منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اريد مسرحية بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-11-29, 09:42   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
dahmou
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مسرحية للأطفال

.................................................. .................
المشهد الأول
( مجموعة من الطلاب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والخامسة
عشرة على خشبة المسرح يخلعون لباسهم المدرسي ويرتدون أزياء مسرحية
تعبر عن عصور مختلفة
البعض يقوم بعمليات المكياج .. وآخرون يتدربون على أدوارهم بصوت مرتفع
الأستاذ المخرج يحمل النص المسرحي ويتجول بينهم ويوجه ملاحظاته
أحد الطلاب : ( وهو يتأمل بنطال الجينز الذي بيده يسأل المخرج مستغربا )
أمن الممكن أن أبرهة الحبشي كان يرتدي مثل هذا البنطال ؟!!!!
(يدخل المدير من الباب الخلفي لصالة المسرح )
المخرج : ( بصوت مرتفع ) قيام .. لقد جاء المدير
( يسود الصمت و يقف الأطفال احتراما لدخول المدير الذي يقترب من الخشبة )
المدير : ( يوجه كلامه للطلاب ) جزاكم الله كل خير .. إنشاء الله جاهزون لتقديم المسرحية ؟
الطلاب : جاهزون
المدير : أريد أن أخبركم خبرا يفرحكم جميعا .. غدا سيحضر المسرحية وزير الثقافة
ووعدني إذا أعجبته المسرحية سنشارك وسنقدمها في كل العواصم العربية وفي مهرجان
القاهرة ودمشق ودبي ... ( يقفز الأطفال فرحا وهم يهللون ويتعانقون )
المدير : يا الله .. شدوا حالكم وبيضوا وجوهنا ...
يا الله تابعوا وأنا راح أحضر البروفة
( يجلس المدير على أحد الكراسي في صالة المسرح )
المخرج : يا الله استعدوا ( ينادي وهو ينظر إلى الكنترول ) أحمد جاهز ؟
أحمد : ( نسمع صوته من الكنترول ) جاهز يا أستاذ
المخرج : ( ما يزال ينظر إلى الكنترول ) خالد جاهز ؟
خالد : ( نسمع صوته من الكنترول ) جاهز يا أستاذ
المخرج : إظلام ... بروفة
( يجتمع الأطفال وهم يعرفون عن نفسهم وعن الأدوار التي سيمثلونها )
سعيد : أنا سعيد من الصف السابع سأمثل دور أبرهة الحبشي . . وأبرهة هو الذي حاول هدم الكعبة
وقد سمي ذاك العام بعام الفيل .. ويقال أنه العام ذاته الذي ولد في الرسول صلى الله عليه وسلم
خالد : أنا خالد من الصف الثامن أقوم بدور مستشار الملك أبرهة .. وهذا الرجل يكن الكره للعرب ويتمنى
هزيمتهم ويكيد من أجل محاربتهم .. إلا أنه كما يقول المثل : كيدهم في نحرهم ..
أي يصيبهم بلاؤهم
منير : أما أنا فمنير وسألعب دور وزير أبرهة وهو رجل يمتاز برجاحة العقل والاعتدال
سمير : اسمي سمير وسأقوم بدور قائد جيش أبرهة ...
ومهمتي بسيطة ولا تحتاج لشرح .. وهي تشبه الكثير من القادة غير الأكفاء
مسعود : أنا مسعود وسأمثل دور عبد المطلب وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم ..
لكن الأحداث التي سنقوم بتشخيصها تقع قبل ولادة سيد الخلق ..
