[أثر]

فتحت عيني اول يوم في حياتي
علي قريبة تقول لاخري
مسكينة تيتمت في هذا العمر ...كان الله
في عون ابيهم...
لم اكن نائمة ...بل اتصنع النوم
كنت في الرابعة او يزيد قليلا بشهور
لم افهم يومها معني ان تتيتم
ولا معني ان تفقد قلبا...يحتضنك
ولا ان تعود من المدرسة لتري الجميع
ينادي...امي
لتطرق الباب...فتجد برودا كالثلج او اقسى
كرهت عيد الام...وكان يومه ذاك
يوم اسود....اتمني حذفه من ايام السنة...
وكنت امقت ان يقال لي...مسكينة
كم كنت اكره حين اضطر ارفع يدي في
المدرسة...ان سالتنا المعلمة من امه او ابوه
متوفي ؟!
تتلقفني النظرات...
فلا اجدني الا...اغرس راسي تحت الطاولة
حتي التكريم كنت امقته...
فابي لاوقت له ليحضر
قد كان العمل عنده شيئ مقدس
كنت اتلقى هديتي...من يد المعلم
يد باردة...لم اكن اشعر باي شيئ
في حين زميلاتي كان يقدمها احد الوالدين
اعود فارمي الهدية...وامزق الشهادة..
وابكي بحرقة...فلا معني لنجاااحي
ولا لشهاداتي....
كنت اكره الاعياد كلها...واكره ماذا صنعت
امك من حلويات...
واكره ان يقال ذهبت لبيت جدي
فلا جد عندي ولاجدة....لعلها تعوضني
كنت زهرة لاتعي شيئا
ولاتعرف شيئا...سوى
بسمة لاتفارقني...رغم كل شيء
كنت كزهرة الروابي الندية
تنثر عبيرا نخلميا
ما كنت ادري ان حبل بسمتي...خيط رفيع
سفينة باشرعة متكسرة
لوحة زيتية...تفسخت الوانها
عند اول قطرات المطر...

يستفيق ابي فجاة علي اسرة حديثة
واطفال صغار
ليكون هو ابوهم وامهم
فاختلطت عليه الادوار
فما اتقن...اي منهما

وبدا النظام العسكري
والضرب من حديد...خوفا ورهبا

ويل ثم ويل ان اشتكي الجار
الدراسة خط احمر...والنتائج لانقاش فيها

المعلم والمدير...دمنا عليهم حلال محلل
لو سلخوا جلدنا عن لحمنا...
لاكمل هو دفننا....

حزام السروال....دوما علي اهبة الاستعداد
وويل لمن تدخل

لايشفي الغليل...الا علاماته حين...تتوشم

هذا ااماضي السحيق....
هو اول بداياتي مع الالتزام...

يتبع...