منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حماس بين "السامري" والحكّام "العُربان"
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-19, 17:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي حماس بين "السامري" والحكّام "العُربان"



بسمِ الله الرحمن الرحيم.
وإذ بُعِث "السامريُّ " من جديدٍ صارخًا مستصرخًا: " لا لحماس، لا لحماس" بعد أن مسّه اليأس من تغيير موقفها أوِ الحيد عن مبادئها، والدخول في هذا الزمن الإسرائيلي الذي دخلته قبلها أسباط وزواقيل العرب من الماء إلى الماء، أو لنقولَ: من المحيط إلى الخليج، واستظلّت بل استمتعت بالحماية الأمريكية من عدوانِ بعضها على بعضٍ.
أنتم يا أهل غزة .. سيقولون لكم: أ لم تعلموا أنّكم وإن نجوتم في المرات الأولى من الذبح بفضل العناية الإلهية، رغم أن الشهداء كانوا قوافل إلى جنّة الخلد تترى، فهذه المرة لن يتكرر ذلك، خاصة وأن العناية الأمريكية المركزة تنظر بعين " الرأفة " إلى سفك دمائكم، بأيدي " إخوانكم " الذين يتحرقون شوقًا لاقتناءِ صك الغفران عن هذه المعصية الكبيرة التي "اقترفتها" حماس بالمقاومة والدفاعِ عن إرادة شعبٍ، والتي أحرجت أنظمة الذل والخنوع العربية، بـ "صكوك وفرمانات فتاوي" شيوخ "جهاد النكاح" الذي " حرّموا " المظاهرات والإنتفاضات أو ممارسة الديمقراطية.
ثم يقولون لكم أنتم من "دمّرتم" غزة.
فهذا ما أصبح يتناقله بني يعرب، في مجالسهم ونواديهم، وفي دهاليزهم ومخادع جواريهم وذاويهم.
فكل ذلك الجهد المبذول منذ قرون على الأقل من طرف أمناء الهيكل الصهيوني يوشك أن يتداعى رغم أنهم يسيطرون على مالِ العالم وإعلامه، فـ "الدنيا لعبة إسرائيل" ولا أحد غيركم وحماس بدّل هذه المعادلة، أو تجرأ على ذلك إلاّ وكان مصيره مغادرة هذه اللعبة.
يا أهل غزة ألا تتذكرون "جورج مارشال" صاحب المشروع الذي"أحيا" أوروبا بعد مماتها وخرابها، أ تحبّون أن تعرفوا كيف كانت نهايته؟
لقد غادر مبنى الخارجية الأمريكية من أقصرِ الطرق وأضيقها، ومن بابِها الخلفي، من الطابق الذي يوجد فيه مكتبه، وهذا لمجرد أنه اعترض على قرار رئيسه "ترومان" بالوقوف إلى جانب "الحق" اليهودي "المهضوم" في فلسطين .
فإذا كان هذا مصير وزير خارجية دولة عظمى اقترفت خطأ التلكؤ في سابق الاعتراف بدولة إسرائيل، بحلولها في المرتبة الثانية رغم أن الاعتراف الأمريكي جاء متأخرًا عن الاعتراف السوفيتي بعدة ساعات فقط، فكيف يكون مصير مَن يكررون اعتزامهم وعزمهم على مقارعتها وهم لا يملكون شروى نقير؟
هكذا يقولون لكم زعماء القبائل العربية وهم لكم من "الناصحين".
واعلموا أنّ التعليمات قد صدرت لإخوانكم في الدم والدين أن يتربّصوا بكم وأرضكم مددًا أدناها ثلاثة قروءٍ وعشر، وأقصاها ثلاثة قرون وتسع، حسب طاقة كل واحدٍ منهم، فلا ينبغي أن يتركوكم أبدًا تقومون بهذا العزف المنفرد فقد يبعثر أوراق نوطة السمفونية، ويفسد طقوس التماهي في الرؤيا الأمريكية مع عبودية حكّام القبائل العربية.
كما حدث في مقاطعة دجاج كنتاكي أو مشروب الكوكا بعد انقضاء موسم مقاطعة الجبنة الدنماركية وكل عام و" الجُبن " العربي بخير.
وكم أتى محرّم ثم مضى فكل المحرمات عليكم أو ضدكم يا أهل غزة صارت مباحةً، وسيأتي رمضان ثم يمرّ وينقضى، وعلى إثره شوال وكذلك ينقضي، ثم تتبعه بعض الشهور حتى صفر وحصار غزة وأنتم "صفر الجيوب" و"خمص البطون" وليس لكم إلاّ زفرات العرب التي تذهب أنفاسكم وتكاد تطفئ ناركم.
فيقولون لكم"المخلفون" من الأعراب:
ما لكم وإسرائيل؟
والمطلوب منكم إلاّ أن توفروا الماء والكلأ لهذا القطيع المحشور للذّبح والسلخ في تلك الزاوية من "الأرض المقدسة".
وإياكم والمقاومة، ولابد أن ترضىوا بما يُملى عليكم.
ثم أن "علماء" بعض العربان قد افتوا بـ "تحريم" ما تدافعون به عن أنفسكم.. وإياكم والاعتراض عن "فتاويهم"، أو النيل من علمهم فـإن "لحومهم مسمومة" فيحلّ عليكم غضب إخوانكم العرب فيحرمونكم من "صدقة" فتاتهم.
ولكم على أمريكا وإسرائيل مقابل ذلك أن يبدلوا لكم من النار والنور ما يجعل أيدي مخالفيكم لا تصل إليكم ابدًا، وهما ــــ أمريكا وإسرائيل ــــ على ذلك من "القادرين".
فلا إيران تنفعكم ولاسوريا تحميكم.
يا أهل غزة هاشم..
أنت تعلمون أنّ كلّ الأنظمة العربية استعملتكم كرداء القداسة الذي ينزع بمجرد انفراط عقد الصلاة.
والأغرب أن "صلوات" الأنظمة العربية جنائز تكفن فيها قضيتكم جيّدًا ثم تسلّم إلى أيدي أمريكا وإسرائيل لتقربهم زلفى، ولكنها تنتفض من جديدٍ كالعنقاء التي تبعث من الرماد.
أنتم تعلمون ـــ يا أهل غزة هاشم ..أن المرءَ على دين خليله، فانظروا مَن تُخاللون ، فأبناء الأرملة لم يتركوا لكم يا أبناء"الاخلاف" شيئًا إلاّ سبقوكم إليه، وإذا كنتم تعتقدون أنّ الدهاءَ عربيٌّ، فالعبقرية يهودية، وأبسط الأدلة على ذلك ما أوصاهم ـــ بنو صهيون ــــ به "سيمحا دينيتز" ـ سفيرهم في الأمم المتحدة والولايات المتحدة ــ منذ زمانٍ ــ عندما حذّرهم من السقوط في غواية "الأحضان" العربية، أو التأثر بمعسول عباراتهم الخادعة ، منبّهًا إلى أن "أعلامهم البيضاء التي يلوّحون بها، إنما هي أكفانكم أيها الإسرائيليون"
يا أهل غزة
فأن ذهب " أهل الدار" من زواقيل العربان للاجتماع في الجامعة العربية، فإيّاكم أن تنتظروا بريقًا يلوح في الأفق.








 


آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-10-19 في 23:10.
رد مع اقتباس