منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - 【۩】في ذِكرى موْلِدِ الحبيبِ المصطفى【۩】
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-11-14, 22:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










#زهرة 【۩】في ذِكرى موْلِدِ الحبيبِ المصطفى【۩】



السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رغم اختلاف أهل السّيَر والتاريخ في تحديد يوم وشهر ولادة النبي صلى الله عليه، واحتفال المسلمين به في الثاني عشر من ربيع الأوّل، فيهمّني الوقوف وإيّاكم على بِدعةِ الاحتفالِ المُبالغ فيه بمجتمعاتنا الإسلاميّةِ، والذي أصبحَ عادةً يصعبُ على بعضهم التخلّي عنها، لارتباطِها بنظرِهم
[بفرحة المولِد النّبوي وإحياءِ سيرتِه الكريمة].
معتقدين أنّها الطريقة المُثلى للتّعبيرِ عن حُبّهِم واهتمامِهم بذكرى رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم. والاحتفالُ بهذه المناسبةِ بِدعةٌ من البِدعِ المُحْدَثةِ في الدّين.. فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة:
"أما بعد، فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلىّ الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة". (صحيح مسلم867).
فمحبّة رسولنا الأمين –صلّى الله عليه وسلّم- ، لا تُختزَلُ في مجرّدِ احتفالٍ أيّاً كانت طقوسُه،
ولا ترتبِط بيومِ مولِدِه، بل تَظهرُ في طاعتِنا للهِ ولرسولِه الكريمِ طيلةَ مسارِ حياتِنا، وسبحانه القائل:
{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} (المائدة: 92)

أيّها الإخوة،
لم يرِد في كتابِ الله الحكيمِ، ولا في سنّةِ نبيّهِ العظيمِ، ما يدعوا المسلمينَ للاحتفالِ بيومِ مولِدِه،
ولم يُخصَّص هذا الأخير بصيامٍ أو أيّ عملٍ آخرَ. فلو كان أمراً مرغوباً، أو واجِباً، لما فاتَ سيِّد الخلقِ دعوتَنا للالتزامِ به، وإحياءِ ذكراه كأيِّ سنّةٍ من سُنَنِه.

بل كيف يدعونا لأمرٍ كهذا؟

وهو صلواتُ اللهِ عليه من عاشَ زاهِداً، لا يهمّه مالٌ ولا يُغريهِ متاعٌ من متاعِ الدّنيا،
لقوله الحكيم (لو كان لي مثلُ أُحُدٍ ذهبًا، لَسرَّني ألَّا تمُرَّ عليَّ ثلاثُ ليالٍ وعندي منه شيءٌ،
إلَّا شيئًا أرصُدُه لدَينٍ) [صحيح].
وكان عليه الصّلاة والسّلام رفيعاً بتواضعِه، بسيطاً في مظهَرِه، رغم مكانتِه السّامية التي شرَّفه اللهُ بها..
وكيف نفرح بمولِده، وأفْجَعُ ما أصاب أمّة الإسلامِ وفاتُه صلّى الله عليه وسلّم !

والطامّةُ الكُبرى، أنّ الاحتفال بالمولِد النبويّ الشّريف بزمنِنا هذا، أصبحَ مناسبةً للصّخب، والتّبذير، والسَّهَر، واللّهْوِ الخطير !

وأصبحَ يرتكِز -لدى بعض دُعاة إحياءِ سيرتِهِ إحياءً لذكراه !- على جلساتٍ لأئمّةٍ وشُعراء
مُحضّرٍ لها بسخاء، قد يُنفَقُ عليها ما يمكنه سدّ حاجيات كثيرٍ من المحتاجين.. متجاهلينَ أنّ
ذكرى الرّسولِ المُمجَّدِ، محفوظةٌ ومرفوعةٌ من ربِّ البريّةِ، مع كلِّ أذانٍ ومع كلِّ صلاةٍ..
وتلاوتنا للقرآنِ ذكرٌ له وعمَلٌ بهَديه. والدّعوة لسيرتِه، والاتّصافُ بصفاتِه، والعملُ بأخلاقِه،
لا يحتاجُ ليومٍ محدّدٍ..يُوقِّعُ حبّناَ له !

بل علينا أن نحْرص على الاقتداءِ به ما حَيينا والذّوذِ عن سُنّتِه ونصْرِهِ بأيِّ مقامٍ أُهين فيه من طرفِ أعدائِه.


========
جعلنا الله وإيّاكم ممّن يستمعون القولَ فيتّبعونَ أحسَنَه











 


آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2021-10-18 في 11:23.
رد مع اقتباس