعروفين بالسنة والصلاح.

فإذا تحريت عن هذه الأسباب، وكانت منطقية ومقنعة فلست آثمة برفضك لهؤلاء الأزواج، وسيأتيك قدرك الذي كتبه الله لك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم ببذل الأسباب والرضى بقدره الوهاب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وعليك بالدعاء، فإنه من قدر الله، والفقيه هو من يرد قدر الله بقدر الله.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

والمقصود أن تلخيص الكلام في هذا أن تعلمي أن كل ما يفعله العباد من الأفعال فهو من قدر الله الذي قد سبق به علمه وكتبه جل وعلا عليه، وهو أيضاً من كسب الإنسان من تحصيله، وبهذا يحصل له الاتزان فلا يتكل على القدر، ولا يتكل على أن الأعمال خارجة عن أمر الله جل وعلا، بل هي خاضعة لقدر الله وحكمه، وفي نفس الوقت هو كاسبٌ لها فاعلٌ إياها، وهذا أمرٌ قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع ونص العلماء على معناه، وهو خلاصة من يحتاج من كان منورٌ القلب من أمثالك إن شاء الله تعالى، وبهذا يحصل لك الجواب على سؤالك الكريم هل لك يدٌ أنت وأهلك في تأخير زواجك؟ والجواب : نعم، فإن من ارتكب السبب فلا ريب أنه متسببٌ فيه، وبهذا صح أن يقال إن من قتل نفساً بغير حق فقد قتل هذه النفس وأزهقها بغير حق، وصح أن يعاقب على فعله، وكذلك صح أن يقال أن من أطاع الله فقد أطاعه بكسبه وفعله، وبذلك صح أن يثاب، إذاً فلا تنافي بين قدر الله ومشيئته وبين كسب الإنسان وعمله، فهذا هو الذي تحتاجينه في هذا الأمر، ويسهل عليك هذا الأمر بهذا المثال:

لو أن رجلاً أراد أن يتزوج امرأة، وأراد أن يكون له أطفال ثم قعد عن طلب الفتاة، وقعد عن تحصيل المهر، ولم يطلب الزواج، أهذا يكون متسبباً في عدم الزواج أم لا ؟ الجواب عند كل عاقل: نعم هو تسبب في عدم إيجاد الزوجة وعدم إيجاد الذرية.
إذاً فهذا الحال في شأنك كذلك، فمن أقام الأسباب التي تمنع حصول الزواج له، فقد تسبب بذلك في نفسه، وهذا أيضاً لا مانع أن يكون بقدر الله وخلقه، فلا تضاد بين الأمرين، فكل ما في الكون فهو من خلق الله وتحت مشيئته العامة، وكذلك هو من كسب الإنسان وتحصيله.
ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبالله التوفيق.

ملاحظة: يرجى عدم الكتابة بالعامية "فارماسيا" صيدلية ، دونديست طبيبة أسنان
ثم لماذا هذا التشاؤم فإننا نرى في المجتمع طبيبات غير متزوجات والواقع يشهد على ذلك ، ونرى من لم تدرس مستوى كبيرا متزوجة أفليس هذا دليلا على قضاء الله وقدره