منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-26, 05:24   رقم المشاركة : 251
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صور كتمان السر

لا شك أن الأصل في السِّر كتمانه وعدم إفشائه

ويستثنى من هذا الأصل بعض المجالس التي لا حرمة لأسرارها.


1- كتمان قضاء الحاجات:

من يريد أن يقوم بعمل ما، عليه أن يكتمه

وأن لا يحدث به كل أحد حتى يقوم بإكماله.


[3280] ((جواهر الأدب)) لأحمد الهاشمي (2/434).

2- كتمان الأسرار الزوجية:

كتمان الأسرار الزوجية من الأمور (التي يجب حفظها

وعدم إفشائها... فهو أولًا: حق المرأة في عدم

إفشاء ما يكون منها لزوجها

وهو ثانيًا: حق الآداب الإسلامية العامة التي توصي

بستر مثل هذه الأمور، فالمرء مستأمن

عليها من جهتين، جهة الآداب الإسلامية

وجهة صاحب الحق الخاص)


[3281] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/346).

فعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ من أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة

الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها))


[3282] رواه مسلم (1437).

3- كتمان أسرار الدولة:

لا شك أن الدول تكون لها أسرارها التي لا ينبغي كشفها

أو اطلاع أحد عليها، وخاصة الأسرار الحربية

وقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يكتم الأسرار

ومنها ما يتعلق بالأسرار الحربية والعسكرية

فكان من هديه إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها


[3283] رواه الدارمي (2/289)، والطيالسي في ((المسند)) (2/149)

والبيهقي (9/150)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4662).


وأرسل سرية بقيادة عبد الرحمن بن جحش

((وكتب له كتابًا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين

ثم ينظر فيه، فيمضي لما أمره به صلى الله عليه وسلم

ولا يستكره من أصحابه أحدًا فلما سار بهم

يومين فتح الكتاب، فإذا فيه: إذا نظرت في كتابي

فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف

وترصد بها قريشًا، وتعلم لنا من أخبارهم.

فلما نظر في الكتاب قال: سمعًا وطاعةً

وأخبر أصحابه بما في الكتاب

وقال: قد نهاني أن أستكره أحدًا منكم

فمن كان منكم يريد الشهادة، ويرغب فيها فلينطلق

ومن كره ذلك فليرجع

فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد)


[3284] رواه ابن هشام في ((السيرة النبوية)) (3/146-147).

قال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (3/247):

[له] شواهد مسندة.


أنواع السر

قال الراغب الأصفهاني: (السِّرُّ ضربان

أحدهما: ما يلقي الإنسان من حديث يستكتم

وذلك إمَّا لفظًا،كقولك لغيرك: اكتم ما أقول لك، وإمَّا حالًا

وهو أن يتحرى القائل حال انفراده فيما يورده

أو يخفض صوته، أو يخفيه عن مجالسيه

ولهذا قيل: إذا حدَّثك الإنسان بحديث فالتفت فهو أمانة.

والثاني: أن يكون حديثًا في نفسك بما تستقبح إشاعته

أو شيئًا تريد فعله، وإلى الأول من ذلك أشار النَّبي

بقوله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى منكم من هذه

القاذورات شيئًا فليستتر بستر اللَّه))


[3277] رواه الحاكم (4/272). قال الحاكم: صحيح

على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.

وحسن إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1030).


وإلى الثاني أشار من قال:

((من وهن الأمر إعلانه قبل إحكامه))


[3278] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/98)

((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (6/126).


وكتمان النوع الأول من الوفاء، ويختص بعامة الناس

والثاني من الحزم والاحتياط

هو مختص بالملوك وأصحاب السياسات...

والسبب في أنَّه يصعب كتمان السِّر هو: أن للإنسان قوتين

آخذة، ومعطية. وكلتاهما تتشوف إلى الفعل المختص بها

ولولا أنَّ اللَّه تعالى وكَل المعطية بإظهار ما عندها

لما أتاك بالأخبار من لم تزوده، فصارت هذه القوَّة تتشوف

إلى فعلها الخاص بها، فعلى الإنسان أن يمسكها

ولا يطلقها إلى حيث ما يجب إطلاقها، ولا يخدعنَّك

عن سرِّك قول من قال: وأكتم السِّر فيه ضربة العنق.

فذلك قول من يستنزلك عما في قلبك

فإذا استفزع ما عندك لم يرْعَ فيه حقَّك

فقد قيل: الصبر على القبض على الجمر أيسر

من الصبر على كتمان السر.

وما أصدق من أنبأ عن حقيقة حاله حيث قال له صديقه:

أريد أن أفشي إليك سرًّا تحفظه عليَّ، فقال

لا أريد أن أوذي قلبي بنجواك

وأجعل صدري خزانة شكواك، فيقلقني ما أقلقك

ويؤرقني ما أرقك، فتبيت بإفشائه مستريحًا

ويبيت قلبي بحرِّه جريحًا)


[3279] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة))

للراغب الأصفهاني (ص 212).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ كتمَان السِّرِّ









رد مع اقتباس