منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - 51 سؤال في الرقية الشرعية عبد الحميد رميتة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-09, 15:28   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
الشمري الأصيل
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

61 - هل يجوز للراقي أن يشخص المرض في نهاية الرقية ؟ :
لا أستطيع أن أجزم بحرمة ذلك لسببين :
الأول أن الراقي قد يكون متأكدا في النادر أو القليل من الأحيان من طبيعة مرض المريض ( سحر أو عين أو جن سواء من أعراض المرض أو من ملابسات الإصابة ) , فإذا شخَّص عندئذ يكون قد قال حقا وصدقا .
الثاني أن التحليل أو التحريم لا أقوله أنا بل يقوله الله والرسول عليه الصلاة والسلام , ثم يقوله العلماء المجتهدون بناء على كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس أو …
ومع ذلك فإنني أميل كثيرا إلى أن الأفضل للراقي ألا يشخص أبداً ( أو على الأقل غالبا ) لأنه قد يوقع نفسه في إثم عظيم من خلال تشخيص من الصعب جدا تقديم الدليل القوي عليه , وقد يجر الناس في ويلات تشخيصه الخاطئ حينا والكاذب حينا آخر . إنه لا يوجد شخص ينزل عليه الوحي بعد النبي محمد عليه الصلاة والسلام ليعلم السحر والعين والجن ( وهي أمور خفية ) بيقين . وعلى الراقي أن يقرأ فقط شيئاً من القرآن وكذا البعض من أحاديث رسول الله ويحسن الظن بأن بركة هذا الكلام ستؤثر بإذن الله في هذا الشخص المريض الطالب للرقية الشرعية . وكل تشخيص ( أو على الأقل أغلبه ) جهل . وما أكثر من تضرر من زيارة الرقاة لا بسبب الرقية في حد ذاتها وإنما بسبب التشخيص الخاطئ أو الكاذب من الراقي . وفي العيادات النفسية عشرات بل مئات المتضررين من فكرة العين أو السحر أو خاصة "مس الجن " التي زرعها في نفوسهم رقاة جاهلون أو كاذبون أو سارقون . إن كل من قال لشخص بأنك ممسوس مثلا قد زعم أمراً عظيماً يمكن جدا أن يُسأل عنه يوم القيامة ، ولا أظنه قادرا على الدفاع عن نفسه أمام العليم الخبير .

62– هل يمكن أن يصيب الجنُّ الراقي الثقةَ قوي الإيمان الذي يقرأ القرآن باستمرار لنفسه وعلى الناس ؟! :
طرحت على أختٌ من الأخوات هذا السؤال في يوم الأيام , طرحته علي مطولا ولكنني هنا سجلته مختصرا .
أجبتها عندئذ بما يلي ولو على اعتبار أنه نصف جواب لا جواب كامل :
أختي الفاضلة :
1- يمكن أن يصاب الشخصُ بالجن مهما كان إيمانه قويا ومهما كان راقيا :
* قد يكون ذلك نوع من الابتلاء من الله للممسوس ليغفر الله له ذنوبه ويعطيه من الأجر ما يعطيه ويرفع له درجته عنده .
** وقد يصيب الجني الشخصَ الراقي انتقاما منه بسبب أنه يعالج الناس ويُخلِّـص الناسَ بإذن الله من أذى الجن .
*** وقد يُـصاب الشخص ( سواء كان راقيا أم لا , ومهما كان قوي الإيمان ) بالجن في لحظة من لحظات ضعف الإيمان أو من لحظات الغفلة الشديدة أو الغضب الشديد أو الحزن الشديد أو الفرح الشديد أو ... حتى ولو كان في أغلب أوقاته راقيا ثقة وفاضلا وطيبا ومباركا وشيخا وأستاذا وداعية و...
ولكن كل هذا لا يمنع من أمر آخر قد يكون قليل أو نادر الحدوث,ولكنه يقع أحيانا ,أنا مضطر للتنبيه إليه هنا:
قد يرى الناس أحيانا بأن فلانا راق ثقة وفاضل ولكنه في حقيقة أمره ( التي لا يعلمها إلا الله وحده ) هو ساقط وهابط وفاسق وفاجر ... كما يمكنه أن يكون ممن يتتبعون عورات النساء مثلا ويتظاهرون في المقابل أمام الناس بالتقوى , والعياذ بالله تعالى .
2- وأما حكاية أن المصاب بالجن ( الذي قد يكون راقيا يرقي الناس ويقرأ القرآنَ لنفسه وعلى الناس باستمرار ) يقرأ القرآن وهو مصاب , ويقرأ القرآن ومع ذلك هو لا يتخلص في الحين من الجن المسلط عليه ( والمعروف عنه أنه يخاف من القرآن وأن القرآن يؤذيه ) , فالجواب عن ذلك :
* أن الله يبتلي العباد لجملة حكم , منها أن القرآن قوي ولكنه قوي بقوة الله , وأن القوة الحقيقية هي قوة الله عزوجل وحده .
** أن الله يؤخر الشفاء أحيانا لينبه الناس إلى جملة أمور منها أن الشفاء بيد الله وحده لا غير . ولو فرضنا أن الشخص كلما قرأ القرآن تخلص من الجن , ربما تعلق قلبه عندئذ بالقرآن ونسي الله عزوجل الذي هو رب القرآن ورب كل شيء ... بل ولربما نفخ فيه الشيطانُ وقال لنفسه أو لبعض الناس" أنا الشافي وليس الله عزوجل " .
*** ثم إن الجني الظالم والمعتدي والمسيء يتم التخلص منه لا بالقرآن فقط , بل ومع القرآن الكريم يتخلص منه بالكثير من الصدق ومن الإخلاص الذين يتوفران في الممسوس حينا ولا يتوفران فيه حينا آخر .
والله أعلى , وهو أعلم بالصواب , وهو كذلك الشافي أولا وأخيرا .

