منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►♦ ღمجلّـة نقـآوة حُلمღ ► [[العَدد الأوّل]]ღ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-20, 11:02   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
أم عروة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أم عروة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي






{ قُلْإِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) }
ـ سورة آل عمران ـ
هذه الآية كما هيواضحة جلية في كون محبة الله جلّ وعلا لا تكون إلا باتّباع نبيِّه صلّى الله عليهوسلّم
وكما ذكر الإمام الهمام شيخ مفسري القرآن في العصر الحديث الشيخ عبد الرحمان السّعديـرحمه الله تعالى ـ حيث قال عند هذه الآية :
"وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها،فقال{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ‏}‏
أي‏:‏ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجردالدعوى، بل لابد من الصدق فيها،
وعلامة الصدق اتباع رسوله ـصلّى الله عليه وسلم ـفيجميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه،
في الظاهر والباطن، فمناِتّبع الرسول دلّ على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه،
ورحمهوسدده في جميع حركاته وسكناته، ومن لم يتبع الرسول فليس محب الله تعالى، لأن محبتهلله توجب له اتباع رسوله،
فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، معأنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها،
وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلىحسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص‏.‏"ا.هـ
«تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان».
ومنهذا كلّه عرفنا أنّ محبّةَ اللهِ تعالى تستلزم اتباع النبيّ صلَى الله عليه وسلّمفي أمره ونهيه ظاهره وباطنه
وأنّ ثمرات هذه المحبة على من اتبع الرسول صلّى اللهعليه وسلّم في جميع أحواله هي أن يحبّه الله تعالى ومن أحبّه الله تعالى
كان سمعه الّذييسمع به وبصره الّذي يبصر به، ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها كما ورد فيالحديث القدسي الذي رواه البخاري رحمه الله تعالى
فطوبى لمن بلغ هذه الرتبةوالمنزلة العظيمة.







فقد روى الشيخان فيصحيحيْهما عن عائشةَ أمّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم :
((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَامَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)) وفي رواية لمسلم: ((مَنْ عمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)).
وفي الحديث دلالةواضحة على وجوب الاقتصار على ما جاء به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحرمةالابتداع في الدين والإحداث فيه
وقد جاء في كتاب الله جلّ وعلا ما يوافق هذاالحديث حيث يقول عز من قائل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُلَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُالْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 .
وفيهذا الحديث يخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، بجملة شرطية أن من أحدث في دين الله ماليس منه فهو رد مردود على صاحبه،
حتى إن كان أحدثه عن حسن نية فإنه لا يقبل منه، لأنالله لا يقبل من الدين إلا ما شرع.
وكماقال شيخ الإسلام ابن تيمية: تجد هؤلاء الحريصين على البدع عندهم قصور وفتور في اتباعالسنن،
ولا يكادون يأتون بها على الوجه المطلوب. وهنايكون قد تبين لنا حرمة الابتداع في الدين والإحداث فيه ما ليس منه
وأنه أمر عظيموصاحبه في خطر كبير من أمر دينه وسبب ذلك أنّ المحدث في دين الله قد أنزل نفسهمنزلة المشرع في دين الله
فشرّع للناس مالم يشرّعه لهم الله عز وجل ولا نبيّه صلّىالله عليه وسلم، وقد حذّرنا نبينا صلّى الله عليه وسلّم في خطبة الحاجة
حيث قال: ((..كلّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار..))
فاللهمّإنّا نسألك السّلامة في ديننا ودنيانا، وصلّى الله علىنبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعيــن.













آخر تعديل •~ندية الجوري~• 2016-01-23 في 10:45.
رد مع اقتباس