منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العقد الإجتماعي والمواطنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-05-26, 12:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي العقد الإجتماعي والمواطنة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حتى نكونَ على بيّنةِ من الأمر ، لابدّ أن نضع نصب أعيننا مقولة: " انظر إلى ما قيل، ولا تنظر إلى من قال " عند قراءتنا لبعض المقالات، ولا داعي للولوج في مسالك وتشعبات، ولسنا هنا بالخوض فيما يجوز، أو لا يجوز
قرأتُ، كما قرأ غيري هذه الفقرة:
Le Gouverneur représentait la Communauté selon la volonté de celle-ci et elle a le droit à l'isolement quand elle le voulait
كلامٌ كهذا، قد يُوصف بالواقعية في الغرب،وربما يُوسم بالمثالية عند العرب، فما ذُكِر آنفًا فهو فقرة من نظرية
Le contrat social التي أرسى دعائم فلسفته Jean-Jacques Rousseau
فقد رأى أساطين الفكر الحر أن الإنسان كان "وحشًا ضاريًّا" على أخيه الإنسان، ومنذ غابر الازمان أنه وقعت حروبٌ وصراعات لا هوادة فيها بين أفراد النوع الإنساني.
ولتفادي ذلك، احتاج الناس إلى عقدٍ يتنازلُ من جرائه بعضهم لبعضٍ عن شيء من الحقوق في سبيل أمن و سلامة مع رفاهية الجميع.
وهكذا قد يفقد المرء بموجب ذلك العقد حريته الوهمية والخيالية اللامحدودة من أجل تطلّعٍ إلى الحصول على حريةٍ منتظمة ٍ وأكيدةٍ .
و مع أنّ العقد َالذي أشار له (جان جاك روسو ) إنما افتراضي وخيالي بعض الشيء، لأنه لم يبرم قط .
إلاّ أن كثيرًا من الدساتير في العالم الغربي خصوصًا دستور الثورة الفرنسية، ودستور الثورة الأمريكية فقد أخذتا به بعض الشيء، حيث جعلت ــ كما أراد (روسو) ــ أنّ السيادة للوطن وشرعية السلطة إنما هي وليدة الإرادة العامة.
ولمن لا يعرف ذلك
فإن فلسفة العقد الاجتماعي والمواطنة، إنه لمن نافلة القول، أن تلك الفلسفة قد اعتنقها ثلاثة فقهاء و مفكرين غربيين هم:
Thomas Hobbes و John Locke و Jean-Jacques Rousseau.
حيث أن ( هوبز ) كان من دعاة الحكم الملكي المطلق، ففلسفته وأفكاره ترى أنّ الحاكم َ أعلى من العقد ولا يجب أن يكون َطرفاً فيه. بل الرعية هي من تتنازل له عن جميع حقوقها، كما عليها الخضوع التام له، ولسلطته المطلقة.
فالقوة ـ عند هوبز ـ أحق وأعلى من الحق.
لكن ( لوك ) اختلف معه بعض الشيء، في كون الحاكم رغم سلطته المطلقة، فمن اللازم عليه أن يكونَ طرفاً في العقد . فإذا أخلّ الحاكم بشروطِ ذلك العقد جاز للجماعة (الرعية) عزله في نظرِ ( لوك )
إلاّ أنه لمّا جاء "روسو" فإن اتجاهه وأفكاره قَلـــّبت الأمور رأسًا على عقبٍ، وذلك لتفنيد أفكار دعاة الحكم الاستبدادي، والملكية المطلقة.
حيث قال : " إن السلطة َ مقيّدةٌ بقبول الإفراد لها، وذلك يمكن سحب الثقة منها ".. وبناءٍ عليه فإن نظرية (روسو) كانت بمثابة "إنجيل" الثورة الفرنسية، وأساس الحكم المعاصر.
و لو خيّرتُ وجاز لي التعبير ـ فكريّا وليس تاريخيّاـ لقلتُ:
إن "هوبز " بأفكاره المؤيدة ِ للحكم المطلق إن هو إلاّ أنه يمثل العصر القديم في الفكر السياسي، و( لوك ) يمثل العصور الوسطى، بينما (روسو) يمثل العصر الحديث.
وبعد هذه المقدمة أو التوطئة جاز لي الكلام لأقول:
إنه ليتبادر إلى ذهن كل عربيّ هذا السؤال:
أين نضع النظام السياسي العربي الحاضر؟ وكيف هي مواطنة الأفراد؟










 


آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-05-31 في 08:53.
رد مع اقتباس