منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لِكلمةِ الحق رجالها، كما أن للهيجاء أبطالها.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-04, 10:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي لِكلمةِ الحق رجالها، كما أن للهيجاء أبطالها.


بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي
أيها الخلان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنرنو معًا وبتمعنٍّ إلى صورةِ هذا الرجل:

قد لا يَعرفهُ الجميع.
إنه البروفيسور ( Andrew Wilkie ).
فهو أستاذ ٌ محاضرٌ بجامعة ( Oxford أكسفورد) البريطانية العريقة ...
لهذا الأستاذ أبحاثٌ رائدةٌ في مجال أمراضِ الدم.
ولكن ليسَ هذا القصد من إتيان على ذكرهِ.
ومن نافلة القول ...أن لهذا العبقري مواقف مشرّفة.
لأجل ذلك أريد التعريف به لمن لا يعرفه
وقد لا أبالغُ إذا وصّفتُه بفئة العلماء " الرسخون في العلم " بغضّ النظر عن دينه ..
أحبتي وخلاّني
في عام 2003 تلقّى البروفيسور طلبًا بالإشراف على رسالة دكتوراه لطالبٍ اسمه ( Amit Duvshani ).
لكن البروفيسور رفض طلبه من خلال رسالة أرسلها له بالبريد الالكتروني بتاريخ 23/06/2003
يقول له فيها ـ وانقل هنا بعض مما أتى في الرسالة:
Dear Amit Duvshani
Thank you for contacting me, but I don't think this would work. I have a huge problem with the way that the Israelis take the moral high ground from their appalling treatment in the Holocaust, and then inflict gross human rights abuses on the Palestinians because the (the Palestinians) wish to live in their own country

يقول سماحة العالم ( ويلكي):
"عزيزي أميت دوفشاني.
شكرًا لك على اتصالك بي. ولكن أعتقد، لأنه يصعب عليّ قبولك.
فقد استثمر الإسرائيليون معاناتهم خلال الهولوكوست "المحرقة النازية "، ويواصلون البكاء على ضحاياهم. بينما ينتهكون حقوق الفلسطينيين بصورة فظيعة، فقط لأنهم ـــ أي الفلسطينيين ـــ يريدون العيش في وطنهم"

ويضيف البروفيسور مخاطبًا الطالب( دوفشاني):
I am sure that you are perfectly nice at a personal level, but no way would I take on somebody who had served in the Israeli army. As you may be aware, I am not the only UK scientist with these views
"أنا واثق أن تكون أنت بالذات شخصًا طيّبًا، و لكن ضميري لا يسمح لي بالتعامل مع أحدٍ خدم في الجيش الإسرائيلي.
و ليكن في عِلمك، أنّ عددًا كبيرًا من العلماء في المملكة المتحدة يشاركونني الرأي"

ترى لماذا لم يأخذ البروفيسور( ويلكي) بمقولةِ : "كن مع ( ولي الأمر ) فيما يراه ولا تشقّ عصا الطاعة؟"
التي ما فتئ بعض الدراويش الذين يسمون أنفسهم زوراً " الفقهاء" ـــ إلاّ من رحم ربي ـــ يرددونها على مسامعنا في كل صغيرة وكبيرة.
مع العلم أنّ ( ولي أمر ) البروفيسور (اندرو ويلكي)، أي ـــ حكام بريطانيا ـــ مع إسرائيل قلبًا وقالبًا.
ولا داعي للقول أن قيامة الأوساط الصهيونية قد قامت ولم تقعد متّهمةً البروفيسور( ويلكي) بمعاداة السامية، الأمر الذي أدّى بالجامعة أن تضغط عليه لقبول ذلك الطالب الإسرائيلي.
لكنّ البروفيسور( ويلكي) فاجأ الجميع بتقديم استقالته من التدريس في الجامعة.
واحتارتِ الجامعة في أمرها
وأخيرًا اهتدى بها الأمر إلى اعتبار فترة استقالة البروفيسور( ويلكي ) عطلة، بحيث عاد من بعد تلك الضجة إلى منصبه.
بينما بحث الطالب الإسرائيلي عن جامعة أخرى، وعن أستاذ آخر يشرف على رسالته.
سقتُ هذا الكلام لأدلل وأبيّن على وجود الحق، وأهله حتى في الأماكن التي نراها داكنة لا ضوء فيها.
فالبروفيسور (ويلكي) بريطاني لم نكن ــــ نحن العربَ ـــــ نتوقع منه مثل هذا الموقف الشجاع، الذي لا يتجرأ على اتخاذه أساتذة الجامعات في الوطن العربي بالصفة التي تجعل الواحد منهم يقدم استقالته حفاظًا على مبادئه و مواقفه.
والذي يدل على ذلك سكوت كل الجامعات العربية و مجالسها " العلمية " أمام سجن بعض أهل العلم أو التصفية الجسدية التي طالت علماء في جلّ الدول العربية سواء من طرف الأنظمة الحاكمة، أو على أيدي القوات الغازية الأجنبية مثلما يحدث في العراق وليبيا وغيرهما، وما يفعله الموساد مع الآلة الحربية الاسرائيلية في الشعب الفلسطيني.
أما عن السجون العربية فحدث ولا حرج فكم من أحدٍ يقبع في تلك الزنزانات، بل حتى النساء والأحداث الصغار ما نجا منها أحدٌ
و ما تفعله الأنظمة العربية في أهل الفقه العلم والأدب.. يأشياء يشيب من هولها الولدان.
تساؤلات للتدبّر وأخذِ العبر.
وفعلاً .. فلِكلمةِ الحق رجالها، كما أن للهيجاء أبطالها.
تحياتي.








 


آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-07-04 في 10:30.
رد مع اقتباس