منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحفيز: الموسم الثاني : الحلقة الرابعة : نجاح ساحق ولد من رحم الفشل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-04-15, 20:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زمان رتاب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية زمان رتاب
 

 

 
إحصائية العضو










B10 تحفيز: الموسم الثاني : الحلقة الرابعة : نجاح ساحق ولد من رحم الفشل

بسم الله الرحمن الرحيم
نجاح ساحق ولد من رحم الفشل

ساذكر لكم موقفين أعتبرهما مهمان لكم في هذه الفترة
الاول لما كنت في هذا الوقت بالتحديد لما كنت مقبلا على أول بكالوريا لي, كان الضغط يزداد يوما بعد و المراجعة كانت في أقصى سرعة لها كنت مثلكم تماما كما انتم الان. اجتهاد سنوات من العمل سيتحدد مصيره بامتحان البكالوريا الذي هو بعد أسابيع قليلة لكن لم أكن أدرك أن الكارثة ستقع بعد ذلك
و الموقف الثاني الذي غير من حياتي بأكملها كان لما أنهيت اخر امتحان في البكالوريا و كان امتحان الفلسفة كنت عائدا إلى المنزل امشي وحيدا أفكر فقط فيما حدث لي (كنت اعلم مسبقا بانني لن أنجح في هذه البكالوريا حتى قبل خروج النتائج) ... ببساطة .. لقد انتهت الحكاية ... انتهت البكالوريا و انتهى اخر امتحان لها الجميع استراح من هذه لحظات الضغط و الحيرة و القلق إلا أنا فلحظات القلق و الضغط الذي كان يزداد مباشرة بعد انتهاء البكالوريا لاني كنت اعلم اني فشلت انتهت البكالوريا و انتهيت انا ايضا
لقد خسرت .. خسرت كل شيء ... كل ما بنيته تراه محطما امام عينيك ... كيف ستقابل والديك ... كيف ستقابل أمك (التي رأيتها تبكي لاول مرة بسبب عدم نجاحي في البكالوريا) .. كيف ستقابل اساتذتك الذين علقوا عليك كل آمالهم
ببساطة لقد جلبت العار للجميع
هناك كانت نقطة التغيير فأما ان تبقى كما انت و تتجرع المهانة أو ان تقاتل من جديد
فكان قراري هو العودة من جديد قررت ان أعود من جديد و ان أبدأ من جديد بحلم جديد و أعظم... لاصلاح ما أفسدته
كل ما كنت املك في تلك اللحظة كان عبارة عن كراس و قلم و امل
الامل بان الفشل هو محطة نحو نجاح عظيم
لكن المرحلة الموالية كانت هي الاصعب و هي الانطلاقة الجديدة ... غيرت كل شيء .. قرأت كتبا عن كيفية المراجعة و كيفية تنظيم الوقت و قمت بتغيير كل شيء كنت أقوم به في 12 سنة الماضية
التمارين أصبحت أقوم بالمئات منها دون توقف ... جلبت المواضيع من كل مكان ... اشتريت طابعة و الاوراق و بدأت في طباعة المواضيع طيلة العام الدراسي
كان الامر يبدو سيئا للغاية في البداية كل شيء في داخلي يدعوني للاستسلام و الرجوع للوراء و ترك كل هذا العناء ... لكن كان هناك شيئا ما يدعى الالم ألم الفشل الذي كان دائما يدفعني للامام
على كل حال كما قلت قمت بتغيير كل شيء و رغم هذا في بعض المواد لم ينجح الامر ...
مثلا في الفصل الثاني أخذت علامة 09 في امتحان اللغة العربية فقمت بتخصيص لها وقت اكبر و عدد اكبر من المواضيع و التركيز اكثر في القسم
العلوم أذكر جيدا أني اخذت علامة 16.5 في العلوم و كنت أعتبرها علامة سيئة فغيرت البرنامج و أصبحت أدرسها بشكل يومي لمدة ساعة و نصف معها 5 تمارين يوميا
لم أدع مكان للشكوى و التذمر من هذا كما يفعل الجميع او أغلبكم الان فقط اذا لم ينجح الامر غير الخطة و استمر في التقدم إلى الامام
مرت الايام و مستواي ارتفع بشكل مذهل
الانجليزية كنت لا أفقه فيها شيئا أصبح أتحدث بها مع الاستاذة في القسم
الرياضيات كانت علاماتي في الغالب 12 او 13 أصبحت أسوء علامة فيها هي 19.5
مع اقتراب البكالوريا كنت جاهزا بشكل كلي لم أترك أي شيء إلا و راجعته حتى كيفية تنظيم الورقة كنت اعلم تماما كيف ستكون ورقتي
في اليوم الاول للبكالوريا أبليت حسنا في كل من الاداب و العلوم الاسلامية
لكن في اليوم الموالي في امتحان الرياضيات
كانت هناك أربعة تمارين
الثلاثة الاولى كانت سهلة جدا قمت بحلها بسرعة و انهيتها لما بقيت ساعة و نصف كنت مرتاحا جدا لكن عندما وصلت للدالة لم أدري ماذا حصل و لكن لمدة ساعة و نصف كاملة لم أتمكن من حلها خرجت منهارا ... مستحيل ان افشل مرة ثانية
مستحيل أن يتكرر هذا الامر لكن لا وقت للتفكير في الماضي هناك امتحان قادم يجب التركيز عليه و الحمد لله كل شيء تقريبا كنت اعرفه
و في اليوم الموالي كانت العلوم فاما ان اكون و اما ان لا اكون و لحسن الحظ وجدت موضوعا سهلا كل افكاره اعرفها حتى تمرين باكمله كنت قد حللته من قبل و من بكالوريا تجريبية لاشبال الامة
و بعدها تعرفون ماذا حدث بسبب تسريب البكالوريا و كان يبدو ان الجميع كان سينجح
لكن "إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا"
عدالة السماء أرادت أن يعاد إمتحان الرياضيات
بعدها كانت فرحتي الكبرى لما أعادوا امتحان البكالوريا و خاصة امتحان الرياضيات
فرصة اخرى للانطلاق من جديد بعد الفضل مرتين و ليس مرة واحدة فقط
جمعت مواضيع إضافية هي الاصعب و قمت بحلها كنت في رمضان لكن لا يهم هناك حلم انا أطارده فقط إستمر في التقدم
اجتزت البكالوريا التي تم إعادتها و كانت كل مواضيع أعرفها .. كل الاسئلة تقريبا أعرف حلها و بطريقة نموذجية
موضوع الرياضيات قمت يحل بكل سهولة رغم انه كانت بعض الاسئلة الصعبة لكن تغلبت عليها في النهاية و حللتها
لتنتهي البكالوريا و تاتي مرحلة النتائج كنت متفائلا فحتى إن لم يكن نجاحا كبيرا على الاقل سادخل الفرحة على عائلتي التي عانت كثيرا معي
و ذات يوم كنت امشي حتا ناداني صديق لي و قال لي "غدوة قالوا تخرج النتائج" لحظة توقف فيها الزمن
انتظرت هذه اللحظة كثيرا .. في الغد و في المساء كنت مع اصدقائي ننظر النتائج .. الموقع يفتح بصعوبة و الغريب ان كل اصدقائي ظهرت عندهم النتائج و نجحوا إلا انا لم تظهر نتيجتي
لكن مرة نجح صديق لي في الدخول الى الموقع و طلب مني الرقم لما ادخله و قال لي "درك يخرج" لما ظهرت النتيجة لم أرى شيئا فقط سمعت "راك جبت 18"
ماذا ؟؟؟ كم المعدل؟؟
"راك جبت 18 الله يبارك "
مستحيل هذا ما لا طاقة لي به هذا المعدل كنت فقط اسمع أن فلانا قد حقق 18 في البكالوريا

