لقد جاء الدخول المدرسي، وبدأ عام جديد للتحصيل والإفادة من العلوم المتنوعة، وهذا التعليم أمانة كبيرة ومسؤولية عظيمة على المعلمين. فيجب عليهم القيام بالأمانة و التحلي بروح المسؤولية، بتوفير الأجواء المناسبة ، لتكوين أجيال صالحة تعرف ربها وتطيعه، وتعرف نبيها صلى الله عليه وسلم وتتأسى به وتهتدي بهديه، وتعرف دين الإسلام وتتمسك به، وتعرف مالها من حقوق، وما عليها من واجبات، أجيال تستعمل العلم والمعرفة بما يعود بالخير والسلام على الوطن.
أيها المعلمون، رحمكم الله وقواكم وأعانكم على مسؤوليتكم، استعينوا بالله على ذلك، والتجئوا إليه حتى يُسَهِّل لكم الصعاب، فاحرصوا كل الحرص على التربية على الأخلاق والآداب المُنبَثقَة من العقيدة الإسلامية الصحيحة.احرصوا على ذلك أكثر من الحرص على التعليم المجرد، فإن أمتنا في حاجة إلى الأخلاق الحسنة، والآداب الصالحة والفضائل العالية، لأنها ما تدهورت هذا التدهور الشنيع من نقص العلم فقط، ولكن من نقص الأخلاق أيضاً.إنه من الخطأ الكبير، أن ننظر إلى الأخلاق على أنها أمرٌ ثانويٌ، أو أنها غير ضرورية ! والله تعالى قد أكّد على الأخلاق في القرآن الكريم في آيات عديدة...
فيا أيها المعلم ـ مهما كان تخصصك ـ عَلِّمِ التلاميذ ما ينفعهم من علوم، ولا تهمل جانب الأخلاق والآداب، واغرس فيهم حب الإبداع والتطوير والاكتشاف والاختراع في أمور الدنيا، والله يثيبك على ذلك بالأجور الكثيرة.
أيها المعلم/ يا من رزقك الله العلم، وبصرك بأشياء تغيب عن كثير من الناس، اتق الله تعالى، وكن في المستوى المطلوب منك.
أيها المعلم خاطب المتعلم على قدر فهمه وعقله، وابذل جهدك في تثقيفه وتعليمه بالطرق النافعة والأساليب الناجحة...
أيها المعلم حافظ على وقتك، ولا تكتفي بما دَرَسْتَهُ في الجامعة، أو بما تُدَرِّسُه للتلاميذ، بل وَسِّع علومك وارفع مستواك العلمي...
أيها المعلم كن قدوةً حسنة للتلاميذ في أقوالك وأعمالك حتى يتعلموا منك الخير والعمل به، ويحذروا الشر والوقوع فيه، ولك على ذلك الأجور الكثيرة...