نَــصيحة قَـيِّـمَةٌ للــشيخ رَسلان حَــفِـظه اللــَّه تَـعالى لِـماذا تتخيلُ البنت قبل الزواج أن الحياة الزوجية سعيدة دائما
مِنْ أَخْــطاءِ الزَوْجَــاتْ الـمُبَالغَةُ فِـي تَـطَلُّبِ الگـمَال؛ فَـهُنَاگ مِــنَ الـزَوجات مَـنْ تَغْرَقُ فِـي الخَـيالْ، وَتُـبالِـغُ فـِي تَطَـلُّبِ الگـمال، وأنَّ الـزَوَاجَ جَنَّةُ الفِـرْدَوس التي لَا صَخَبَ فيـها ولَا عَـنَاءَ وَلا مَشَقَّة. فَهِي تتَصَوَرُ أَنَّ الــزَواج لَابُد أن يَ?ـونَ هَگـذا دونَ صُعوبات أَو عَقَباتٍ أو مُشْ?ـلات، فإذَا هِي ارْتـطَمت بالـواقِع ومافيه مِن مَسؤوليات وإتخاذِ قَرارات وإنْجَابِ أولاد وَمُواجهَةِ مُشْ?لات، ولَـم تَسْتَطع مُواجَهَةَ ذَلِگ و ظَنَّت أَنَّها أخْطَأت في اخْتيارِ شَري? الــحَياة، وَرُبَّما جَنَحَتْ للـفِراق تَخَلُّــصًا مـِن هَذهِ الــقُيُودِ بِزَعْـمِـها، وهَذا الأمر قد يوجد، وَمِــن أسْـبابِه هِـي ضُـعْفُ التَرْبِــية، وَ الإفراطُ فِـي تَرفــيه الفَتاة وَالـجَهل بِـواقِع الحَياةِ الـزَّوْجــية. ومن أعْظَمِ أسْبابـه ما توحِــي به بَـعض القِـصَصِ الخَيالية، أو المُسَلسلات التِلـفازِية أو الأفلام السِنيمائية، حَيْثُ تُصَوِرُ الحَـياةَ الـزَوجية عَلى أنَّها خَاليةٌ مِـن أَيِّ مُشْـ?لَة. وَبَعْضُها بالـعَكــس، بِحَيـْثُ تُصَوِّرُ الـحَياةَ الـزَوْجِـية عَـلى أنَّـها جَـحِـيمٌ لا يُــطَاق ، بِـحَيْثُ توحي بالنّـفْرَةِ مِـنْها لِـهذا تُفـقدُ النَّظرةُ الـواقِعيَةُ المُـعتَدِلة للـحَياةِ الزَوْجِيَة. إذا دَخَلَتِ الـزَوْجَةُ مَــنْزِلَ الـزَوْجـية وَ عندَها تِلْــگ الـخَيالَات وهي مُسـْتَحْوِذَةٌ عَلى تلگ الأوْهام گــذبَ الــخُبْرُ الــخَبر وفوجئت بِـما لم يَخْطُر لها ببَــال.
فَعَلى الزَوْجَـةِ الــعاقلة أن تعتدِلَ في نَظْرَتِها وأن لا تَسْـتَرسِلَ مَع الأحلام وَلا تَهيم في أودِية الخَيال وعليها أن لا تُبالغ في تَطَلُّب الگــمال فالحَياة الزَوجِية ليست مَشْهدا يُمَثـلُ سـَاعةً مِـن الزَمان وَلا قِصَةً يُسافرُ مُبْحِرُها مع الــخَيال . وإنَّما هِي واقـعٌ مَحسوس فيـه الآلامُ والآمال ، وَفيه الأفراحُ والأتراح شَأنُها شَأنُ الحَياةِ كُــلِّـها فلا يُجدي في ذلگ إلا مُواجَهتها وإحسان التعامل معها ،فَيومٌ عَليْنا ويَـومٌ لَـنا وَيـومٌ نُسآؤ ويَومٌ نُسَر . ولا يعني ذلگ أنَّ الحَياة الزَوجِية قَفَصٌ مُظْلِم أو جَحِيمٌ لا يُطاق ، وإنَما هِي تعاونٌ وَتَراحُمٌ وتذَمُمْ ، وَما يعْتَريها من المُش?لات وَما فيها من المُنَغصات لا يذهب شيْءٌ مِن ذلگ بِبَهجَتها ، بل قد تكون تلگ المُنغِصات وتلگ المشكلات قد ت?ون مِلْحَها وَسِرَّ سَعادَتها فَتحملُ المسؤولية والتَضَلُعُ بالأعباء والتَبعات مِـن أعظَمِ أسبابِ السَعادة . فَأروحُ الَّناسِ أتْعَبُ النَّاس، وأتعبُ النَّاسِ أروَحُ النَّاس.
بَصُرتُ بالراحَة الكُبرى فلم أرها ... تُنَالُ إلا على جِسْرٍ مِن التَعَبِ
بَل إن كثرة الـفراغ والبَطالة من أعْظَمِ ما يقعدُ بالهِمة ويُورثُ الغَمَّ .
_إنـْـتَهى گــلامُ الشَيــخِ حَـفِظَهُ اللــَّه_
_تَفـريغ أمُ مُعاوية السَـلفية_
_عَفا اللـَّه عَنـْها وأصْلح حالها_
المصدر منتديات الابانة السلفية