منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نساء صالحات
الموضوع: نساء صالحات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-23, 13:43   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كبشة بنت رافع الأنصارية الصادقة الصابرة


صاحبة هذه السيرة العطرة، واحدة من المسلمات اللاتي حظين بصحبةالنبي صلى الله عليه وسلم، ورافقن الرسالة النبوية الشريفة، منذ أشرقتأنوارها في المدينة المنورة، ففي ثنايا بيتها فاحت روائح الطيب في "طيبة" الطيبة فانتشر فيها الإسلام، فكانت خيرًا وبركة على أرجاء المعمورة.نعم.....ففي هذا الجو الإيماني العظيم، وفي ظل التقوى نشأت هذه الصحابية الجليلة، ونهلت من معين الإسلام الصافي النقي، فأعطت الكثير الكثير، فكانت أماًلشهيدين عظيمين، وبطلين مباركين من أبطال الإسلام .فهي أم حارس رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر، وحامل راية الأنصار أيضاً، وواحد من مجلس شورى النبي صلى الله عليه وسلم يومذاك.
وابنها هذا هو الصديق الثانيبعد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وخليفة رسول الله على المدينة في غزوةبواط... إنها أم الأبطال... أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع بن معاوية بنعبيد الأنصارية الخدرية، واحدة من النساء الفاضلات اللاتي قدمن الخير فيجميع المجالات، وهي واحدة ممن شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلمبالصدق، ودعا لها بالخير والأجر العظيم.كانت كبشة قد تزوجت معاذ بن النعمان الأشهلي فولدت له سعد بن معاذ وعمروًا وإياسًا وأوسًا وعقرب وأم حزام بني معاذ بن النعمان.
في سجل الأوائل
أسلمت كبشة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لها كبير الأثر في
تاريخ الإسلام. فها هي المدينة تستضيف شابًا وسيمًا من مكة هو مصعب بنعمير رضي الله عنه، سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليعلّمأهلها القرءان، ويفقههم في أمور الدين. وهكذا بدأ الإسلام ينتشر في دورالأنصار حتى وصلت الدعوة إلى دار بني عبد الأشهل ، فأسلم سيد الأوس أسيد بنالحضير، وسعد بن معاذ الذي وقف أمام قومه بني عبد الأشهل، وقال لهم: يابني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا، قال: فإنكلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام – أي أمنع نفسي من ذلك- حتى تؤمنوا باللهورسوله فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلمًا أومسلمة.
وسارعت أم سعد إلى إعلان إسلامها ، وسعدت بنعمة الإيمان سعادة عظيمة، بلازدادت سعادتها عندما أضحت دارها وقرًا ومكانًا لسفير رسول الله صلى اللهعليه وسلم، ومنها انبعثت نسمات الإيمان تعطر أرجاء المدينة والدنيا كلها.وذكر ابن الجوزي رحمه الله في "صفة الصفوة"، أنّ أول دار أسلمت من دور الأنصار دار بني عبد الأشهل، فأكرم بها من دار.وذكر ابن حجر رحمه الله في "الإصابة" فقال: أول من بايع النبي صلى اللهعليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيدبن السّكن، وليلى بنت الخطيم.
وكم كان سرور أم سعد عظيمًا حينما ترامى إلى
سمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم يذكر دارها ودور الأنصار بخير، فقال: " خير دور الأنصار بنو النّجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث الخزرج،ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير".
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أنّ أختي كبشة قد أسلمتا وبايعتا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهما: الفريعة أو الفارعة بنت رافع، وسعاد بنترافع وهي أم أسعد بن زرارة أحد النقباء الأخيار، وهو ابن خالة سعد بن معاذرضي الله عنهم جميعًا.

أم الشهيدين
سجّل التاريخ لأم سعد صفات وفضائل كريمة، ومواقف إيمانية تشير إلى مكانة
النبي العظيم في نفسها، وتقديم الابناء شهداء في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وأما في غزوة أحد فقد خرجت أم سعد رضي الله عنها مع من خرج من النساءينظرن إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وردت الأخبار إلىالمدينة باستشهاد عدد من المسلمين، وكان من بين الشهداء ابنها عمرو بنمعاذ رضي الله عنه.ولكن هذه الصحابية الجليلة كانت ترجو سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأقبلت بسرعة نحو أرض المعركة، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم سالمًا،حمدت الله، وقالت:"أما إذا رأيتك سالمًا فقد أشوتِ [أي هانت] المصيبة.
فعزَّاها النبي صلى الله عليه وسلم بابنهاعمرو.

شهادة صدق

في إحدى الساعات الحرجة التي زاغت فيها الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر،
وعلى وجه التحديد في غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب، حظيت أم سعد بشهادةالصدق مختومة بختم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان ابنها سعد يرتديدرعًا قصيرة قد ظهرت منها ذراعه، فمرّ من أمام حصن بني حارثة، وكان فيهالنساء والأطفال، ومن بينهم عائشة أم المؤمنين، وأمه كبشة رضي الله عنهما،فقالت له أمه تستعجله: الْْحَقْ برسول الله يا بني فقد – والله- تأخرت. وقد أرادت رضي الله عنها أن لا تفوته لحظة دون أن يحظى بمعية رسول اللهصلى الله عليه وسلم. فقالت السيدة عائشة: والله يا أم سعد لوددتُ أن درعسعد أطول على يده مما هي، فقالت أم سعد: يقضي الله ما هو قاض.فقضى الله أمرًا كان مفعولاً، وأصيب سعد بسهم قطع منه الأكحل، وهو عِرق في الذراع يُسمى عرق الحياة، رماه به حبان بن العرقة.
قا
ل الرسول صلى الله عليه وسلم في شأن سعد: "اهتزَّ عرش الرحمن عزّ وجلّل موت سعد بن معاذ".
والمعنى: انتعش العرش وحاملوه فرحًا بقدوم روحه رضي
الله عنه ، وفي هذا دليل علوّ مقامه ورفيع مكانته، لأن العرب تنسب الشيءالعظيم لأعظم الأشياء ، فتقول: أظلمت الأرض لموت فلان، واهتزت له الجبال. واحتسبت أم سعد ابنها الثاني شهيدًا ، لعلمها بمكانة الشهيدوللبشرى التي بشرها بها النبي العظيم صلى الله عليه وسلم.
بشارتها بالجنة

قال الله تعالى
: (الذين صبروا وعلى ربّهم يتوكلون)
هذه الصحابية الفاضلة
ضربت أروع ءايات الصبر والتوكل في تاريخ النساء،وكانت تحث على مرضاة ربها، ومرضاة نبيه، وتؤثر محبة رسول الله على كل غالونفيس من مال وولد، لقد صبرت عندما استشهد ولدها عمرو وأخوه سعد – رضيالله عنهما- .وفي السنة إشارات كثيرة ودلائل واضحة تبشر بالجنة لمن صبرابتغاء مرضاة الله. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: "من احتسب ثلاثة من صُلبه دخل الجنة"، فقامت امرأةفقالت: أو اثنان؟ فقال: "أو اثنان" فقالت: يا ليتني قلت واحدة.
وبعد فهذه نفحات ندية من سيرة صحابية جليلة، فقد صبرت ابتغاء مرضاة الله
عزَّ وجلَّ فرضي الله عنها وأرضاها لأنها ضربت الأمثلة في الصبر والوفاء.









رد مع اقتباس