الغيب الذي لا يُدْرِكُه العقلُ لا سبيلَ لمعرفته إلَّا بالنصِّ الشرعيِّ الثابت
" والمصنِّف ـ رحمه الله ـ تَناوَل قضيَّةَ الساعةِ والبعث في الدار الآخرة، التي يقوم عليها بناءُ العقيدةِ بعد الإيمان بوحدانيَّة الله تعالى؛ ولا يخفى أنَّ الإيمان بما أَخبرَ به اللهُ تعالى ورسولُه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ممَّا في اليوم الآخِرِ معدودٌ مِنَ الإيمان بالغيب الذي لا يُدْرِكُه العقلُ، ولا سبيلَ لمعرفته إلَّا بالنصِّ الشرعيِّ الثابت.
وما وَرَد مِنْ نصوصٍ شرعيَّةٍ ثابتةٍ يخبر فيها اللهُ ورسولُه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بفَناءِ الدنيا وما يسبقه مِنْ أمارات الساعة وأشراطِها، وما يتمُّ بعدها مِنْ أحوالٍ وأهوالٍ فإنه يجب الإيمانُ به وتصديقُه والجزمُ بوقوعه، وكذلك يجب الإيمانُ بأخبار الآخرة وما يجري فيها مِنْ حقائقَ وأمورٍ عظامٍ، مثل: بعثِ الخلائق وحشرِهم، وحسابهم ومجازاتهم على أعمالهم الإراديَّة وأفعالهم الاختياريَّة، وما هيَّأ لهم ـ بحسَبِ عملهم ـ مِنْ نعيمٍ أو عذابٍ."
العقائد الإسلامية
مِنَ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
للشيخ عبد الحميد بنِ باديس (ت: 1359ﻫ)
بتحقيق وتعليق د: أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ
موقع الشيخ