الحمد لله رب العالمين
المنافقون الذين قتلوا عثمان -رضي الله عنه- يريدون منه أن يخلع قميص الخلافة:
أخرج أحمد في فضائل الصحابة (767) من طريق نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (استشارني عثمان، وهو محصورٌ، فقال: ما ترى فيما يقول المغيرةُ بن الأخنس؟ قلتُ: ما يقول؟ قال: يقولُ إنَّ هؤلاء القوم إنَّما يريدون أنْ تخلعَ هذا الأمر! وتخلي بينهم وبينه! فقلتُ: أرأيتَ إنْ فعلتَ أمخلَّفٌ أنتَ في الدنيا؟ قال: لا. قلتُ: أفرأيتَ إنْ لم تفعلْ؟ هل يزيدون على أنْ يقتلوك؟ قال: لا. قلت: أفيملكونَ الجنَّةَ والنَّارَ؟ قال: لا. قلتُ: فإني لا أرى أنْ تَسُنَّ هذه السنةَ في الإسلامِ، كلما اسْتَخَطوا أميرًا خَلَعُوه، ولا أنْ تخلعَ قَميصًا ألْبَسَكَهُ الله عزَّ وجل).
قلت: إسناده صحيح.
تنبيه:
وهذا الأثر العظيم يؤكد ما عهده النبي ﷺ لعثمان رضي الله عنه، فقد عهد إليه: إنْ قمَّصه الله قميصًا وأرادوه على خلعه فلا يخلعه لهم، ففي سنن ابن ماجه (112)، عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ فَلَا تَخْلَعْهُ" -يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- قَالَ النُّعْمَانُ: فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا مَنَعَكِ أَنْ تُعْلِمِي النَّاسَ بِهَذَا؟ قَالَتْ: أُنْسِيتُهُ!
منقول
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد