منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات نفسية و اجتماعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-08-03, 14:42   رقم المشاركة : 212
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تتمسك بالسنة وتتهم بالتعنت ، وتريد النصيحة

السؤال

وُلدت مسلمة ، وكنت أجهل كل شيء باستثناء الصلاة ، وبفضل الله فقد استيقظت الآن وأخذت أتصرف وفقا للقرآن والسنة ما أمكنني ذلك ، لكني فقدت جميع صديقاتي الآن

وهن مسلمات أيضا ؛ فهن غير متمسكات كثيراً بالدين ، ولا يكترثن به كثيرا ، وأنا وزوجي أصبحنا غريبين في بلادنا ، صديقاتي امتنعن عن الاتصال بي وبوالدي ، زوجي وأخواته يناديننا وهابيون ، وكذلك بنت خالي

وأمي قالت إنها لا تملك الكثير من الوقت وهي لا تأبه طالما أن جميع أبنائها في خير ويصلون ، أغلب الناس يسخرون من حجابي ، والأمر محزن وصعب

أعني : أني أعيش في جزيرة صغيرة بالمحيط الهندي والجميع مسلمون ودولتي هي " جمهورية المالديف "

أنا أشعر بالوحدة الشديدة والحزن هنا ، هل تخبرني كيف أتصرف - فأنا أشعر بالوحدة الشديدة وأني بمفردي والوضع مؤلم جدّاً أن يفقد المرء كل أصدقائه السابقين - ؟

. أرجو أن تقدم لي نصيحة جيدة تتعلق بالكيفية التي أتصرف بها في هذا الوضع ، لقد حاولت كثيراً أن أخبر أهلي أيضا عن السنَّة لكن جميع الأجوبة التي حصلت عليها كانت : لقد فقدت دينك

أنت وهابية ، إنها الطريقة الوهابية . وأسأل الله أن يثيبكم جميعا على العمل الذي تقومون به .


الجواب


الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يفرِّج كربك وييسر أمرك ، وأن يعينك على طاعته وحسن عبادته

واعلمي أن الغربة التي تعيشينها علامة خير لك ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " بدأ الإسلام غريباً وسيعود

كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء " رواه مسلم ( 145 ) ،

ولـ " طوبى " معاني كثيرة ومنها : الخير والكرامة ، وشجرة عظيمة في الجنة ، والفرح والسرور ، وغيرها كثير ، وكلها أقوال محتملة في تفسيرها .

قال السندي – رحمه الله - :

" غريباً " أي : لقلة أهله ، وأصل " الغريب " : البعيد من الوطن .

" وسيعود غريباً " : قلة من يقوم به ، ويعين عليه ، وإن كان أهله كثيراً .

" للغرباء " القائمين بأمره .

و " طوبي " فُعلى من " الطيب " وتفسر بالجنة ، وبشجرة عظيمة فيها .

وفيه تنبيه على أن نصرة الإسلام والقيام بأمره يصير محتاجاً إلى التغرب عن الأوطان ، والصبر على مشاق الغربة كما كان في أول الأمر .

" شرح سنن ابن ماجه " ( شرح حديث 3986 ) .

ثانياً :

لكِ في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد جاء قومه بالنور فأبوا إلا البقاء في ظلمات الكفر والجهل ، واتهموه بأنه ساحر وكاهن ومجنون ، وصبر على دعوتهم ، ولم يملَّ من تكرارها

ونوَّع بين الدعوة الفردية والجماعية ، والدعوة السرية والعلنية ، حتى نجح نجاحاً مبهراً

وهكذا الدعاة بعده دعوا الكفار إلى الإسلام ، ودعوا العصاة إلى الطاعة

ودعوا المبتدعة إلى السنة ، فلاقى كثيرون ضنكاً وهمّاً وصعوبة ، فلم يكن ليمنعهم هذا من الاستمرار على الدعوة ، ولولا ذلك ما وصل الإسلام إلى بلدكم " جزر المالديف " ! .

فاعتبري بهؤلاء القدوات ، وافعلي فعلهم ، واصبري صبرهم ؛ لتنالي رضا الله تعالى

وما تسمعينه من لمزٍ ونسبة إلى " الوهابية " قد قاله من كان قبلهم ، ولا يزال السفهاء يرددونه مع دعاة السنَّة ، وليس ذلك بضارِّهم ولا بمُوقِفهم عن تبليغ دين الله تعالى .

ثالثاً :

ومع الصبر على هذه الدعوة ننصحك بانتقاء العقلاء من النساء ، ومن أقاربك لتبليغهم دين الله تعالى ، وتذكيرهم بحقيقة الشرائع الإسلامية

فإن الناس الذين رضوا بالانتساب إلى الدين لا يمنعهم سلوك طريق السنَّة ، لكن عندهم موانع تحول دون وصولهم إلى طريق الحق ؛ من علماء الضلالة ودعاة البدعة ، وفتن الشبهات والشهوات

وغير ذلك . وعندنا ـ نحن ـ تقصير في تبليغهم حقيقة الدين ، أو ليس عندنا طرق حكيمة في هذا التبليغ .

فعليكِ بالرفق والتؤدة والصبر ، وانتقي عقلاء القوم ، وتلطفي في توجيههم وتبليغهم ، ونوِّعي بين الشريط المسموع ، والمحاضرة المرئية ، والكتاب المقروء ، ولعلك أن تجدي من النتائج ما تسرين به .

ثالثاً :

احرصي على أن يكون منطلق هذه الدعوة بيتكم ، فابدئي مع زوجك وأبنائك لتنطلقي من هذا البيت المبارك إلى الناس جميعاً ، وتذكري أن أمَّنا " خديجة بنت خويلد " هي أول من أسلم من هذه الأمة مطلقاً

وهي أول من نصر النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة ، ودعت بناتها إلى الإسلام ، فكان بيتها أول البيوت إسلاماً ، ومنه انطلقت دعوة الخير لتعم أرجاء الأرض ، فكوني مثلها ، واقتدي بفعلها .

وفي جواب السؤال القادم

تجدين المزيد من الوصايا والنصائح فنرجو الاطلاع عليها ، وهو مغنٍ عن التكرار ها هنا .

والله الموفق


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس