منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مكانة الأنبياء وموقف المُسلم من الإِساءة إليهم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-29, 23:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي مكانة الأنبياء وموقف المُسلم من الإِساءة إليهم...

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مكانة الأنبياء وموقف المُسلم من الإِساءة إليهم...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واشكروه على نعمه وإن من أعظم نعم الله على العباد أن أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، يبشرون من وحّد الله فلم يشرك به بالجنات يوم المعاد، وينذرون من أشرك بالله وكفر بوحدانيته بنار جهنم خالداً فيها أبد الآباد قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} وما بعث الله من نبي ولا رسول إلا وبذل جهده، واستفرغ وُسْعه، ونصح قومه، ودعاهم إلى الهدى، وصبر منهم على الأذى، ودَلَّـهُمْ على خير ما يعلمه لهم، وحذرهم من شر ما يعلمه لهم، وأيدّهم الله بالآيات البينات، فأوضح بهم الطريق والمحجة، وقامت بهم على العباد الحجة، قال تعالى{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}.
وكان الله يرسل الرسل تترى رسولاً بعد رسول من نوح عليه السلام حتى ختمهم بسيدهم وخيرهم محمدٍ صلواتُ الله وسلامه عليه، فلا نبيَّ بعده إلى قيام الساعة، قال تعالى”إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ” وقال تعالى {ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } وقد خصّه الله تعالى بخير الكتب وأكمل الشرائع قال تعالى { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } وقال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وجعل رسالته رحمةً عامة فقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} وأمر جميع الثقلين من بعثته إلى قيام الساعة بالإيمان به واتباعه والدخول في دينه فقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وقال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
فمن آمن به واتبعه دخل الجنة، ومن كفر به وكذّبه دخل النار، سواءٌ كان يهودياً أو نصرانياً أو وثنياً أو ملحداً لا دين له، وسواء ٌكان عربياً أم أعجمياً، وسواء كان إنسياً أم جنياً وذلك لعموم رسالته للثقلين، قال ﷺ «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» رواه مسلم.
عباد الله:
إن الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان فلا يصح إيمان عبدٍ حتى يؤمن بجميع أنبياء الله ورسله فمن آمن ببعض وكفر ببعض فهو كافر بالله وبجميع رسله قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
ومن حقوق الرسل والأنبياء علينا بعد حق الإيمان بهم أن نحبَّهم في الله وأن نوقّرَهم ونُجِلَّهم ونعظِّمهم دون غلو في أحد منهم فلا يُدعى لأحد منهم علمُ الغيب ولا التصرفُ في شيء من الكون ولا تُصرف لهم شيءٌ من العبادة فلا يدعون ولا يستغاث بهم ولا تُقرّب إليهم النذور لأن الله تعالى نهى أن يُعبد معه أحدٌ سواه ولو كان نبياً رسولاً قال تعالى{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وزنوا أقوالكم وأفعالكم بميزان الكتاب والسنة، على نورٍ من فهم سلف الأمة.

فإنه من كان على ما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه كاناً مهتدياً ناجياً منصوراً، ومن خالف سبيلَهم كاناً ضالاً هالكاً مدحوراً.
عباد الله:
لقد جُرحت مشاعرُ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهي ترى بعض دول الكفر تجاهر بالإساءة إلى مقام محمد ﷺ، وهم بذلك لا يضرونه وإنما يضرون أنفسهم قال الله في الحديث القدسي: “مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب” فكيف بمن حارب خاتم الأنبياء، وسيد الأولياء، وقال تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} أي الأذلُّ المقطوعُ من كل خير.
والواجب على كل مسلم أن يسوءَه سبُّ النبي ﷺ ولا يرضى به ولا يُقِرُّه ولا يعتذر لأهله بالمعاذير، لأن الله لا يرضى أن يُكفْرَ بأحدٍ من رسله ولا أن يُسب أحدٌ منهم ولا سيما خاتمهم وإمامهم محمد ﷺ.
إخوة الإسلام: إن هذه الحرب ضد محمد ﷺ هي مصداق قوله تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} فبغض النبي ﷺ وبغض دينه متأصّل في قلوبهم جارٍ في عروقهم.
وهي كذلك تكذّب ما ينادي به الجاهلون من وحدة الأديان وأخوّة الأديان ومساواة الأديان فكيف يؤاخي المسلم من يسب نبيه ﷺ، وكيف يساوي دينَ الكفرِ باللهِ وسبِّ اللهِ وأوليائه بدينِ الإسلام، وأيُّ وحدةٍ بين الشرك والتوحيد، والكفر والإيمان، والحق والضلال.
وهي كذلك تُكذّب وتفضح حريتهم المزعومة ففي الحال الذي يغضبون فيه من التعرض لذواتهم وزوجاتهم وثقافتهم وحضارتهم بالتنقص والعيب والنقد، يرضُون لأنفسهم أن يسبوا خير البرية وأزكى البشرية على مَن سبّه لعنةُ الله وسخطُه وغضبُه.
إخوة الإيمان:
بقي التنبيه على بعض التصرفات الخاطئة التي يسلكها بعض الناس تجاه هذا الحدث المؤلم الشنيع، فبعض المسلمين يقومون في بلادهم بالمسيرات والمظاهرات تعبيراً عن سخطهم وغضبهم، والجميعُ يعلم أن المظاهرات فوضى لا يقرها الشرع لأنها تقطع السبيل وتعطّل المصالح ويدخلها المفسدون المغرضون يقتلون وينبهون ويعتدون ويحوّلون مسار المظاهرات عما يريده العامة البسطاء منها.
ومن التصرفات الخاطئة أن يفتات بعضُ الأفرادِ على صلاحيات ولي الأمر فيأمرون الناس وينهونهم أن يقاطعوا هذا ويعاملون ذاك دون إذن ولا تخويل من ولي الأمر، فشراءُ السلع وبيعُها حرية فردية ما دامت في حدود ما أحل الله.
أما العلاقاتُ الدولية وتنظيمها سياسةً واقتصاداً فهذا مرجعه إلى ولي الأمر.
ومن المواقف الخاطئة البالغةِ الخطورة استغلالُ هذا الحدث للتحريض على ولاة الأمور وتكفيرهم تصريحا او تلميحا إذا لم يفعلوا كذا، ويعلنوا كذا، وهذه عادة الفرقة السرورية، وإحدى أشهرِ وسائلهم في تكفير الحكومات وتكفير مسؤوليها وجيشها والتحريض عليها.
ومن التصرفات الخاطئة شنّ الاغتيالات والتفجيرات في بلاد الكفر أو شن الهجمات ضد مصالحهم في البلاد الإسلامية مما يمهد العذر لتلك الدول الكافرة إلى شن عدوانها الظالم الغاشم على بلاد المسلمين.
وهذه التصرفات الخاطئة كلها مرجعها إلى الجهل بالشريعة الإسلامية، أو سببها الهوى واستغلال الفرص لنشر الفساد والفوضى.
نسأل الله جلّت قدرته أن ينتقم لنبيه الكريم، وأن يرينا عجائب قدرته في كل باغ أثيم، وأن يقر أعين أهل الإسلام ببتر شانئ نبيه، وأن يعجّل بهوان مبغضه وخزيه، إنه قوي عزيز.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.
وانصر عبادك الموحدين.
اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين.

موقع د. علي بن يحيى الحدادي









 


رد مع اقتباس