منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بحث حول العولمة وأثارها على البلدان النامية (الجزائر)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-08, 11:33   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
sonika
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مفهوم العولمة:

العولمة ليس لها استخدام قديم في اللغة العربية، والموجود هولفظ"العالم" ،و"العالمي". بيد أن مبدأ الاشتقاق في اللغة العربية يسمح باشتقاق لفظ "عولم"،ويعني جعل الشيء عالميا. والعولمة في اللغة الإنجليزية تعني إكساب الشيء صفةالعالمية، أو جعل تطبيقه عالميا. فيكون المعنى اللغوي للكلمة في اللغتين واحدا. غيرأن كلمة العولمة، كما تستخدم الآن في السياسة والتجارة والاقتصاد، تركز على عالميةالمكان والزمان على ما يبدو،مع أن المفردة تتسع لعالمية الزمان أيضا. ومن هنا فإنالعولمة وان تحركت في المكان العالمي، فإنها تفعل ذلك من خلال زمان عالمي أيضا، قديقصر وقد يطول، وليس هذا هو المهم.
المهم في الأمر أن يكون النمط الحياتي،أو الاجتماعي، أو السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي بصفة عامة، والذي تعيق العولمةللشيء المعني.فعولمة الاقتصاد- على سبيل المثال- تعني جعل النظام الاقتصادي واحدافي العالم كله، وإزالة الأنظمة الاقتصادية الأخرى، وهذا يستتبع-بطبيعة الحال- توحيدالشروط والأنظمة الاقتصادية، وإزالة العوائق، عن حركة رؤوس الأموال والاستثمارات،وتوجيه الأسواق في جميع الدول، لتعمل وفق نظام عالمي واحد.
أما العصر الجديدللعولمة فنعني به العصر الذي ابتدأ بسيطرة قطب سياسي كبير واحد، على العالم، وهوالقطب الأمريكي بصفة خاصة. وهو العصر لذي تميز- بالإضافة إلى ذلك- بشيوع استعمالالأقمار الصناعية، والانفجار المعرفي، وثورة المعلومات والاتصالات، بدءا بتقليصالمسافات بين مناطق العالم، وانتهاء باستخدام تقنية الإنترنت، وشيوع القنواتوالمحطات الفضائية. هذا العصر الجديد يطرح العولمة بشكل قوي وسريع، إلى الدرجة التيلا تتمكن الدول والأمم من تجاهله، أو التخلف عنه.
وهناك مفهوم آخر لمصطلحالعولمة وهو عندما يذكر مصطلح" العولمة" Globalization ، فإنه يجعل الذهن يتجه إلىالكونية، أي إلى الكون الذي نعيش فيه، وإلى وحدة المعمور من الكوكب الذي نعيش عليه. ومن ثم فإن المصطلح يعبر عن حالة من تجاوز الحدود الراهنة للدول إلى آفاق أوسعوأرحب تشمل العالم بأسره.
نشأة العولمة:
وقد نشأ مصطلحالعولمة عبر مراحل متتابعة من الزمن كما يبينها الشكلالتالي:
حيث يتضح لنا من هذا الشكل أن مصطلح العولمة قد مربالمراحل الآتية:
-
المرحلة الأولى- مرحلة التكوين: ويطلق عليها البعض مصطلحالجنينية، باعتبار أن العولمة مثلها مثل الكائن الحي لابد من أن يمر بمرحلة تكوينجنينية، مرحلة يكون فيها المصطلح محل مراجعة ومراجحة.محل تفاوض ونقاش،وإقناعواقتناع، مرحلة مد وجزر، امتداد وانحسار.. وقد مر بها المصطلح في بدايةتكوينه.
-
المرحلة الثانية- مرحلة ميلاد المصطلح:وهي في الواقع حدث أكثرمنها مرحلة، ويتبلور هذا الحدث في انتهاء عمل منظمة الجات،وبدء عمل منظمة التجارةالدولية W.T.O ، وممارسة أنشطتها في إزالة كافة الحواجز والقيود الفاصلة بين الدول،وتعظيم حرية خروج ودخول رؤوس الأموال عبر الدول، زفي الوقت ذاته الضغط بشدة علىالحكومات من أجل التنازل عن سيادتها،ووفقا لإرادتها، وفي إطار معاهدة دولية تمالتوقيع عليها، وإجازتها من السلطات التشريعية فأصبحت ملزمة لها، ويصبح بالتاليالتنصل منها والخروج عنها أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا.
-
المرحلة الثالثة- مرحلة النمو والتمدد:وهي مرحلة تتسم بالتداخل والتشابك الواضح لأمور الاقتصاد،وأمور السياسة، والثقافة، والاجتماع... وأن تصبح المصالح متداخلة ومتفاعلة، وأنتصبح العوالم مفتوحة دون وجود للحدود السياسية بين الدول ودون فواصل زمنيةوجغرافية، فالتزامن حضوري فوري قائم على"الآن" الفعلي عبر وسائلالاتصال.
أهداف العولمة:
أولا: أهداف العولمة الرئيسية وهي كمايبينها الشكل التالي:
ثانيا: مجموعة الأهداف الحيوية للعولمة والتي يعرضهاالشكل التالي:
آثار العولمة:
ويمكن إجمالا القول أن للعولمة نوعان منالآثار هما:
آثار سلبية ذات مخاوف شديدة.
آثار إيجابية ذات قدرة جذبهائلة.
وفيما يلي عرضا موجزا لكل من النوعين السابقين:
أولا:الآثارالسلبية للعولمة:وهي كما يوضحها الشكل التالي :
*
أ- سحق الهوية والشخصيةالوطنية المحلية، وإعادة صهرها وتشكيلها في إطار هوية وشخصية عالمية، أي الانتقالبها من الخصوصية الخاصة إلى العمومية العامة... بحيث يفقد الفرد مرجعيته ويتخلى عنانتمائه وولائه، ويتنصل من جذوره، وهو ما سبق أن تعرضت له البشرية في مراحل تطورهاالمختلفة من أسر وعشائر إلى قبائل، ثم إلى شعوب، ثم إلى أقاليم، ثم إلى ممالكوإمبراطوريات، ثم إلى دول... ولآن إلى مجتمع عالمي مفتوح. وفي واقع المر فإنالإنسان في هذا التطور لم يفقد هويته ولم يتخلى عن شخصيته، بل اكتسب هوية وشخصيةجديدة، شخصية أكبر من حيث المحتوى، وأعمق من حيث المضمون، وأوسع من حيث المدى.. عماكان عليه من قبل، وفي الوقت ذاته لم تفقده جذوره أو تسلبه أصوله، بل ظل محتفظا بهاكواقع حي ملموس، يعود إليه ويرتكن عليه، خاصة عند الاختلاف مع من هو مثله من البشرعندما تسود الأطماع وينزع الجميع نحو التفاخر ونحو البحث عن تصنيفات الامتيازالعنصري.

*
ب- سحق الثقافة والحضارة المحلية الوطنية، وإيجاد حالة اغتراب مابين الإنسان والفرد، وتاريخه الوطني، والموروثات الثقافية والحضارية التي أنتجتهاحضارة الآباء والأجداد، أي فصل الجذع عن الجذور الممتدة، وفصل السطح عن الأعماق،وإيجاد شكل جديد من أشكال الثقافة العالمية التي صنعها البشر جميعا وليس خاص بأشخاصبذاتهم أو بمناطق جغرافية بذاتها.
*
ج- سحق المصالح والمنافع الوطنية، خاصةعندما تتعارض مع مصالح العولمة، أو مع تياراتها المتدفقة في كافة المجالات، ونزوعالعولمة إلى الانفتاح الواسع، ومحاربتها أية قيود تحول بينها وبين ما تسعى إلىالوصول إليه، خاصة عندما تكون القوى المناوئة لا تملك الدفاع عن مصالحها، أو عاجزةعن حماية مكاسبها، أو تسيطر عليها قوى مناوئة تستنزفها.
*
د- استباحة الخاصالوطني، وتحويله إلى كيان رخو ضعيف غير متماسك، وبصفة خاصة، عندما يكون هذا الخاصلا يملك القدرة على التحور أو التطور، أو إعادة تشكيل ذاته بشكل جديد قابل للتكيفمع تيار العولمة.
*
ه- السيطرة على الأسواق المحلية من خلال قوى فوقية تمارسسطوتها وتأثيرها ذو النفوذ القوي على الكيانات المحلية الضعيفة وتسحقها وتحولها إلىمؤسسات تابعة لها.
*
و- فرض الوصاية الأجنبية باعتبار أن العولمة مصدرهاأجنبي، وباعتبار أن هذا الأجنبي أكثر تقدما وقوة ونفوذا، ومن ثم إذلال كل ما هومحلي والتنصل من إفرازاته وثماره... بل ممارسة القهر عليه في شكل موجات متتاليةومتصاعدة ومتلاحقة، حتى يتوقف عن ممارسة أي مقاومة والاستسلام لتيار العولمةوالرضوخ لمطالبه والاستجابة لمتطلباته التي يقدمها.
ثانيا:الآثار الإيجابيةللعولمة:
*
أ- الارتباط والترابط الإتصالي بين الأفراد الذين يعيشون المجتمعالعالمي الواحد.
*
ب- أن العولمة ما هي إلا تطوير وامتداد لحركة المصالحالدولية، وتوحيد لأسواق العالم يتم فيه تجاوز كافة الصدوع والحواجز الفاصلة بينالأمم عبر معابر من المصالح المشتركة.
*
ج- بما أن العولمة تقوم على الانتخابالانتقائي للمتفوقين فإن فتح الأسواق أمام المتفوقين سوف يزيد من كفاءتهم، وفيالوقت ذاته يعمل على تحفيز الآخرين من أجل تحقيق المزيد من التفوق.

*
د- إنالعولمة سوف تعمل على تسريع تطبيقات التكنولوجيا الحديثة بتطوراتها السريعةالمتلاحقة..فهي فرصة هائلة من أجل الاستفادة من هذا الجديد وبفاعليةكاملة.

*
ه- العولمة تتيح فرصة الوصول إلى المعرفة الشاملة التي في حوزةالآخرين في مختلف المجالات..كالمجال الاقتصادي، المجال السياسي، المجال الثقافي،والمجال الاجتماعي