منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قسم آداب وفلسفة السنة ثانية ثانوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-29, 20:17   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أم ماجد
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية أم ماجد
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء وسام نجمة التطبيقات المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

المعرب والمبني

1) المعرب والمبني من الأسماء

15) وَالاسْمُ مِنـْهُ مُـعْـرَبٌ وَمَـبـْنـِي*** لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُـدْنِـي(1)

16) كالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا*** والمَعْنَوِيِّ في مَتَى وَفِي هُـنَـا

17) وَكَنيِـابَــةٍ عَـنِ الفِـعْـــــلِ بـِـــــلا*** تَـــأَثـُّــرٍ وَكافْــتِــقَــارٍ أُصِّـــلا

18) وَمُعْرَبُ الأَسْمَـاءِ مَا قَدْ سَلِمَــا*** مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ كأَرْضٍ وَسُمَـا

بعد أن انتهى ابن مالك من باب الكلام وما يتألف منه، وعرَّف أقسام الكلمة وكيفية التمييز بينها كبداية للدخول في قواعد العربية، شرع في توضيح أول قسم من أقسام الكلمة وهو (الاسم) وبيان كيفية وروده في الكلام العربي فقال:

15) وَالاسْمُ مِنـْهُ مُـعْـرَبٌ وَمَـبـْنـِي*** لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُـدْنِـي

الاسم وهو أول أقسام الكلمة، منه ما هو معرب ومنه ما هو مبني.
وبدأ بالمُعرَب لأنه أكثر ما يكون في الاسم، وهو الأصل في الأسماء، ثم ثنَّى بالمبني لأنه أقل، وهو فرع في الأسماء، ولذلك أخذ يبين الأسباب لبناء الأسماء، ولم يتعرض لأسباب إعرابها لأنه الأصل كما قلنا.

والبحث عن علل بناء الأسماء أمر فيه بعض التكلّف، فيكفي أن نعرف أنها قد سُمِعتْ عن العرب هكذا مبنية كما سُمِعَت الأسماء المعربة، ولم يكن هناك داعٍ للتعليل الذي يفضي أحيانا للتعقيد، ويشغل الذهن بأمور يمكن أن يستغني عنها، ولا يتأثر بجهله بها.

فيكفي أن نعرف أن الضمائر، وأسماء الإشارة، وأسماء الاستفهام، وأسماء الشرط، وأسماء الموصول، وأسماء الأفعال استعملها العرب هكذا مبنية، دون البحث عن السبب أو علة البناء، ولكن بما أن ابن مالك قد ذكرها فعلينا أن نشير إليها دون دخول في التفاصيل.
وقبل ذلك ينبغي أن نعرف ما الإعراب وما البناء:

الإعراب: هو تغير آخر الكلمة بتغير العوامل التي تتعرض لها في الجملة.

فمثلا، إذا قلنا:
بدا القمرُ بدرًا.
ثم قلنا:
رأيت القمرَ بدرًا.
ثم قلنا:
نظرت إلى القمرِ بدرًا.

لاحظنا أن كلمة القمر تغيرت حركة آخرها (الراء) من الضمة إلى الفتحة إلى الكسرة.
فهي في الجملة الأولى فاعل للفعل (بدا) فعمل الفعل فيها الرفع.
وفي الثانية وقعت مفعولا به للفعل رأيتُ فعمل فيها الفعل النصب.
وفي الثالثة وقعت بعد حرف جر، فعمل فيها الجر.

وهذا التغير في الحركة هو: (الإعراب) والمتغير هو: (المُعرَب).

وإذا قلنا:
بدا هؤلاءِ مقبلين.
رأيتُ هؤلاءِ مقبلين.
نظرت إلى هؤلاءِ مقبلين.

تبين لنا أن كلمة هؤلاءِ تعرضت للعوامل نفسها التي تعرضت لها كلمة القمر ومع ذلك بقي آخرها مكسورًا لم يتغير.

وهذا الثبات في حركة آخر الحرف هو: البناء، والاسم الثابت على حركته مع تغير العوامل هو: المبني.

ويعلل ابن مالك لسبب مجيء الاسم مبنيًا، ولا يعلل لسبب الإعراب؛ لأن البناء ليس هو الأصل في الأسماء كما عرفنا.
فإذا رأينا اسما مبنيا فذلك يكون لسبب في رأي النحاة.

وهذا السبب في رأيه ورأيهم هو مشابهة الاسم المبني للحرف؛ لأن الحرف ملازم للبناء، فما شابهه فهو مبني مثله.

فابن مالك يقول إذًا في البيت ا لسابق:
إن الاسم منه ما هو معرب ومنه ما هو مبني، وعلة بناء الاسم: الشبه الذي يقربه من الحرف.

وقال: مُدْني(1)؛ أي: مُقَرِّب، والياء في (مدني) ليست ياء الكلمة؛ فهو اسم منقوص غير مضاف وغير معرف بأل تحذف ياؤه إذا لم يكن منصوبًا، نقول: مدنِ، ولكن هذه الياء لإطلاق القافية، حتى يتناسب عجز البيت مع شطره: (مَبني) مع (مُدْني).

وهناك عدة أوجه للشبه بين الاسم والحرف، ينتج عن كل منها نوع من أنواع الأسماء المبنية، سنعرض لكل منها بالتوضيح بحسب ما ذكر ابن مالك.

</b></i>









رد مع اقتباس