وأشهر ما قاله عبد المطلب حين حاول أبرهة هدم الكعبة : أنا رب الإبل وللكعبة ربها
أيمن : أنا أيمن سأقوم بدور ورقة بن نوفل وهو أحد الأحناف الذين عاشوا في مكة ويخطئ من يعتقد
أن ورقة بن نوفل كان نصرانيا بل كان على دين نبينا إبراهيم عليه السلام حنيفا
مثل صديقيه قس بن ساعدة وزيد بن نوفيل
وورقة هو أول رجل آمن بالرسول قبل البعثة فحين رأي ورقة الرسول ورأى علامة النبوة
قال أشهد أنك أحمد وأشهد أنك محمد وأشهد أنك رسول الله
ولكن ورقة مات قبل البعثة وحين سئل عنه الرسول قال إنه في الجنة يلبس السندس
حمد : أنا حمد وسأمثل دور الحنيف الثاني الذي هو قس بن ساعدة وأشهر ما قاله قس بن ساعدة
: إذا رأيت حربا جبانها يجرؤ وشجاعها يجبن وخسيس المحتد يتحكم فيها بكريم المحتد ففرّ منها
وترقب الأحداث ترى أن في الأمر خيانة ...
معاذ : وأنا معاذ سأمثل دور زيد بن نفيل وهو الحنيف الثالث كما أنه عم الخليفة عمر بن الخطاب
وهو الذي قال عنه الرسول : صلى الله عليه وسلم .. رحمه الله.. لقد مات على دين إبراهيم
ولقد رأيته في الجنــة يسحب ذيولا… ويبعث يوم القيامة أمة وحده
فيما بيني وبين عيسى عليه السلام… سيبعث لوحده أمة
( يردد الأطفال جميعا : سيبعث أمة وحده )
( نسمع صوت الموسيقى و الأطفال يرتبون قطع الديكور
ليكون المكان أقرب لعرش الملك )
( نجد ثلاثة أطفال يرتدون اللباس العسكري الخاص بالمارينز يجلسون جانب العرش
وهم سيمثلون دور الوزير والمستشار وقائد الجيش ..
ثم نسمع صوتا مدويا من الخارج يعلن عن قدوم الملك )
الصوت : لقد جاء الملك أبرهة ( يقف الأطفال الثلاثة الذين كانوا جالسين عند العرش
ويدخل الطفل الذي يمثل دور الملك أبرهة وهو طفل وسيم .. أشقر .. عيونه ملونة
يرتدي ثياب المارينز يتحرك بخطوات عسكرية وعلى إيقاع الطبل ليجلس على العرش )
أبرهة : ( وبعد أن جلس على العرش يحدث حاشيته )
أنتم تعرفون لما استدعيتكم في هذا اليوم العصيب الذي تمر به بلادنا
حيث قام رجل من بني كنانة بالتبول عنوة في القليس الذي يشكل أحد أهم مقدساتنا ..
لذا فأنا أستشيركم فيم نفعله
المستشار : اقترح يا جلالة الملك أن نرسل لهم رجلا يدنس مقدساتهم
القائد : يجب أن نحاربهم في عقر دارهم ونلقن العرب درسا لا ينسونه أبدا ..
المستشار : نعم يا جلالة الملك ... الحرب خير ما نرد به عليهم
الوزير : أيها الملك إن ما فعله الرجل الكناني يعتبر تصرفا أرعن وهو لا يمثل إلا نفسه ..
ومن الممكن أن نمسك بهذا الرجل ونحاسبه
فلا يمكن أن نحارب القبائل العربية كلها لأن رجلا بال على جدار القليس
أبرهة : هذا الرجل مدسوس من قبل القبائل العربية التي تسكن اليمن ومكة
ليقللوا من قدر القليس الذي جلبنا له من قصر بلقيس رخاما،
وأحجارا، وأمتعة عظيمة، ووضعنا فيه صلبانا من ذهب وجعلنا فيه منابر من عاج وأبنوس
المستشار : نعم يا مولاي .. وحتى بنينا القليس بذلنا الغالي والرخيص
وقد ذللنا أهل اليمن في بناء هذه الكنيسة وسخرناهم فيها
وكان من تأخر عن العمل حتى تطلع الشمس تقطع يده لا محالة .. لقد تعبنا وسهرنا
ولو لم نفعل ذلك لما بنيناها .. وبعد كل هذا التعب يأتي كناني ويبــو ..
لا أستطيع حتى أن ألفظ الكلمة
الوزير : وما حاجتنا للقليس يا سيدي ولدينا العديد من القصور
أبرهة : معقول ؟؟!!!.. إنك لا تفهم ... بنينا القليس لنصرف حج العرب عن كعبتهم ويأتوا إلينا ..
الوزير : وهذا ما جعل الرجل الكناني يتبول في القليس لأن العرب عرفوا ما تنويه
القائد : إذن نحاربهم يا جلالة الملك
المستشار : نحاربهم وندمرهم تدميرا .. كي لا تقوم لهم قائمة بعد الآن
الوزير : أنتم تتحدثون عن الحرب وعن ضرورة نشوبها بين بلادنا الحبشة وبين القبائل
العربية .. أتعرفون ما تجره الحرب على بلادنا وعلى بلادهم من الخراب والدمار
وعلى الرجال الذين سيموتون ويخلفون عوائل متشردة ونساء ثكالى ؟
القائد : كأنك يا وزير القصر .. تريدنا أن نسكت وقد أهان العرب من قدر مليكنا
الوزير : لا أحد حط من قدر مليكنا يا قائد الجيش ..
قلت لكم مجرد رجل أرعن لا يعبر إلا عن نفسه
القائد : وأين هو الرجل الآن ؟ .. إنه في مكة ..
ذهب إلى القادة الذين طلبوا منه أن يفعل فعلته
الوزير : إذن علينا أن نطلب من أشراف مكة تسليمنا الرجل ونحاكمه على فعلته فلا يمكن
أن نحارب بلادا بأكملها من أجل تصرف رجل أرعن .. فلا تزر وازرة وزر أخرى ..
( يوجه كلامه لأبرهة ) ما تقول في اقتراحي يا جلالة الملك ؟
أبرهة : أيستطيع جيشك محاربة القبائل العربية كلها يا قائد الجيش .. ؟
القائد : ولماذا نقاتل كل هذه القبائل يا مولاي ؟ .. فما يهمنا الإغارة على الكعبة وليس القبائل العربية
أبرهة : وهذا ما قصدته .. فحتى تصل الكعبة ستلاقيك وتحاربك
كل القبائل العربية التي على طريقنا .. ناهيك عن القبائل التي تسكن مكة
الوزير : كما قلت لك يا سيدي .. نبعث خلف الرجل ونحاسبه فلا طاقة لنا بالحرب
أبرهة : اسمع أيها الوزير .. لا يهمني ما فعله الرجل في القليس .. سواء بال أو فعل فاحشة أو أسوأ ..
أنا أريد الكعبة وأحلم بهدمها مذ كنت صغيرا وقد سنحت الفرصة لنا ..
والرجل ليس إلا ذريعة لتبرير حربنا على القبائل العربية .
فالكعبة أصبحت مركز الدنيا للحج والتجارة وبعد هدمنا الكعبة
سيتحول الناس للحج في القليس الذي بنيته
وبالتالي سيمر طريق التجارة من بلادنا
المستشار : المهم يا سيدي حتى تصل للكعبة علينا أن ننتصر على العرب المتواجدين
في مكة وخارجها ولن يكون ذلك إلا إذا فرقتهم .
لان العرب إذا اجتمعوا لن تكون أية قوة قادرة على هزمهم
الوزير : كيف تفرقهم وأنت ذاهب لهدم أهم مقدساتهم وهذه كفيلة بأن توحد القبائل العربية كلها
لتقف بوجهك لما يكنونه للكعبة من ولاء وحب
المستشار : سنعمل على تفرقتهم ... وهذا دوري
أبرهة : كيف أيها المستشار ؟
المستشار : نزرع الضغينة فيما بينهم .. ونقدم الهدايا والأعطيات لمن يحالفنا ..
الوزير : ومن ذاك الذي يستطيع أن يتوغل في القبائل العربية و يزرع الفتنة بينها
في هذه العجالة وليس لنا حلفاء في الأراضي العربية ؟!
قائد الجيش : نجري مباراة لكرة القدم بين القبائل العربية
( يضحك الجميع بما فيهم المخرج والمدير يضحك على مضض )
المستشار : اليهود ..نترك لليهود أمر إثارة الفتن بين القبائل العربية ..
فاليهود يكرهون العرب وهم يسكنون معهم .
أبرهة : بالفعل .. اليهود .. وصراحة الحق على القبائل العربية التي لم تطردهم
أنا استغرب كيف لم يطردوا اليهود حتى الآن
المستشار : من صالحنا ... المهم أن اليهود المتواجدين في الجزيرة العربية
سيكونون خير معين لنا
إضافة أن لدي بعض الاتصالات الآن مع أبي رغال العربي ..
ليكون دليلنا في الذهاب إلى مكة
أبرهة : أبو رغال .. يعمل معنا ؟؟!!!... معقول أيخون العربي بلده وأهله ؟؟؟؟!!!!!!
المستشار : لا أعتقد أن أصوله عربية
أبرهة : أنت داهية يا مستشاري
المستشار : نحن طوع أوامرك يا مولاي .. وقد أعددت مذكرة لكل المعنيين كي يؤازرونا
في الحرب على القبائل العربية .. إن سمحت لي أن أقرأها
أبرهة : اقرأ يا مستشاري
المستشار : ( يخرج ورقة ويقرأ ) إلى النجاشي سيد الحبشة ومليكها ..
لقد بنى لك سيدي أبرهة قصرا لا مثيل له على وجه الأرض وسماه القليس
هدية منه لجلالتكم ولكن العرب الأشرار قد تآمروا وراحوا يدنسون القصر المعظم ..
لذلك قرر مولاي أبرهة محاسبتهم وشن الحرب عليهم وقطع دابرهم .
لأن المحاولة كانت تدنيس القصر وتفجيره لولا أن قواتنا الخاصة كانت على أهبة الاستعداد
و أثبطت محاولة تخريب وتفجير الأماكن المقدسة وقد اعترف المخربون الذين اعتقلناهم
بمسؤوليتهم عن كل عمليات التخريب والتفجير التي حدثت في الحبشة وفي العالم كله
وأن القبائل العربية هي التي تقوم بدعمهم
لذلك نتأمل من جلالتكم مباركة حربنا ومطالبة مجلس الأمن بالوقوف معنا
في حربنا ضد التخريب
المدير : ( يقف ويصفق بسخرية معترضا وهو يحاول إيقاف البروفة ) يكفي يكفي ..
ما هذا يا أستاذ ..؟!.. قنابل وأمم متحدة .. هذه المسرحية بالعصر الجاهلي يا أستاذ ..
فمن أين أحضرت القنابل والمتفجرات ..؟ و الأمم المتحدة ..؟
المخرج : تقصدت ذلك يا حضرة المدير من أجل إعطاء المسرحية صفة المعاصرة
المدير : لا حبيبي لا نريد معاصرة ولا غيرها ... احذف هذي الجمل كلها .. قنابل ومتفجرات وصواريخ
.. يا أخي في ذاك العصر كانوا يقاتلون بسيوف .. سيوف وخناجر ورماح لم يبق إلا أن
تجعل الأحباش يحاربون بدبابات الميركافا ويرسلون صواريخ عابرة للقارات كي يهدموا الكعبة.
ومجلس أمن ؟!... يا أخي من أين أتيت بمجلس الأمن ..؟!
قل مجلس عشائر .. مجلس شيوخ ..( متراجعا ) لا.. حتى مجلس الشيوخ لا تقترب حوله ..
خلينا بالعشائر
المخرج : ولكن يا حضرة المدير ...
المدير : ( يقاطعه ويحدثه بلهجة آمرة ) احذفها يعني احذفها .. هات النص
( يأخذ النص من المخرج ويبحث عن الحوار وهو يخاطب نفسه ) أين .. أين ..
آها .. هنا .. ( يمسك قلما ويشطب ) وهذه حذفناها ..
( وكأنه اكتشف شيئا )
يا أستاذ أنت لا تقرأ التاريخ .. ألا تعرف أن أبرهة أسود حبشي .. حبشي يا شيخ ..
وأنت أعطيت الدور لطالب أشقر .. وعيناه خضراوان .. اطله بدهان أسود بقار ..
