منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قضاء الصيام
الموضوع: قضاء الصيام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-14, 14:54   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وأول ما يجب أن تبدئي به أن توجدي في نفسك همّاً كبيراً وحرصا عظيما للمحافظة على الصلاة

كما هو الهم الذي تستشعرينه لأمور الدنيا الأخرى من طعام وشراب ودراسة وزواج ونحو ذلك ، فإن كل عمل يسبقه اهتمام وتفكر ، وقد كان بعض السلف يجاهد نفسه على الإكثار من نوافل الصلاة مجاهدة عظيمة

حتى قال ثابت البناني رحمه الله : كَابَدتُ الصلاة [ يعني : قيام الليل ] عشرين سنة ، واستمتعت بها عشرين سنة .

ولا يكفي هذا الفكر والاهتمام حتى يقوم بموازاته فكر واهتمام بوسائل المحافظة على الصلاة ، وكيف تحتالين على نفسك حتى تلتزم بما فرض الله تعالى ، والإنسان يملك قدرة كبيرة في حسن اختيار الأساليب التي تعينه على ما يريد .

احرصي أن تقومي مباشرة إذا سمعت صوت المؤذن بالتكبير ، واستشعري أنه سبحانه أكبر من كل الدنيا التي أنت منشغلة بها ، ثم اعمدي إلى محرابك لتصلي ما كتب الله لك

ولا تنسي أن تقولي الدعاء الذي علمنا إياه
نبينا صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة :
( اللهم أعِنِّي على ذِكْرِك وشُكْرِك وحُسْنِ عِبادتِك ) .


وقد ذكرتِ أنكم أهل بيت حريصون على صيام الست من شوال ، وهذه أمارة صلاح وإحسان تعينك على أداء الصلاة في وقتها ، حين ترين الوالدة والإخوة يقيمونها في وقتها

واحمدي الله تعالى على ذلك ، فكم من شكاوى تأتي من أبناء يضربهم أهلهم على ترك الصلاة وخلع الحجاب ، وأنت قد أكرمك الله تعالى بالأهل الذين يعينونك على تقوى الله تعالى .

صاحبي الفتيات المصليات المستقيمات ، واطلبي منهن العون على الصلاة ، وتذكيرك بها ، والتواصي عليها ، وقد يكون ذلك خير معين لك .

وأخيرا احذري المعاصي ، فهي أساس كل داء ، والمعصية تأتي بأختها وهكذا حتى تجتمع على الإنسان فتهلكه ، فتثقل العبد عن صلاته ، وتحرمه من نورها وبركتها ، نسأل الله السلامة .

قال ابن القيم - رحمه الله - :

المعاصي تزرع أمثالها ، وتولد بعضها بعضا ، حتى يعِزَّ على العبد مفارقتُها والخروج منها ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .

" الجواب الكافي " ( ص 36 ) .

ثانيا :

أما سؤالك عن صيام رمضان ، وأنك تشكين في تركك صيام أيام منه من غير عذر ، فنقول لك : لا تلتفتي لهذه الشكوك ، إذ يبدو أن الغالب على ظنك أنك أديت تلك العبادة في وقتها مع أسرتكِ ، وغلبة الظن كافية لبراءة الذمة ، ولا عبرة بالشك بعد ذلك .

وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 7 / 143 ) :

الشك بعد الانتهاء من الطواف والسعي والصلاة
لا يلتفت إليه ؛ لأن الظاهر سلامة العبادة .
انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - :

إذا كان الشك بعد انتهاء العبادة :

فإنه لا يلتفت إليه ، ما لم يتيقن الأمر .

" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين "
( 14 / السؤال رقم 746 ) .

ثم إن ترك الصيام بغير عذر لا يوجب القضاء
ولا الكفارة ، وإنما يوجب التوبة والاستغفار .

أسأل الله تعالى أن يكتب لك أجرك

وأن يثبت قلبك على الحق والدين

وأن يعيذك من الشيطان الرجيم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس