أتذكر أنه في 1977 و كنت أدرس في المتوسطة و بالضبط في اكمالية ابن بطوطة بمليانة بولاية الاصنام في تلك الفترة و بنظام داخلي و لا نذهب الا بيوتنا الا في العطل نظرا لقلة المواصلات من جهة و من جهة اخرى الفقر الشديد الذي كنا نعاني منه و حدث ان زار الرئيس الراحل هواري بومدين الولاية ليدشن قرية بئر ولد خليفة بولاية الاصنام في تلك الفترة فاخذونا على متن حافلات الى هذه القرية لنستقبل الرئيس الراحل و كان الاساتذة يطلبون منا ترديد بعض الشعارات الممجدة للجزائر و للرئيس ونحن في غاية البهجة و السرور و من بين الشعارات التي ما زلت اتذكرها تحيا بومدين جيش شعب معاك يا بومدين اي مامية ثورة زراعية تسقط الرجعية تسقط الامبريالية يسقط الحسن الثاني يسقط المختار ولد دادة وعند وصولنا الى القرية و ضعونا في صفوف على حافة الطريق و سلموا لنا اعلاما صغيرة من الورق نلوح بها ونردد تحيا بومدين تحيا الجزائر وبالصدفة نزل امامي الرئيس و رأيته بام عيني ينزل من سيارة دياص بلاص سوداء اللون ولم اصدق عيني اني امام الرئيس بشحمه ودمه فازداد حماسي وصرت اردد بكل ما اوتيت من قوة تحيا الجزائر تحيا بومدين تحيا الثورة الزراعية تحيا الميثاق الوطني تحيا الاشتركية تسقط الرجعية و تسقط الامبريالية يسقط الاستعمار تسقط الصهيونية تحيا الصحراء الغربية يسقط الحسن الثاني و يسقط المخطار ولد دادة و كانت اخر مرة ارى فيها الرئيس واخر مرة يبح فيها صوتي ولم تجد جدتي المسكينة الا زيت الزيتون لتدهن بها حلقي حتى يعود الي صوتي