منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-04, 04:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يعني كون الكافر فكاك المسلم من النار أن النار لا يدخلها قط أحد من المسلمين ؟

السؤال

لدي سؤال عن حديث قرأته وكنت أتساءل عن شخص يشرحه شرحا مفصلا ، وهل يقصد بذلك الحديث أنه لن يدخل النار مسلم قط ؟

والحديث كالتالي :

روى أبو بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا

فَيَقُولُ : هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ ). وكان سعيد بن أبي بردة قد حدَّث بهذا الحديث أمام عمر بن عبد العزيز ، فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قال : فحلف له " .


الجواب

الحمد لله

روى مسلم (2767) عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، دَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا ، فَيَقُولُ : هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ )

وفي رواية له أيضا (2767) عن أبي بُرْدَةَ أنه حدث عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ، يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا )

قَالَ: فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَحَلَفَ لَهُ ".

وروى ابن ماجة (4341) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلَانِ : مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ

وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا مَاتَ ، فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) ).

وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

قال النووي رحمه الله :

" ( الْفَكَاك ): الْخَلَاص وَالْفِدَاء . وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيث مَا جَاءَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : لِكُلِّ أَحَد مَنْزِل فِي الْجَنَّة وَمَنْزِل فِي النَّار ؛ فَالْمُؤْمِن إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة : خَلَفَه الْكَافِر فِي النَّار لِاسْتِحْقَاقِهِ ذَلِكَ بِكُفْرِهِ

مَعْنَى ( فَكَاكك مِنْ النَّار ) أَنَّك كُنْت مُعَرَّضًا لِدُخُولِ النَّار , وَهَذَا فَكَاكك ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَدَّرَ لَهَا عَدَدًا يَمْلَؤُهَا , فَإِذَا دَخَلَهَا الْكُفَّار بِكُفْرِهِمْ وَذُنُوبهمْ ، صَارُوا فِي مَعْنَى الْفَكَاك لِلْمُسْلِمِينَ "

انتهى من " شرح مسلم للنووى" (17/85) .

وقَالَ الْقَاضِي عياض رَحِمَهُ اللَّهُ :

" لَمَّا كَانَ لِكُلِّ مُكَلَّفٍ مَقْعَدٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدٌ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ آمَنَ حَقَّ الْإِيمَانِ بُدِّلَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ بِمَقْعَدٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَبِالْعَكْسِ

كَانَتِ الْكَفَرَةُ كَالْخَلَفِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي مَقَاعِدِهِمْ مِنَ النَّارِ ، وَالنَّائِبِ مَنَابَهُمْ فِيهَا، وَأَيْضًا لَمَّا سَبَقَ الْقَسَمُ الْإِلَهِيُّ بِمَلْءِ جَهَنَّمَ ، كَانَ مَلْؤُهَا مِنَ الْكُفَّارِ خَلَاصًا لِلْمُؤْمِنِينَ وَنَجَاةً لَهُمْ مِنَ النَّارِ، فَهُمْ فِي ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَالْفِدَاءِ وَالْفِكَاكِ

وَلَعَلَّ تَخْصِيصَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِالذِّكْرِ ; لِاشْتِهَارِهِمَا بِمُضَادَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَمُقَابَلَتِهِمَا إِيَّاهُمْ فِي تَصْدِيقِ الرَّسُولِ الْمُقْتَضِي لِنَجَاتِهِمْ "

انتهى من "مرقاة المفاتيح" (8/ 3525) .

وحاصل ذلك كله :

أن لكل مسلم يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، يكون فكاكه من النار ، ولا يخالف ذلك دخول بعض عصاة المسلمين النار بذنوبهم ليطهرهم الله منها ؛ لأنهم يدخلونها

ثم يخرجون منها برحمة الله ، ثم يدخلون الجنة ، فيرثون مقاعد الكفار فيها ؛ لأن الله حرمها على الكافرين .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( دَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ ) يدل على أن هذا الفضل يعم كل المسلمين دون استثناء أحد منهم

لأن الفكاك هو الخلاص كما تقدم ، والخلاص يكون لكل مسلم ، ولا ينافي ذلك دخوله النار ؛ لأن دخوله إياها يكون دخول تطهير .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فالجنة لا يدخلها خبيث ، ولا من فيه شيء من الخبث ، فمن تطهر في الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته : دخلها بغير معوق ، ومن لم يتطهر في الدنيا ، فإن كانت نجاسته عينية كالكافر : لم يدخلها بحال

وإن كانت نجاسته كسبية عارضة : دخلها بعد ما يتطهر في النار من تلك النجاسة ، ثم يخرج منها "

انتهى من "إغاثة اللهفان" (1/ 56) .

ولذلك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ نَفَعَتْهُ يَوْمًا مِنْ دَهْرِهِ ، أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ )

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6396) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1525) .

والله تعالى أعلم .


اخوة الاسلام

و لنا عوده لاستكمال مزيد من التوضيح









رد مع اقتباس