منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التآئب
الموضوع: التآئب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-09-27, 13:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي التآئب

قرر أن يطلّق حياة المجون واللهو
يخلع من قلبه زهرة الدنيا ويقتلعها من جذورها كما تُقلع الاشجار الميتة حين تشيخ الحياة بخلاياها
لا أزهار ولا أشجار في بستان قلبه
ولا تحصي أوردة دمه غير ذنوب الخوالي بين سجائر وسكرات ومخدرات يبيعها ويتعاطاها ...
كان عثمان يبحث عن السعادة مع هؤلاء الرفقة الفاسدة ويذكر بحرقة أوّل سيجارة أشعلها وهو صبي بعمر العاشرة إنه أمين صديقة الذي جشّعه قائلا : تذوّق يا عثمان وأشعل رئتيك نشوة أنت رجل و هكذا يفعل الرجال
سحب جرعة كبيرة من التبغ ثم نسفها فتبدد دخّانها بوجه عثمان
ويحك يا أمين ما الذي فعلته بي ؟ وأي واد أسكنتني إيّاه ؟؟ تعسا لك ولأمثالك
عثمان قرر أن يسلك درب الإدمان وقتها ليسلخ من تفكيره مشاكله
لينسى ذلك البيت القصديري على أطراف المدينة حيث يتكدس مع اخوته كعلبة السردين في غرفة نوم واحدة تفيض بمائها كلما حل الشتاء أما صيفا فكان ينام بين كثبان التراب لتصافح عيونه ذلك الثوب السماوي المزين بحبات الؤلؤ فتسبح نفسه في ملكوت الايمان مدهوشة ببديع صنيعة الخالق
ذات ليلة همس ضميره : ألا تستحي من مولاك ياعثمان وانت تمد يدك لتأخذ ماليس لك ...ألا تخاف ان يرديك الادمان في قعر جهنم مع قارون وهامان
من يومها قرر عثمان أن يصبح رجلا صالحا نسف عقله المخدرات والمسكرات وتاب توبة نصوحا
بسم الله غسل يديه ثلاثا مضمض استنشق واستنثر
أنظر يا السي خليفة الى هناك ... عثمان الصعلوك يتوضأ !!! هل يتوب امثاله الدين تسخط الأرض لوقع خطواتهم؟
رد السي خليفة على الزبير : يقول سكان القرية أن عثمان زاره ملك الموت ذات ليلة اثر نوبة سعال لفظ ليلتها قطعا من الدم ورأى الموت كما يُرى القمر حين تمامه
ومن يدري لعل غاية في نفسه أخفاها فما امثال هؤلاء من يفرح الناس بتوبتهم ولا أحد يضمن نومة أبدية لشياطينهم
لم يصدق أحد أن عثمانا قد حط على رأسه طائر التوبة فجأة وقالت احدى النسوة يوما أنه يريد الزواج بأحد البنات وتصنّع زُهده وورعه ليحظى بعروس بأقل ثمن ...
طرق عثمان كل باب ساعيا للرزق الحلال ، صحيفة سوابقه المتسخة وسيرته المعروفة سابقا حجبت عنه أي أمل في الحصول على عمل..
نبذت نفسه المعاصي وما كان يقدر أن يعود أدراجه بعد أن سحل أيامه الماضيات...
ذات صباح استيقظ سكان الحي القصديري على وقع لطمات وصياح امرأة طاعنة في السن
وهناك....... أغلق رجال الشرطة المكان بحواجزهم حيث كانت جثة عثمان لاتزال تتدلى من أعلى شجرة الصرو ...
خربشآت ...









 


آخر تعديل أثر 2019-09-28 في 09:19.
رد مع اقتباس