ولذلك فقد اشترط العلماء للرقية الصحيحة الجائزة أن تكون باللغة العربية المفهومة ، كي لا يقع المسلم – إذا استعمل كلمات غير مفهومة - في نداء الجن والشياطين والاستعانة بهم وهو لا يشعر .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" المدح في ترك الرقى المراد بها الرقى التي هي من كلام الكفار ، والرقى المجهولة ، والتي بغير العربية ، وما لا يعرف معناها : فهذه مذمومة ، لاحتمال أن معناها كفر ، أو قريب منه ، أو مكروه " انتهى.
"شرح مسلم" (14/168)
ويقول العيني رحمه الله :
" ولا يجوز بألفاظ مما لا يعلم معناها من الألفاظ الغير العربية " انتهى.
"عمدة القاري" (12/100)
أما إذا كانت الكلمات عربية مفهومة واضحة ، فليس في الرقية بها بأس ، ولا نرى أنها مما يمكن أن تكون سبيلا للشيطان على الإنسان .
بل إذا قدر أن الناس يتكلم بما يفهمونه من لغتهم ، ووافق أن بعض ما يتكلمونه ويتفاهمون به وينادونه ، هو من أسماء الجن ، فليس معنى ذلك أن الجن واقف على بابهم ، يلتقط هذه الكلمة ، أو هذا النداء ، لينفذ هو إلى مأربه وحاجته .
والواقع أن المبالغة في هذه الأمور هو من غلبة الجهل ، وانتشار الخرافة والأوهام ، وضعف اليقين بالله عز وجل ، والتعلق به ، والتوكل عليه .
وعلى كل حال ، ليس الأمر بالصورة التي يحاول نشرها أصحاب هذه المقالات ، والمبالغة في الأمور من غير تثبت ولا تبين سبب كل مفسدة ، ومفتاح كل شر .
والله أعلم .