منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز 【۩】خيمةُ الأمل في غَدٍ أفضـل ╡⑮ رمضان【۩】
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-05-19, 23:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




"بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه
ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون"
[البقرة: آية 185]

نيابة عن الفاضلة/ صمت، حين تواضعت في رفعةٍ وآثرتني على نفسها ــ ولستُ بأفضل منها ــ لأخاطبكم
ثم أرشم لكم بعض الكلمات. وأقول:



روّاد المنتدى وزوّاره، وأعضاء هذا الصرح وسمّاره
أيامكم شهدٌ مذاب، ولياليكم ماءٌ قراحٌ ينساب.
ها قد عاد رمضان، ميمونًا من الله بالرحمة والغفران!
فما بالكم.. علا شأنكم.. وسما قدركم؟!
ثم مرحى! مرحى.
عاد .. وعاد معه كل خيرٍ..وما أجمله من زائرٍ!
دونكم هذا مغتسل باردٌ وشرابٌ، إنه ينعش ثم يداوي الأسقام، ويزكي النفوس من أردان العام.
لعمري
إنه رمضان هلّ علينا محملاً بأنوار التجليات، ليضيء سراجه العتمات، ثم تطرد بركاته وكرماته الظلمات.
فسارعوا إلى نشوة الإيمان، حتى نرتقي إلى منزلة الإحسان.
وإلى بيوت الله لنجعلها ملاذًا، ولذكر الله من كل ذي شر عمدة ومعاذًا
ثم ترتفع الألسنة بالثناء والحمدِ، لترجو من ربنا النعيم بدار الخلدِ

فذروني أقول لكم:
مباركٌ عليكم وعلينا رواد هذا الصّرح حلول شهر رمضان، والمُعتق ــ بإذن الله ــ من النيران.
وأن يوفقنا في هذا الشهر وفي كل الأوقات، لفعل الطاعات، والاستنكاف والابتعاد عن المنكرات.

رمضانُ عبادةٌ وعملٌ
فمنذ بضعة أيامٍ هلَّ علينا شهر البركات، الذي تتعاظم وتتكاثرُ فيه الحسنات.
وفيه تُفتح أبواب الجِنان، ويصفّد كل شيطان..
فلا يُسمع فيه إلاّ بحي على الفلاح، وتبتعد الخلائق عن فُحشِ القول والصياح.
أنعِم به من شهرٍ، فمن صامه إيمانًا واحتسابا فكأنما صام الدهر.
فرب العزة ــــ جلّ في علاه ــــ يقول في الحديث القدسي على لسان حبيبه ــ صلى الله عليه وسلم:
"كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به".
اللهم أجعلنا من صيّامِ أيامه، ومن قيّامِ لياليه..
ومع ما لرمضان من روحانيات. ألا يحقّ للمرء أن يسأل:
فهل على الفردِ أن ينتظرَ رمضان ليكونَ في معية الله؟
وهل يجوز لنا أن نؤذيَ غيرنا باليد واللسان، ثمّ ننتظر التسامح في شهر رمضان؟.
وكيف يكون إسلامنا في الشهور الأخرى؟
وبالمناسبة كذلك، أريد أن أتوسع في الكلام حتى خارج الشهر الكريم، حيث الحديث وإياكم يقود إلى:
( الإيمان والعمل).
أنتم تعلمون أكثر مني أن جلّ آي الذكر الحكيم تتكلم عن الإيمان وإلاّ واقتُرِنت بالعمل
وخصوصًا الأعمال الصالحات.
وعليه. جاز للمرء أن يستفسر ويتساءل:.
أ يكونُ المسلم عابدًا؟ أم يكون عاملاً ؟
هناك من الناس؛ وحتى بعض " العلماء" ــــ إلاّ مَن رحِم ربي ــــ ليلقيَ بعض الكلام على عواهنه، ثم ليقول لك:

" حسب رأيي" دون أن يستند على ما قال به لا رب العزة، ولا على ما جاءت السنة المطهرة، ولا حتى ما قال به
السلف الصالح سواء من الصحابة أو التابعين ـــــ رضي الله عنهم جميعًا ــــ ولا من أقوال أئمة المسلمين الكبار.
وعليه فالكلام معكم يكون كما يلي:
قال تعالى:
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم

وليمكّننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا
ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون" [سورة النور: آية 55]
وقد أشار أهل العلم على ضوء هذه الآية الكريمة.
أن نجاح استخلاف الإنسان في الأرض، والتمكين فيها، لا يتأتّى ذلك إلاّ من جمع بين الإيمان والعمل الصالح

ثم لنرى رسول الله كيف ربط بين العبادة والعمل.
ففي سنن الترمذي ..
"كان أخوان على عهد النبى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والأخر
يحترف – يعنى يعمل – فشكى المحترف أخاه إلى النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ فقال له : لعلك ترزق به"
ثم إنّه صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته "
لأجل ذلك فإن هناك من العلماء مَن ذهب على أنه ما من مسلم يعمل أي عمل فيه من الإباحة يريد به
النفقة على عياله كان ذلك وكأنه من العابدين لله، لأنه لو قصّر في جلب الرزق لزوجه وأولاده وضيّعهم
فإنه يكون آثمًا.
فمن جهة العبادة لنا أن نقرأ ما حث عليه رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أصحابه ـــ رضي الله عنهم ـــ
حيث أنه قال لهم مرة:
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانا"
أما عن العمل فيكفي أن نقرأ ما قاله صلى الله عليه وسلم :
" لأن يأخذ أحدكم أحبله ‏ثمّ يأتي الجبل فيأتي بحزمةٍ من حطب على ظهره، فيبيعها،
فيكفّ الله بها وجهه خيرٌ له من أن يسأل الناس ‏أعطوه أو منعوه"

وعليه بات لي أن أقول: لا يكون المسلم عابدًا إلاّ إذا كان عاملاً، كما أنه لا يثاب على عمله،

إلاّ إذا مؤمنًا موحّدًا عابدًا
هذا ما أطمئن إليه فيما يخص معيّة الله سواء في رمضان أو في غيره من شهور السنة،

وكذلك الإيمان والعمل.
نسأل الله التّوفيق
تحياتي











رد مع اقتباس