منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إشكالية الخلط بين العلماء والسفهاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-08-13, 14:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي إشكالية الخلط بين العلماء والسفهاء

بإسم الله والصلاة والسلام على رسوله الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

قال الله تعالى في محكم كتابه : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].

وقال الله تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ

الراوي:أبو الدرداء المحدث:الألباني المصدر:صحيح أبي داود الجزء أو الصفحة:3641 حكم المحدث:صحيح

فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، فهم الذين يحملون هذا العلم بعد إنقطاع الوحي وإنتهاء فترة الأنبياء ، فما أعظمه من عمل ، فهل يعقل أن يشتبه علينا التفريق بين ورثة الأنبياء وبين السفهاء المتشبهين بهم ؟

عندما نقول ورثة الأنبياء يعني أنهم يسيرون على منهج الأنبياء في دعوتهم إلى التوحيد ونبذ الشرك والبراءة من أهله كما قال الله تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

وقال الله تعالى : وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ

وقال الله تعالى : وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ

وقال الله تعالى : وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ

وقال الله تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

فمهمة العلماء الربانيين ورثة الأنبياء واضحة وهم يسيرون على الدعوة بالحجة و البيان على طريقة الأنبياء في تسفيه معتقدات الكفار ونسف شبههم وعرض الحق المستبين الذي أنزله الله سبحانه ، وليس من شيم العلماء أن ينزلواا إلى مستوى من يقول : أنظروا أيها الكفار لقد ظهر إسم الله في حبة البطاطا ، أو لقد ظهر إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمثال الحرية إلى غير ذلك من هذه الترهات ، فحاشا أن يكون أمثال هؤلاء هم ورثة الأنبياء بل هم والسفهاء في بوتقة واحدة .

وإنه لمن المكر أن يطلق على هؤلاء إسم فقهاء أو علماء بحيث أن هذا الإسم له أهله وإذا أُطلِق على السفهاء فإنه سيكون ذلك طعنا في العلماء بطريقة غير مباشرة والطعن في من يحمل ميراث الأنبياء هو صدّ عن سبيل الله .

وإن العلماء لا هم لهم إلا رضا الله سبحانه فهم لا يبحثون عن إرضاء أحمق أو سفيه أو عن التخلي عن منهاج الدعوة بسبب طغيان الناس ولا يتنازلون عن شيء في سبيل الدعوة إرضاء لبادي الرأي .

وسنضرب مثالا على إجابة عالم كبير وهو الشيخ صالح الفوزان حفظه الله على سؤال ورده يقول :

فضيلة الشيخ هل نصدق إدعاء الكفار وصولهم إلى القمر ؟

وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار يعرفون أن هذه أكذوبة وأسطورة ولكن كيف كانت إجابة الشيخ الفوزان حفظه الله ؟
كان الجواب : اتركوهم يذهبوا للقمر ، ماذا ضركم!!؛ إن استطاعوا فليذهبوا ....... ليتهم يتركوا لنا الأرض ويذهبون .

فشتان بين من يدعو إلى الله على بصيرة ومن يبحث عن إسم الله في البطيخة وكأنهم عجزوا عن إيجاد الطريق إلى الله ، والأكبر من ذلك أن يستغل السفيه فعل اخوانه السفهاء لينسب أفعالهم للعلماء .

ولأن الإفتراء والكذب من أبرز صفات هؤلاء المنحطين أخلاقيا تجدهم أول من يروجون للإشاعات التي تشوه صورة العلماء ولنضرب مثالا على ذلك : زعمهم أن الشيخ إبن باز رحمه الله يكفّر من يقول بكروية الأرض أو دورانها ، ولأن هؤلاء ليس لديهم مانع أخلاقي ولا ديني يمنعهم من الكذب على خصومهم فقط من أجل إثباث ما يقولونه بعدما عجزوا عن مقارعة الحجة بالحجة فإنهم زيادة على ذلك لا يعرفون شيئا عن قواعد مهمّة في الإسلام والتي من بينها التثبث من صحة الخبر وخطورة الإشاعات .
قال الله سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي ((صَحِيحِهِ)) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ, فَقَالَ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟))

قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ، قَصَّهَا، فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا, فَقَالَ: ((هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟))

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: ((لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ -وَالْكَلُّوبُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُنْشَلُ بِهَا اللَّحْمُ وَيُعَلَّقُ- يُدْخِلُه فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُه بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ, وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ.. )).

ثُمَّ تَعَدَّدَتِ الْمَرَائِي، وَجَاءَ التَّأوِيلُ.

قَالَ ﷺ: ((قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قَالَا: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذِبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ, فَيُصْنَعُ بِهِ مَا رَأيتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)).

((رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ يُدْخِلُه فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُه بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ, وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ)).

هَذَا جَزَاءُ الْكَذَّابِ، يُحَدِّثُ بِالْكَذِبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ, فَيُصْنَعُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَعنِى: هَذَا هُوَ عَذَابُهُ فِي الْبَرزَخِ.

ويزيد الأمر شرا إذا كان وراء ذلك التنفير من ورثة الأنبياء ومن الدعاة إلى الله ، فالشيخ إبن باز رحمه الله لم يقل هذا الكلام قطّ وإنّما هو من صنيع المفترين بل على العكس تماما إن شيخ الإسلام إبن تيمية نقل الإجماع على كروية الأرض قبل أن يولد الكفار المعاصرين الذين ابهروا عقول الصبيان .

الشيخ إبن باز رحمه الله تكلم عن من ينكر جريان الشمس فقال أنه كافر لتكذيبه لقوله تعالى : وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

فالذي ينكر أن الشمس تجري فهو منكر ومكذب لكلام الله سبحانه ، هذه هي المسألة التي تكلم عنها الشيخ إبن باز وقد رد على ذلك الإفتراء في كتابه مجموع الفتاوى وفي هذا المقطع بيان ذلك .

https://www.dztu.be/watch?v=SPmgHSMCgew

و من الغريب في ما حصل أيضا في مسألة الصعود إلى القمر نسبتها إلى القرآن الكريم بين مثبت وناف وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وذلك في قوله تعالى :يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمان

ولا أدري هل الجن أيضا صعدوا إلى القمر !!! سبحان الله ما أجرأ الجهال على كتاب الله وعدم مراعاة حرماته .

فالأية أصلا تتكلم عن يوم القيامة أي: إذا جمعهم الله في موقف القيامة، أخبرهم بعجزهم وضعفهم، وكمال سلطانه، ونفوذ مشيئته وقدرته، { فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } أي: لا تخرجون عنه إلا بقوة وتسلط منكم، وكمال قدرة، وأنى لهم ذلك، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا؟! ففي ذلك الموقف لا يتكلم أحد إلا بإذنه، ولا تسمع إلا همسا، وفي ذلك الموقف يستوي الملوك والمماليك، والرؤساء والمرءوسون، والأغنياء والفقراء.

هذا ملخص ما جاء في التفسير المأثور عن السلف والمنقول من تفسير السعدي ، فلا علاقة للأية الكريمة بتفاهات القوم .

وأخيرا : إن الأمة لن تصلح إلا بإسلامها وكما قال عمر إبن الخطاب رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله .

ولا يمكن للأمة أن تتحد إلا بإسلامها وبمصادر التشريع الكتاب والسنة ولا يمكن أن يكون ذلك إلا عن طريق علمائها وليس السفهاء هم الذين ينهضون بالأمة بل على العكس هم السبب الأول في انهيارها

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين









 


رد مع اقتباس