منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-20, 16:33   رقم المشاركة : 200
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زيـــارة الأولـيـــاء و الـصــالـحـيـــن ( َلـْركَــــابْ ) :
كان الأولون يقيمونها على شكل ركب ، وتعني جماعة من الرجال من مختلف الأعمار ، ومعهم عجائز ( قواعد ) يتنقلون على ظهور الأنعام لزيارة زاوية أو شيخ صالح ، أو ضريحه بعد جمع الزيارة نقودا و حبوبا وما وُجد ، وقد تستغرق المدة أياماً و ليالي للتنقل ، يرافقهم بندار وقصَّاب ، ومتخصصون في الذكر و القادرية ، وبعد وصولهم يكون شيخ الزاوية في استقبالهم أو مقدمه (خادمه ) ، وعادة ما يكون من أولاده ، فيسلمون على الشيخ مقبّلين رأسه ، ويسلمه كبيرهم أو مقدمهم المعروف سابقاً لديهم ولدى شيخهم ، يسلمه ما جمع طالباً الدعاء لهم و يتناولون ما
أُعدّ لهم أو يُعدُّ ، ثم يمرون إلى القبة أو الضريح و الجبانه ( المقبرة ) مترحمين على الموتى ، متبركين بالأضرحة كل حسب طريقته .
و خلال الإقامة تكون الصلاة جماعية ، بإمامة الشيخ عادة أو أحد أبنائه أو مقدمه ، وهناك تذبح الذبائح ، وتقام الحفلات و الولائم ، وألعاب الفروسية ، ويحلى السهر دونما إخلال بالشريعة ، أو تجاوز حدود الآداب العامة و الضوابط ، وقد لا يكون الإذن لهم بالانصراف من طرف الشيخ أو المقدّم إلا بعد ثلاثة أيام ، ولا ينصرفون أبدا إلاّ بعد إذن أحدهما .
وقد كانت وما زالت هذه العادة ، ولكنها خفّت قليلاً في السنوات الأخيرة .
وقد كانوا يتوجهون وما زالوا لزاوية سيدي يوسف بالڤاهره ، وزاوية سي المصفى ( بالدويس ) وزاوية الهامل ببوسعاده ، وزاوية طولڤه ، وزاوية أولاد جلال ، وزاوية لمقـدّم الزبـده بالفيض وأما زاوية سي على بن الحاج برابح بالصحراء ، وسي بن عثمان في اصدود في الصحراء فقد كان زوارها يزورونها إلى أن توفي شيوخها ، وقد كان البعض من سكان منطقة مسعد يزورون حتى الشّنوفه ببوكحيل (بحريات كحيل ) ، وما زال البعـض يزورون أبنـاء وأحفـاد أولئـك الشيـوخ ( الصالحين ) إلى اليوم موسميا مرة في السنة وفي المناسبات الدينية خاصة .
ولا يمكن حصر كل الزوايا و الجهات التي كانت وما زالت محج الوفود إلى الآن وما أكثرها وإنما عيّنات ذكرناها فقط كأمثلة لسائل يسأل فلكل عرش ولكل قبيلة صالح أو مكان تزوره أو زاوية ومن الزوايا التي كانت و ما زالت معروفة و التي كانت تنشط في تعليم أبناء المنطقة وغيرهم القرآن الكريم ، ومبادئ الفقه ، فبعد البحث و التحرّي ثبت أن الزوايا التي كانت و مازال بعضها بالمنطقة ( و كانت على شكل خيام تقام في أماكن معلومة مستقرّة أو متنقلة أحيانا حسب مناخ المنطقة ) و هي جلها كانت تنشط خلال القرن الثامن عشر الميلادي ، وكانت فتيلا للثورة بتوعية المريدين والزوار على محاربة المستعمر ومنها من عارض التجنيد الإجباري وسجن بسبب ذلك وهو ( الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري ) وكل شيوخ الزوايا الذين عاصروا الاستعمار عبر الولاية ، مع الإشارة إلى أن جل الزوايا المذكورة انشأت بأمر ومباركة من القطبين : الشيخ المختار شيخ زاوية أولاد جلال ، والشيخ سيدي محمد بن بلقاسم الهاملي شيخ زاوية الهامل آنذاك ، لأن شيوخ الزوايا المذكورة جلهم كانوا تلامذة لدى الشيخين المذكورين ، ويسموا عند عامة الناس : ( بكاره الشيخ المختار ) ، ويقصدون بها أوائل طلبته مشتقة من الولد البكر .










رد مع اقتباس