منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بين يدي سور القرآن الكريم...متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-06-01, 04:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ritadj firaous
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ritadj firaous
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سورة النساء

ركزت سورة البقرة على المنهج اللازم للاستخلاف على الأرض، ثم جاءت سورة آل عمران لتركز على معنى الثبات على هذا المنهج الذي كُلفنا به، ثم جاءت سورة النساء لتوصي بالعدل و الرحمة مع كل الضعفاء من نساء و أيتام و أقليات و لا تخلو آية في السورة من هذا المعنى.

هدف السورة

تطبيق العدل و الرحمة أثناء القيام بالمنهج المطالبين به.
سُميت هذه السورة بسورة النساء لأن أول العدل يجب أن يُطبق داخل البيت بين الرجل و زوجته فمن استطاع أن يطبق العدل داخل بيته دون رقيب عليه سوى الله قادر على أن يحقق العدل و الرحمة

سبب التسمية

سميت بالنساء لأنها تتضمن أكثر الأحكام المتعلقة بالنساء كحكم الطلاق وما يترتب عنه،وحكم المهر وما يرتبط بالزواج،وأحكام الوصية والإرث...وكل قضايا وأحكام الجتمع وفق المنهج الرباني.


الآية 1 "الذي خلقكم من نفس واحدة" و هنا تركيز أن أصل البشر واحد لذا فالعدل واجب ثم قال "وخلق منها زوجها" فكيف إذا بعد ذلك أن يظلم بعضنا البعض.


الآية 2 "و آتوا اليتامى أموالهم" فجاءت لتوصى بالحفاظ على حق اليتامى و هم من الضعفاء الذين اهتمت السورة بذكر حقوقهم و التوصية عليها.


الآية 3 أكملت ما جاء في الآية 2 من توصية بالحفاظ على حقوق الأيتام ثم جاء فيها توصية للرجال بالعدل مع النساء.


الآية 4 "و آتوا النساءصدقاتهن" الأمر بإعطاء المرأة حقها كاملا في المهر وألا يُبخس منه شيئا.

الآية 5 "وارزقوهم فيها واكسوهم" ذكرت السفهاء و وصت عليهم و أمرت بالاهتمام بهم و الرأفة و الرحمة الواجبة علينا اتجاههم.

الآية 6 رجعت مرة أخرى إلى موضوع الأيتام و التوصية عليهم و التذكير بضرورة تأدية كافة حقوقهم لهم.

الآية 8 " وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى" التوصية بالإحسان للأقارب واليتامى و المساكين عند تقسيم التركة.


الآية 9 " وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية" تنبه هنا الأباء الذين يخشون على أولادهم من بعدهم فيظلمون و يقولون غير الحق ليحققوا لهم الاستقرار فتأتي هنا الآية لتوضح أن السبيل لتحقيق الأمان هو التقوى وقول الحق.


الآية 10 "إنما يأكلون فيبطونهم نارا" تحذير شديد من أكل مال اليتيم.


ثم تأتي بعد ذلك آيات توضح أحكام المواريث و حقوق كل من الزوج والزوجة.


الآيتان 13 و 14 فيهما لهجة شديدة تسعد قلب كل من سمع أوامر الله و أطاعها و تحذر كل من عصى و ظلم.




الآية 19 " لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها " تحذير بعدم إكراه النساء على التنازل عن ميراثها ثم قال " وعاشروهن بالمعروف " و قيل في تفسيرها أن المقصود هنا هو ليس معاملتها بالمعروف فقط بل والصبر على أذاها و محاولة التسرية عن غضبها حتى تهدأ، ثم قال "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراكثيرا" و فيها توصية بالصبر على المرأة لعل الخير يكون فيها.


الآية 20 تكمله للآية السابقة بأن الزوج لو أراد أن يستبدل زوجته فلا يمكنه أن يأخذ من مهرها شيئا مع التحذير الشديد من فعل هذا وذكر كلمة " ميثاقا غليظا" في الآية 21 و هي الكلمة التي لم تذكر إلا مع الأنبياء فقط و بين الزوج وزوجته لتُظهر مدى قدسية العلاقة و أهميتها بينهما.

