مقالة الشعور واللاشعور
هل الحياة النفسية كلها لاشعورية؟
تقديم المشكل :
- يمر الإنسان في حياته اليومية بحالات وأحوال نفسية تتباين في الشدة والمدة حسب المثير، فنحن نحب ونكره نضحك ونبكي،نفرح ونحزن هذه الحالات والانفعالات النفسية نترجمها بواسطة الشعور.
- وهو معرفة النفس لأحوالها وأفعالها وانفعالاتها يعرفه علماء النفس "هو وعي النفس لأحوالها وأفعالها بصورة مباشرة." ويتميز بخصائص منها انه معرفة أولية مباشرة ".انه معرفة ذاتية –انه معرفة دائمة –انه اختياري. لكن –
المشكل هنا لايتعلق بضبط مفهوم الشعور بل بطبيعة العلاقة بينه وبين الحياة النفسية
- فهل الحياة النفسية كلها شعورية ؟وهل الشعور مبدأ كافي لمعرفة الأحوال النفسية؟هل ترتبط معرفة الأحوال النفسية بالشعور ارتباطا كليا أم جزئيا؟هل الشعور يترجم الأحوال النفسية ترجمة مباشرة؟ محاولة حل المشكل: للإجابة عن هذا السؤال انقسم علماء النفس إلى قسمين: ج1- قسم يرى أن الحياة النفسية كلها شعورية ويؤكد ذلك أنصار نظرية علم النفس الشعوري القديم والحديث (سقراط ،ابن سينا ،ديكارت ،برغسون)وحججهم على ذلك: 1-يؤكد أنصار علم النفس الشعوري على ان الحياة النفسية كلها شعورية وهذا يعني أن النفس =الشعور . 2-الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان . 3- لايوجد شئ خارج الحياة النفسية إلى الحياة العضوية . 4- فقدان الشعور يعني فقدان الحياة النفسية. 5- إن الشعور تيار متدفق لايعرف السكون وان تعددت درجاته. 6- الشعور حدسي هو صورة للظواهر النفسية فإذا شعرت بحالة ما كان شعوري بها مطلق -اشعر بها كما هي لاكما تصورها حواسي. 7- يؤكد سقراط على ضرورة الشعور كمبدأ وحيد للحياة النفسية . 8- الآن"إن القول بالشعور بمثابة قول بوجود ذات داخل ذواتنا توجهنا رغما عنا". 9-سقراط"اعرف نفسك بنفسك" 10-ابن سينا "عندما أشير إلى نفسي بكلمة أنا،فانا لا اقصد بها الجانب الملموس بل اقصد بها الجانب المحسوس "
11- برغسون "الشعور متصل من بداية الحياة النفسية إلى نهايتها". 12-علم النفس الحديث"ليست هناك حياة نفسية خارج الروح سوى الحياة الفيزيولوجية".
النقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :
آن نظرية علم النفس الشعوري تؤكد على أن الشعور وحده أساس للحياة النفسية لكن كيف يمكن لنا تفسير أفعال نقوم بها دون وعي منا كزلات القلم وفلتات اللسان . ج2–يرى قسم أخر( أنصار التحليل النفسي) على أن الحياة النفسية لاشعورية مع كل من (بيرنهايم وشاركو فرويد) وحججهم على ذلك: 1- إن الحياة النفسية لاشعورية والدليل على ذلك صدور أفعال عنا دون وعي منا كزلات اللسان وزلات القلم ونسيان المواعيد وروح النكتة والسخرية من الأشخاص –الرسوم والأشكال التي يرسمها الفرد لاشعورية والأحلام هي مجال خصب لتفريغ النشاطات اللاشعورية . 2- اللاشعور هو مجموعة الحالات المكبوتة التي يكبتها فرد . 3- الاعتراف بنظرية المقاومة والكبت. 4- توازن الشخصية وعدم توازنها مبني على اللاشعور. 5-إن النتيجة الأولى التي استخلصها فرويد بوجود عمليات نفسية لاشعورية تختفي وراء الأعراض العصبية. 6- اكتشاف فرويد لتقسيمات الجهاز النفسي: ( الأنا – الأنا الأعلى _ألهو)
-(مكتسبات الأنا الأعلى مجموعة القيم والمبادئ الأخلاقية والتربوية والاجتماعية ،الأنا وهى الذات الشاعرة، ألهو : مجموعة الغرائز المكبوتة)
7-فرويد"كلما وجدنا أنفسنا أمام احد الأعراض وجب علينا أن نستنتج لدى المريض وجود نشاطات نفسية لاشعورية" 8-فرويد"إن الإنسان لا يعي أسباب سلوكه لان معطيات الشعور ناقصة" 9-فرويد"يستمد الأنا طاقته من ألهو، وقيوده من الأنا الأعلى ،وعقباته من العالم الخارجي".
النقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــد :
إن نظرية اللاشعور ساعدت علم النفس التحليلي في القضاء على مرض الهستيريا واكتشاف خبايا النفس، إلا انه يعاب على فرويد انه جعل من الإنسان كتلة من الغرائز وأهمل بذلك دور العقل والإرادة.كما أن
هذه النظرية مجرد افتراض فلسفي لااساس له من الصحة العلمية ومن بين الانتقادات التي وجهت إلى فرويد
انتقادات تلميذيه ادلر ويونغ.
ج3- انطلاقا من الجزئيين 1-2 نصل إلى أن الحياة النفسية ليست كلها شعورية وليست كلها لاشعورية، وان الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور،ألاشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لايتاتى لسائر الوظائف العقلية أن تكتمل ، والشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري .
الخروج مــــــــــــــــــــــــن المشكل :
وأخيرا فالحياة النفسية تجمع بين الشعور واللاشعور، والتحليل النفسي الحديث اثبت نجاحه في الجمع بينهما وخاصة في مجال علم النفس العيادى والاكلينيكى .