منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل رجع الامام الاشعري عن م\هب اهل السنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-20, 14:06   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قلت هذه نقول الأئمة الأعلام التي تضمنت بالصراحة التي لا ينتطح عليها عنزان أن كتاب الابانة ليس مدسوساً على أبي الحسن الأشعري كما زعمه الأغمار من المقلدة بل هو من تواليفه التي ألفها أخيراً واستقر أمره على مافيها من عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية.

عقيدة أبي الحسن الأشعري
وبعد هذا رغبت أن أتحف القارئ بقطعة من عقيدة هذا الامام التي رجع إليها وذكرها في ابانته ؛ أذكرها بفصها ونصها ليظهر لكل منصف قرأها يفهم أن أبا الحسن الأشعري تاب من التعطيل والتأويل كما أنه ليس بممثل بل هو مثبت ومعتقد كل ما أخبر الله به عن نفسه في كتابه أو أخبر به عنه نبيه عليه الصلاة والسلام من غير تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل ؛ فأقول قال أبو الحسن الأشعري في ابانته: (باب في ابانة قول أهل الحق والسنة) فإن قال لنا قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة ، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام وما رُويا عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون لأنه الامام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من امام مقدم وجليل معظم مفخم وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لا نرد من ذلك شيئاً وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأن الله يبعث من في القبور ، وأن الله مستو على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) وأن له وحهاً كما قال: ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) وأن له يدين بلا كيف كما قال ( لما خلقت بيدي ) وكما قال ( بل يداه مبسوطتان ) وأن له عينين بلا كيف كما قال ( تجري بأعيننا ) وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً وأن لله علماً كما قال (أنزله بعلمه) وكما قال ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج ونثبت أن لله قوة كما قال: ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له كن كما قال (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله وأن الأشياء قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله ولا يقدر على الخروج عن علم الله عز وجل وأنه لا خالق إلا الله وأن أعمال العبد مخلوقه لله مقدرة كما قال: (خلقكم وما تعملون) وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً وهم يخلقون كما قال: ( أفمن يخلق كمن لا يخلق) وكما قال (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) وهذا في كتاب الله كثير وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظرلهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالآيات كا زعم أهل الزيغ والطغيان ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين ولو هدادم لكانوا مهتدين وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أرد أن يكونا كافرين كما علم وخذلهم وطبع على قلوبهم وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ايصيبنا وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بالله كما قال عز وجل ونلجئ أمورنا إلى الله أي نثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر وندين بأن الله تعالى يُرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول : إن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنه كما قال عز وجل: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكا فعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا و ندين بأن لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبة كالزنى والسرقة وشرب الخمور كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرين ونقول إن من عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنى والسرقة وما أشبههما مستحلا لها غير معتقد لتحريمها كان كافراً ، ونقول إن الاسلام أوسع من الايمان وليس كل إيلام ايمان ، وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل وأنه عز وجل يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله علية وسلم ونديد بأن لا ننزل أحداً من أهل التوحيد والمتمسكين بالايمان جنة ولا نار اً إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وترجوا الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين ونقول إن الله عز وجل يخرج قوماً من النار بعد أن امتحشوا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً لما جاءت به الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض وأن الميزان حق والصراط حق والبعث بعد الموت حق وأن الله عز وجل يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين. وأن الايمان قول وعمل يزيد وينقص . ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدل عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وندين بحب السلف الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه عليه السلام ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم أجمعين ، ونقول إن الإمام الفاضل بعد رسول الله صلى الله علية وسلم أبو بكر الصديق رضوان الله عليه إن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون بالامامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة وسموه أجمعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإن الذين قاتلوه قاتلوه ظلماً وعدواناً ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله علية وسلم ونكف عما شجر بينهم وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون فضلاً لا يوازيهم في الفضل غيرهم ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا وأن الرب عز وجل يقول هل من سائل هل من مستغفر وبسائر ما نقولوه وأثبتوه خلافاً لما قال أهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كا في معناه: ولا نبتدع في دين الله مالم يأذن لنا ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد). وكما قال: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وغيره. كما روي عن عبدالله بن رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج. وأن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافاً لمن أنكر ذلك ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والاقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم وإذا ظهر منهم ترك الاستقامة وندين بانكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بعذاب القبر ونكير ومنكر ومسائلتهما المدفونين بقبورهم. ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحراً. وأن السحر كائن موجود في الدنيا. وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم وتوراتهم ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالاً وحراماً. وأن الشياطان يوسوس للانسان ويسلكه ويتخبطه خلافاً لقول المعتزلة والجهمية كما قال الله عز وجل: (الذين يأكلون الربى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وكما قال: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس) ونقول إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها عليهم. وقولنا في أطفال المشركين أن الله يؤجج لهم في الآخرة ناراً ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية، وندين الله عز وجل بأنه يعلم ماالعباد عاملون وإلى ماهم صائرون. وما كان ومايكون ومالا يكون أن لو كان كيف يكون وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعته ومجانبة أهل الهوى. ((انتهى بحروفه))

هذا مجمل عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي استقر أمره عليها بعد أن أقام على مذهب الاعتزال أربعين عاماً. ذكره في أول كتابه الإبانة وفصله باباً باباً فراجها إن شئت تجد ما يشفي ويكفي. فتأمل أيها الأخ المنصف هذه العقيدة ما أوضحها وأبينها وعترف بفضل هذا الإمام العالم الذي شرحها وبينها وانظر سهولة لفظها فما أفصحه وأحسنة. وكن ممن قال الله فيهم( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وتبين فضل أبي الحسن الأشعري واعرف إنصافه واسمع وصفه للإمام أحمد ابن حنبل بالفضل لتعلم أنهما كانا في الاعتقاد متفقين وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين، ولعمري إن هذه العقيدة ينبغي لكل مسلم أن يعتقدها ولا يخرج عن شيء منها إلا من في قلبه غش ونكد، ونسأل الله تعالى الثبات عليها ونستودعها عند من لا تضيع عنده وديعة. والحمد لله وبنعمتة تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد معلم الخيرات وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تجزى فيه الحسنات.


العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله