منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لن يسبقني إلى الله أحد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-19, 11:24   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي مما وصلني إلى بريدي


مع دخول شهر رمضان الكريم؛
يتسابق الكثير من المسلمين إلى المساجد، وينكبون على المصاحف يتلونها،
فمنهم مَن يختمه مرّة، ومنهم مَن يختمه مرّتين أو ثلاثا أو أكثر. فرمضان
شهر القرآن، والكل يريد أن يحصل على ثواب القراءة، وهذا أمر طيب.
ولكن إذا سألت الواحد ممّن ختم القرآن في رمضان كم آية توقفت معها؟ وكم
آية عشتَ معها بقلبك وجوارحك؟ وكم آية حاولت تطبيقها؟ فسنجد شيئًا يدعو
للأسف؛ حيث نرى قلّة قليلة ممّن عاشوا مع القرآن، والكثير كان همّه ختم
المصحف أكثر من مرّة؛ دون النظر إلى المعنى المقصود، ودون الوقوف مع آية
واحدة. وهذا لأنّنا لم نتعايش مع القرآن ونتدبّره حق التدبر، ولم نحاول أن
نفهم مقاصده ومراميه.
فالهدف الأسمى من القرآن هو أن يكون منهجًا لنا في هذه الحياة، وأن يغيّر
السلوك السيئ إلى الحسن؛ أي أن نعيش معه ونعمل به، وحتّى نعمل به لا بد أن
نفهم معانيه ومراد الله عزّ وجلّ من الآيات.
وهذا لا يأتي من القراءة السريعة الخالية من التدبر؛ ولا بد أن نعلم أن
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حينما حثّنا على الإكثار من تلاوته،
وبيَّن لنا في أحاديثه عظم ثواب القراءة كان الهدف من ذلك أن نداوم على
الاقتراب منه، ونعيش مع آياته ونفهمها ونعيش بها. أما أن نقترب منه، ونكثر
من تلاوته، ولا نتدبره ولا نعيش معه، فهذا ليس هو المطلوب، فلا بد من
التدبر عند قراءته، حيث قال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد: .24

وقد نهى رسول الله صلّى الله عليم وسلّم عبد الله بن عمرو بن العاص أن
يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام، وقال له: ''لا يفقهه مَن يقرأه في أقل
من ثلاث''. وهذا يدل على أن التدبر وفهم معاني القرآن، لا بد أن يلازم
القراءة.
وإذا نظرنا لحال الصحابة مع القرآن لوجدنا أنّهم جمعوا بين الأمرين:
الإكثار من تلاوته والعمل به، ولذلك غيَّرهم القرآن الكريم، فهم قبل
الإسلام كانوا مجموعة من الأعراب لا وزن لهم ولا قيمة، كان يعلو فيها صوت
العصبية والجاهلية، كانوا غلاظ القلوب، تنشب بينهم الحروب بالأعوام لأسباب
تافهة.
فلمّا دخلوا الإسلام، وعاشوا مع القرآن حوَّلهم إلى نسائم رقيقة في معاملة
النّاس جميعًا، وكانوا وقّافين عند حدود الله، فَهُم -رضي الله عنهم- لم
يكونوا يتقبّلون القرآن ويتلقونه على أنه شيء يُتلَى وفقط؛ وإنّما يتلقونه
على أنّهم هُم المخاطبون به، المعنيون بما فيه من المعاني؛ ولذلك انتفعوا
بالقرآن.