الآية 25 ذكرت الزواج من الإماء و ذكرت هنا "بإذن أهلهن " و لم تقل بإذن أسيادهم لترسيخ معنى الرحمة و الرأفة في التعامل معهن. و في هذه الآية أيضا التحذير من الصداقة بين الرجل و المرأة " ولا متخذاتأخدان"

و بعد كل ما سبق من أوامر بالعدل جاءت عدة آيات تلكمنا عن رحمة الله تعالى بنا " والله يريد ان يتوب عليكم "، "يريد الله أن يخفف عنكم": الآيات 26-27-28.


وجاء بعد ذلك ذكر العدل في الأموال في الآية 29 "لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"


في الآية 34 تنظيم لضوابط العدل داخل الأسرة فبينت أن الطاعة للزوج حق على الزوجة ثم بينت الخطوات التي يجب أن يتخذها الرجل عند عدم الطاعة فقال " فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن"


ثم جاء ذكر العدل في المجتمع كله في الآية 36.


ثم ذكرت السورة الأسباب التي تؤدي إلى عدم العدل فذكرت:

* البخل في الآية 37 لأن البخيل لا يستطيع أن يعدل في بيته.
* الرياء في الآية 38 لأن ذا الوجهين لا يمكن أن يكون عادلا.

و وضحت السورة بعد ذلك كيف يتعامل الله معنا بالفضل قبل العدل في الآية 40 " إن الله لا يظلم مثقال ذرة"


و جاءت الآية 41 تحذرنا بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم سيشهد على أعمالنا كلها يوم القيامة.


ثم جاءت الآية المحورية في السورة و هي الآية 58 " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" فهي قلب السورة.

و في الآيتين 74 و 75 جاء ذكر القتال لأنه ضمان لحقوق المستضعفين في الأرض و لقد جاءت كل أحكام القتال في هذه السورة لأن النساء هن مصنع للمقاتلين، ولأن المجاهد يستشهد مرة واحده لكن الزوجة قد تستشهد في بيتها أكثر من مرة لو لم تتزوج ممن يفهمها و يريحها.


و جاءت الآية 94 لتكمل أحكام الحروب و تتكلم عن أخلاق الحرب " إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا"





و تكلمت السورة أيضا عن المنافقين في جزء كبير منها لأنهم من أكثر أسباب ذهاب العدل عن المجتمع.


و رجعت الآيتان 97 و 98 لتخاطبا المستضعفين و توجهاهم بألا يستسلموا لما هم فيه من ظلم "ألم تكن أرض الله واسعة" بل عليهم أن يبحثوا عن العدل.

و عادت السورة لتذكر لنا مرة أخرى بعض مظاهر رحمة الله بنا فجاءت الآية 101 بحكم القصر في الصلاة، و الآية 102 بكيفية صلاة الخوف، فوضح لنا الله عمليا كيفية الرحمة حتى في الصلاة.


و في الآيات 105 إلى 113 ترسيخ لمعنى العدل حتى مع الأقليات غير المسلمة من خلال حادثة حدثت في المدينة حيث اتهم ثلاثة من الأنصار يهوديا بسرقة درع فجاءت الآيات تحث النبي صلى الله عليه و سلم على تحري العدل قبل الحكم دون النظر للديانة.

نلاحظ هنا أن هذه السورة هي أكثر سورة ذُكرت فيها أسماء الله الحسنى فذكرت 42 مرة و تركزت على أسماء العليم الحكيم أو أسماء المغفرة و الرحمة و القدرة، و لو تأملنا هذه السماء لوجدنا فيها تركيبة العدل فهو يحتاج إلى العلم و الحكمة و الرحمة و القدرة لتحقيقه.









رد مع اقتباس