منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز 【۩】خيمةُ الأمل في غَدٍ أفضـل ╡⑮ رمضان【۩】
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-05-20, 00:03   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

هديّــتي لكــمــــــ


اقتباس:


ومع منتصف هذا الشهر الكريم، أهتف من بعيدٍ:

هنا أسرِجوا صافنات الجيادِ
فـ " جلفتنا" دارُ علمٍ ونادي
لنشدو به في حوارٍ بخيــــــــمهْ
ونروي زلالا لنثــــــــــــــرٍ بضــــــــــــــــاد
ونحكي تباريح ذاك البيان
فيضوع عبق الأريـــج لصاد
وتحبل من روح الذكريــــات
ترانيم لحـــــــــــــنٍ وشوقٍ لشاد

إخوتي أخواتي، أحبّتي في الله
حياكم الله يا عشاق الضاد، وبيّاكم، ورفع قدركم؛ وإلى العلياء رقاكم.
وجدتُ نفسي في ذلك الحضور الغيبي، فسألتُ الضاد:
مَن أنتِ؟ ومن تكونين؟
فمن التوِّ أجابت:
أنا العقيلة الحرة وعاء البيان، وعروس اللغات، وربّة فصيح الصفاء، وعمق النقاء.
ورغم تقاعس الأبناء، وتكالب الأعداء، وفتنة المواجع، ومشهد المدامع.
فإنني ما زلتُ وسأبقى عيطموس النثر، وملحمة الحبر والشعر، وهكذا أنا في شموخٍ.
شموخٌ تلفّه مفرداتي فيصبح كسائي، وسموٌّ تكوِّره كلماتي فيظل
ردائي.
ثم أنا الكوثر حين يجفّ معين اللغات الأخريات
حتى وأن بعض قومي هجروني، فضاعوا حين ضيّعوني.
تسألني يا سائلي من أكون؟
أنا النّبضُ في ظل السكون، عنفوانٌ يجلّلُني، وقرآنُ اِحتويته فصار يظلّلُني.
أ لم تعلم أنّني أشعلت الضوء في أحضان الظلام، فتسارعت العلوم وهرعت إلى أحشائي.
ثمّ أتي من من ظلام الهجر والنسيان في وسط النور فأدلهمّتني خطوبٌ؛ ثمّ الأعداء حاربوا ويحاربون بقائي.
ومع ذلك ما زال الحبر يغرقني لأستسقى شهد الكلام، ثم أسجر السطور في كلّ البحور
أيا غارقًا في لج الإبداع.
كن بي فخورًا.
على رسلكَ!
لتعلمَ أنّني لغة القرآن.
القرآن.فخاطبتها، حين عرفتها:
مهلاً يا ضاد!
فما أنا سوى اشتهاءٌ للسطور، وما عشقي إلاّ مداعبة الحرف والانسكاب كشهدٍ مصفى يلتهمه الشعور.
وأنّ لي نفسًا تهوي الانزلاق في مدارج ومعارج الاحساس.
فيبتسم لي البليغ، لأضع به زيزفونة أُوَشّحكِ بها عربون امتنان
لتزدهرين وتتيهين براحتكِ.
ثم أفقتُ، وانتهى الحلم.
ومع ذلك لن أكِلّ أو أمُلّ إن هتفتُ:
من بديعها، ها هي الحمائم تأوي إلى أوكارها، وها هي الأطيار تشدو بأنغام التلاقي، ثم ينسكب البيان
فيغدو الكلام كأنه مياه طهر يترقرق في السواقي.
فتستنطقُ المعاني الساكنة، ومع الفصيح ومبانيه المتقنة، فيحكي كل صاحب البيان،
وقد ازدانت أحرفه وتاهت.
فلا لوم إن تدافعت كلماتُ خواطرُه، ثم لتفيض سوانحه على ورقات قراطيسه ما يبهج الناظر،
ويأسر السامع إن كان صاحب الإنصات.
أهٍ لكِ من ضادٍ!
فكم من شاعر بكى وأبكى وهو يترنم بمفرداتك!
وكم من ناثرٍ ألهبَ وأطرب وهو يقرع الأسماع بشموخ كلماتك!
وليس لي من القول سوى أن أرشم ما قيل في السابق، ولا محالة سيقال ذلك في اللاحق.
يا لائمي:
محن الزمان كثيرة لا تنقضي ** وسروره يأتيك كالأعياد.
ومع ألق الضاد
فيا سمّاري، فأنتم من اطلعتم على مكنون أفكاري.
فلستُ مخطئًا إن صرّحتُ بها إليكم:
فرب بسمةٍ بانت ثم ماتت وقبرت، ورب دمعة لِما أصاب الضاد انبجست ثم سرت وجرت.









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-05-20 في 00:09.
رد مع اقتباس