رسالة الأب منويل مسلم ل فتح وحماس
سئمنا يا شعبنا سماع اخبار الخلاف بين فتح وحماس وقرفت نفوسنا من متابعة تقارير الصحفيين والتلفزيونات وجولات المصالحة في القاهرة وانقرة والرياض والدوحة.... وتقيأنا من سماع وتذوّق كلمات الخطباء السخيفة المليئة بالسب والشتم والتكفير والتخوين حتى من اشرف اماكن عبادتنا من منابر جوامعنا.
كرهنا صليل ألسنة حماس وفتح. عافت نفوسنا تحاليل مواقفهم السياسية. كاد الشعب ان ينسى ان صراعه مع الكيان الصهيوني وأخذ يظن ان صراعه اما ان يكون مع حماس او يكون مع فتح. وطغت علينا نحن الشعب الغلبان كثرة الاتهامات والتشهير والتخوين حتى بدات لنا ان كل شعبنا جواسيس وعملاء لاسرائيل. نسمع كل يوم ان المفاوضات والتنسيق الامني واوسلو حرب على شعبنا ونسمع ان المقاومة وسلاحها وسياستها طعنة في ظهر الوطن. وقد أشركوا المسيحيين في صراعهم فقالوا ان حماس في غزة تضطهد المسيحيين ووتدفعهم قسرا الى الهجرة ويبحثون عن فيديو مأجور ملفق او رسالة مغرضة الهدف منها اثارة فتنة طائفية مع ان الحقيقة تقول ان اكثر الطلاب المسيحيين يذهبون الى الجامعة الاسلامية في غزة طلبا للعلم. فلو كان المسيحيون في ضنك وخوف من الحمساويين فكيف نفهم انهم يلقون بانفسهم في نار الجامعة الاسلامية بين شبيبة مشتعلة ؟ وكيف نفهم ضجيج الخوف الذي ينشرونه في قلوب المسيحيين ونحن نرى شبابنا وفتياتنا يضعون صلبان الذهب ظاهرة في رقابهم والبنات حاسرات الرأس في شوارع عمر المختار والوحدة والثلاثيني والرمال وتل الهوى وصبرا والتفاح والزيتون حيث بُنِيَت مدارسنا وإسكان المسيحيين في قلب المجمعات الحمساوية؟
نرجوكم؛ نُقبِلَ الارض تحت نعالكم اسمعونا صوت المقاومة والوحدة وقبول الاخر والشراكة والصمود والثبات في اعلى القيم الفلسطينية. اسمعونا صلاة الاقصى والقيامة ومهد المسيح والاذان واجراس الكنائس لا صوت( فلان) ولا صوت(فلان) ولا صوت(فلان) لا نريد ان نسمع من افواهكم البركة واللعنة بل البركة فقط. تقدموا نحو الوحدة الوطنية التي مسارها مسار التحرير لا الخنوع والخوف والاستسلام.لا نريد ان نسمع صوت فتح يقول لحماس:
"الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فُتَيَّةً
تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى إِذَا اسْتَعَرَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا
عَادَتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ خَلِيلِ
شَمْطَاءَ جَزَّتْ رَأْسَهَا وَتَنَكَّرَتْ
مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ
ولا ان تردّ حماس على فتح من كلمات "عفيرة بنت عباد" من "جديس" وهي تنعى على قومِها استسلامَهم للظلم، وهتك الحرمات، وتستعديهم على "طسم" ، فتقول:
وَلَوْ أَنَّنَا كُنَّا رِجَالاً وَكُنْتُمُ
نِسَاءً لَكُنَّا لاَ نَقَرُّ بِذَا الْفِعْلِ
فَمُوتُوا كِرَامًا أَوْ أَمِيتُوا عَدُوَّكُمْ
وَدِبُّوا لِنَارِ الْحَرْبِ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ
وَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَغْضَبُوا بَعْدَ هَذِهِ
فَكُونُوا نِسَاءً لاَ يُعَبْنَ مِنَ الْكُحْلِ .
هذا هو الحوار الذي نسمعه منهم وعنهم او شبيها به، وهو بغيض ومرفوض ومستهجن في اعيننا وغير لائق بقوار ابناء الثوار والشهداء. كونوا جميعا جاهزين لتحرير فلسطين من بحرها الى نهرها. كونوا سياجا للوطن وللشعب وللقدس والمقدسات تنالوا بركة شعبكم ووقوفه معكم في معارك الخلاص من الاحتلال.