لم اصدق انّ هذا سيحدث كل ما فكرت فيه هو ان اخبر عائلتي باني نجحت و كيف نتجحت ... بمعدل خيالي 18
ذهبت اجري للمنزل و انا اقول في نفسي لقد فعلتها لقد فعلتها لقد نجحت
التقيت أبي في الطريق قلت "راني جبت 18 ... راني جبت 18 "
احتضنته و انا فقط اقول "جبت18"
امي فرحتها لا توصف شعرت حقيقة اني أصلحت ما افسدته
أعدت الاعتبار لنفسي
الكل يسال عن معدلي لاقول لهم و بكل افتخار 18
كانت لحظة للتاريخ و هي مسجلة بالفيديو في حسابي الخاص لحظات قبل النتائج و بعد إعلان النتائج
في هذه اللحظات فقط ستنظر حولك و سترى انك نجحت ستتذكر تلك اللحظات ... تلك اللحظات التي كان لدي كل الحق للاستسلام لكني لم أفعل
... هذا بالمختصر حكايتي ... حكايتي التي سافتخر بها طوال حياتي
احكيها لكم و انا مـتأكد كل التأكيد بأن في كل واحد منكم عظيم بطريقة ما
فأذا لم تستسلم و واصلت القتال إلى النهاية ... فيوم ما سيكون يومك ... يوما ما سيكون يومك














 


رد مع اقتباس