منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح حديث (إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها) ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-13, 18:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح حديث ابن عمر (... إن من البيان لسحراً...)



قال المصنف رحمه الله تعالى:
[ حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أنه قال: (قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس -يعني: لبيانهما-
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحراً، أو إن بعض البيان لسحر) ].
أورد أبو داود حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال:
[ (قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس يعني لبيانهما) ]
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ (إن من البيان لسحراً، أو إن بعض البيان لسحر) ].
[COLOR="rgb(72, 61, 139)"]وهذا فيه بيان أن من الكلام ما يكون فيه فصاحة وبلاغة، فإن كان عن تكلف فهو الذي
سبق أن مر ذمه، وأما إذا كان من غير تكلف فإنه محمود إذا صرف فيما هو خير،
ومذموم إن صرف فيما هو شر. والإمام أبو داود أورده في باب التشدق في الكلام،
ومعلوم أن التشدق في الكلام مذموم، لكنه يحمل على ما إذا كان عن تكلف، وأما إذا
كان عن طبيعة وجبلة وسليقة وليس فيه تكلف، فإنه يكون محموداً إذا كان الإتيان به
فيما هو خير، أما إذا كانت الفصاحة والبلاغة الجبلية الطبيعية صرفت فيما هو شر
فهي شر. ومعلوم أن الباب باب ذم وليس باب مدح، ولكنه كما أشرت يحمل
على أن المقصود به ما إذا كان عن تكلف، أو فصاحة طبيعية جبلية ولكنها صرفت
في شر، ولكن ورود حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:[/COLOR] [ (إن من البيان لسحراً) ]
[COLOR="rgb(72, 61, 139)"]الذي يبدو أنه مدح؛ لأنه كلام أعجبوا به، وليس فيه شيء يدل على الذم،
ولكنَّ أبا داود أورده في باب التشدق فيحمل إيراده إياه على ما إذا كان
عن طريق التكلف، أو أنه استعمل في شر، لأن من الناس من يكون فصيحاً بليغاً
فيستخدم بلاغته في الشر ونشر الباطل وإظهار الباطل وإغواء الناس والعياذ بالله،
ومنهم من يكون فصيحاً وفصاحته تستعمل في الخير. قوله: [ (قدم رجلان من المشرق) ].
الرجلان هما: الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم .
[/COLOR]
( الشيخ عبد المحسن العباّد حفظه الله تعالى )
-------------------------

و هذا جواب للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى :
على السؤال : ( هل يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم‏‏ « ‏إنّ من البيان لسحرًا »‏
التحذير من المبالغة في أساليب الكلام والتقعر في الكلمات واختيار الألفاظ‏ ) ؟‏


نص الإجابة :

قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ « ‏إن من البيان لسحرًا » ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏
من حديث ابن عمر رضي الله عنهما‏]‏ .

فهم منه بعض العلماء أنه من باب الذم لبعض الفصاحة وذهب أكثر العلماء إلى أنه من باب
المدح‏‏ قال الشيخ سليمان بن عبد الله في ‏"‏شرح كتاب التوحيد‏"‏‏‏

قلت‏‏ : والأول أصح وأنه خرج مخرج الذم لبعض البيان لا كله وهو الذي فيه تصويب الباطل
وتحسينه حتى يتوهم السامع أنه حق أو يكون فيه بلاغة زائدة عن الحد أو قوة
في الخصومة حتى يسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق ونحو ذلك فسماه سحرًا ؛
لأنه يستميل القلوب كالسحر

ولهذا لما جاءه رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم‏‏ ‏« إن من البيان لسحرًا » ‏
[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث ابن عمر رضي الله عنهما‏]‏ كما رواه مالك
والبخاري وغيرهما‏‏ .
وأما جنس البيان فمحمود بخلاف الشعر فجنسه مذموم إلا ما كان حكمًا
ولكن لا يحمد البيان إلا إذا لم يخرج إلى حد الإسهاب والإطناب
أو تصوير الباطل في صورة الحق فإذا خرج إلى هذا الحد فمذموم
وعلى هذا تدل الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم‏‏ « ‏إن الله يبغض البليغ من الرجال
الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها »‏
[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما‏] ‏‏.

وعليه فإنه ينبغي للمسلم أن يتكلم بالكلام المتوسط المعتاد والذي يفهمه السامع
ويحصل به المقصود ويكره التقعر في الكلام

وفي الحديث الذي رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم‏‏ « ‏هلك المتنطـّعون »‏
‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث عبد الله رضي الله عنه‏] ‏‏ قالها ثلاثًا‏‏ ،

قال أبو السعادات‏‏ : ( هم المتعمقون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم‏ ) ،
وقال النووي‏‏ : ( فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال
وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام‏ )
انتهى .

فضيلة الشيخ : ( صالح بن فوزان الفوزان ) حفظه الله .

https://www.alfawzan.ws/node/6062









آخر تعديل علي الجزائري 2011-08-13 في 18:54.
رد مع اقتباس