63 – الجن المتسلط قد يأمر المصابَ بالخير والمعروف :

قالت لي أخت كريمة :

أخي " امرأة من قريباتي تقول بأن بعض الناس يأتونها مع نوم النهار أحيانا أو في الليل أحيانا أخرى ... كما أنها تراهم وهي يقظة عندما تكون مع الناس ( تراهم هي ولا يراهم غيرها ممن يكونون معها ) . ثم أنا أستغرب لأنهم يأمرونها بأشياء طيبة ,مثل " غضي بصرك أو البسي لباسا طويلا أو ... " , وأحيانا تؤخر صلاة الفجر فلا تؤديها في وقتها تكاسلا وتهاونا , فـيقولون لها " سوف يعذبك الله لأنك أخرت الصلاة عن وقتها ", وهكذا ...
ما الجواب ؟! ثم ألا يمكن أن تكون هذه المرأة مصابة بمرض نفسي ؟!" .

قلت لها " أختي الفاضلة : المرأة مصابة بمرض نفساني أم لا , هذا أمر يؤكده أو ينفيه الطبيب النفساني مهما كان أمر الطبيب النفساني ( بشكل عام ) ضعيفا في البلاد العربية , بسبب ضعف إيمانه بالله أو قلة معرفته بالإسلام عموما وبعلم النفس الإسلامي خصوصا . المطلوب منا احترام الطبيب المتخصص حتى وإن كان ضعيفا وتنقصه الكفاءة .
1- أما كون المرأة ترى أشخاصا ( لا يراهم غيرها ) وهي مستيقظة غير نائمة
( وهي فاتحة لعينيها ) :
ا-فإما أن يكون ذلك مجرد وساوس ليس إلا , وعندئذ تحتاج المرأة إلى من يقدم لها النصائح المناسبة ... وعليها ببذل جهد كبير للعمل بهذه النصائح من أجل التخلص من وساوسها . فإذا لم ينفعها ذلك وجب عرضها على طبيب نفساني مختص .
ب- وإما أنها ترى بالفعل هؤلاء الأشخاص , وعندئذ يمكن جدا أن تكون المرأة مصابة بجن وتحتاج إلى رقية شرعية تخلصها بإذن الله مما بها .
2-وإذا فرضنا بأن المرأة مصابة بجن ... فإن هؤلاء الذين تراهم ينصحونها بالخير ويطلبون منها المعروف , فأنا أظن بأنهم جن يريدون خداعها حتى تطمئن إليهم ثم يتسلطون عليها بعد ذلك . هم يأمرونها بالخير والمعروف في البداية حتى إذا اطمأنت إليهم وارتاحت إلى أمرهم تسلطوا عليها وتسببوا لها في الكثير من المشاكل العضوية والنفسية والعصبية . والرقية الشرعية هي الحل بالنسبة لهذه المرأة حتى تتخلص من هؤلاء الذين يؤذونها وهم يدعون أنهم يريدون بها خيرا . ولكن وفي انتظار شفائها :
ا- ما طُـلب منها من خير كالصلاة والصيام والصدق والوفاء و... فهي تفعله استجابة لأمر الله لا لهم هم .
ب - وأما المباحات كالأكل والشرب والدخول والخروج والنوم واليقظة و... فهي حرة تفعلها أو لا تفعلها كما شاءت هي .
جـ - وأما الحرام كالسرقة والكذب وترك الحجاب الشرعي والزنا و... فلا يجوز لها أبدا أن تفعله لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عزوجل .
ولا ننسى أن الله أرسل إلينا رسولا من الإنس هو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام , أرسله الله إلى الجن والإنس . ولكن الله في المقابل لم يرسل رسولا من الجن لا إلى الإنس ولا إلى الجن ... لذلك فلا يُـقبل أبدا أن نتلقى الأوامر خاصة منها الدينية من الجن , كما لا يليق أن نتعلم الدين الإسلامي من الجن . الجن المتسلطون على شخص ما هم أعداء وخصوم ... وإن ادعوا وزعموا أنهم أصدقاء فهم كاذبون ثم كاذبون ثم كاذبون .
هذا والله أعلم بالصواب .
نسأل الله أن يشفينا ويعافينا , آمين.










رد مع اقتباس