منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تحليل خطب الشيخ سعد حب الدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-04-04, 02:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محند1987
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي تحليل خطب الشيخ سعد حب الدين

"]تحليل لخطب العلامة المجاهد سعد حب الدين المولود في 1898 بحيدوس بالاوراس والمتوفي سنة1970 بحيدوس [-من طرف الدكتور إسلام حب الدين
أقدّم قراءة في مضمون خطب الشيخ سعد حب الدين ولغتها: فأمّا عن مضمونها: فهي تعج بالأفكار النابضة بالحياة وكانت موطن بوحه واهتمامه بهموم الأمة الإسلامية جمعاء، وحبه للوطن في زمن كان الآخرون يبيعونه في السرِّ والعلن، فكانت خطبه ذات نظرة خاصّة في الحياة في قالب مصبوغ بنزعة تأملية تفاؤلية، من جراء حالة الوطن التي حال إليها، فعندما تصفى الرؤية لديه يبوح للورق، فينثر فيها حضوره، ويجيد عرض أفكاره، بقناعة وجرأة، وكان يقدّم فيها مواعظ حسنة يذكّر فيها المسلمين بدينهم وما يصلح دنياهم وآخرتهم، يكثر فيها التّنبيه على الآفات في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، حاثا على الخير والتّحذير من الغفلة والعصيان، وفي كلِّ هذا كان وسطيّا معتدلا. وأمّا عن لغتها: فلا أنكر أنها استهوتني بِمَاءِ بَيَانِهَا، ولذَّ رَنِينُ صَوْتِهَا وحَرْفِهَا في الأسماع، كلماتها راقيّة تحلَّت بالبيان وتزيّنت، وتجمّلت من كلِّ حكمة وآداب، ألفاظها ملائمة لمعناها ولمعنى جاراتها من الألفاظ، سهلة عذبة كافيّة لا تبلغ الهذر الزّائد ولا تنقص نقصانا يحول دون الغاية، ابتعدت عن كل عويصٍ ومستغلقٍ ومُبهمٍ وحُوشِيٍّ، لغته عربيّة صافيّة في فصاحتها، مؤطَّرَةٌ ببلاغة متفردة في انتقاء المفردات الملائمة تماما للتعبير الذي ينشده، وسمى بالكلمات المألوفة إلى مستوى الكلمات المؤثِّرة، فكان أسلوبه واضح الدّلالة، حَسَنَ الترتيب والنِّظام والإبداع في التّشبيه والتّمثيل والإجمال ثمّ التّفصيل، فكان مستقيما نحوا وصرفا، سَلِسًا خاليا من التنافر والاستهجان، وكان يُؤْثِرُ عن لغة قومه استعمال الفصحى أيًّا كان المقام، مما أذاق رسائله وخطبه حلاوة اللغة وجمال معانيها وبداعة أسلوبها. فأقول في الأخير: يصعب علينا أن نرثي الكبار أو نقرأ لهم أو للغتهم، لأنهم يبقون كذلك ويحافظون على مستوى من الحضور يعجز عنه العامه من الناس، فالشيخ بقدر هدوئه وأناته، نموذج العالم الواعي الذي يجيد التّنظير للوقائع التاريخية والاجتماعية والدينية..، فخطبه تعدُّ وثيقة مستعصية لا يجرؤ قارئ على النظر في صفحاتها إلا وهو يثق بامتلاك آليات القراءة والبحث، ولغته تحمل وهج الفكرة، وثراء النّص، فأنت تقرأ كلمة لتفتح أمامك عشرات الافتراضات...

الدكتور إسلام حب الدين









 


رد مع اقتباس