منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وقفة تأمل و محاسبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-03-16, 15:30   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة

عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن [أربع]:

عمره فيمَ أفناه؟

وعن علمه فيمَ فعل؟

وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟

وعن جسمه فيمَ أبلاه))

رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/ 612 (2417)،

والدارمي في المقدمة، باب من كره الشهرة والمعرفة 1/ 144

وأبو يعلى 13/ 428 (7434)

والروياني في مسنده 2/ 337 (1313)

وأبو نعيم في حلية الأولياء 10/ 232، وزيادة (أربع) لهما

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح

وصححه الألباني في الصحيحة (946)، وصحيح الجامع (7300)، وصحيح الترغيب والترهيب (126).


يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى:

حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة

فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا؛

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]

قال ابن كثير رحمه الله

في تفسيرها: أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ

تفسير ابن كثير 4/ 343.

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم

وتزينوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]

رواه أحمد في الزهد ص 120، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس رقم (22) و(16)

وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 52، وابن أبي شيبة 7/ 96 (34459)، وابن المبارك في الزهد ص103، وعلقه الترمذي فقال: يروى عن عمر 4/ 638.

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:

(إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)

رواه ابن المبارك في الزهد ص103، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 157.


الفائدة الثانية:

كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح؛ روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد؛ رواه مالك

رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788)، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 432 (37047)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 25 (22).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا، فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ -

وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ، والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك؛ رواه مالك

رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)، ومن طريقه رواه أحمد في الزهد ص115، وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 292، وابن أبي الدنيا في المحاسبة رقم (3).


الفائدة الثالثة:

دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به؛ لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم

فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]،

وهم أهل الخشية

كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]،

أما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا - لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها؛

رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)

وابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/ 92 (252)

وصححه ابن حبان 1/ 279 (78)

وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 160: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح.









رد مع اقتباس