واللباس ؟!... أهذا لباس الأحباش ؟!... اطلع جيدا يا أخي على التاريخ ..
ومن ثم قم بإخراج المسرحيات التاريخية .. وإذا لم تكن تعرف .. اسألني ..
( يمزق بعض الأوراق من النص ) هذا المشهد ملغى ... لنر غيره
إظلام
.................................................. .............
المشهد الثاني
( في هذا المشهد نرى أربعة أطفال يمثل كل واحد منهم دور قس بن ساعدة
وورقة بن نوفل وزيد بن نفيل مع عبد المطلب وهم يرتدون الثياب العربية لذاك العصر )
عبد المطلب : أهلا بالأحناف الثلاثة
ورقة : ما الذي تعرفه عنا يا عبد المطلب ؟
عبد المطلب : كل خير .. الزهد والتقوى والوفاء والصدق .. فأما أنت يا ورقة بن نوفل ..
نعم الصاحب الصادق .. وأما أنت يا زيد بن نفيل نعم الرجل الفصيح الصادق
وأما أنت يا قس الأيادي فما عرفت من لسانك إلا الصدق والفصاحة
زيد : طالما أجمعت على صدق ما نقوله فلدينا ما نخبرك به
عبد المطلب : تكلموا
زيد : ليتكلم ورقة بن نوفل فهو أول من وصله الخبر
ورقة : بل تكلم أنت يا قس
قس : اترك الحديث لمن هو أفصحنا لسانا ليعبر عن المصيبة بكلمات أقل وقعا وقسوة
عبد المطلب : ما بكم ..؟ لقد أقلقتموني .. تكلموا .. تكلم يا زيد
زيد : صراحة يا سيد قريش إن أبرهة وجنوده يتهيئون لهدم الكعبة
عبد المطلب : ( يضحك بعمق ) أهذا ما يخيفكم ؟
ورقة : لا يخيفنا بل يزرع بنا الأسى يا عبد المطلب .. إننا نتحدث عن بيت الله الواحد الأحد
الذي بناه أبونا ونبينا إبراهيم وإسماعيل .. وأراك تضحك !!!!!
عبد المطلب : لقد حاول غيرهم كثير وردوا خائبين ..
ورقة : نعم حاول غيره .. ولكن أبرهة بين ليلة وضحاها سيصل مكة
عبد المطلب : منك تعلمت يا ورقة أن نبيك إبراهيم قد دعا ربه أن يكون هذا البلد آمنا ..
فما الذي يقلقكم ؟
ورقة : نعم أنا الذي أخبرتكم به ...
عبد المطلب : إذن سيمنعهم ربك عنه .. وسيتوهون كما تاه غيرهم
قس : ولكن أبرهة استعان بأدلاء عرب للوصول إلى مكة
زيد : لقد جند لذلك أبا رغال مقابل أن تكون ماء زمزم لأبي رغال يبيع ماءها لمن يشاء
عبد المطلب : إن كان أبو رغال قد خان العرب ووضع يده في يد أبرهة فسترجمه العرب كما رجم جده
وسيذكر التاريخ ألف أبي رغال وإن اختلفوا في الشكل
وسيأتي أبو رغال آخر يضع يده في يد أعداء الأمة ومن صفاته انه يلبس نظارات ريبان
وصدره موسم بالنياشين ويركب سيارة جاكوار
قس : تعرف أكثر مما نعرف يا عبد المطلب !!
عبد المطلب : أنا سيد قومي وسيد القوم يا قس يجب أن يكون عارفا
زيد : هذا يطمئن بأنك جهزت نفسك وقومك لملاقاة أبرهة في الدفاع عن الكعبة
عبد المطلب : كيف تكونون أحنافا تؤمنون بالله ولا تؤمنون أن ربكم قادر على حمايتها
ورقة : بلى قادر ولكنه يسخر جنوده الذين في السماء والأرض لحمايتها
ونحن جنوده الذين على الأرض
عبد المطلب : وان عجزنا ... ما الذي يفعله الرب ربكم رب إبراهيم وموسى وعيسى ..؟!
قس : ولكن إن لم ندافع عنها ونقف مكتوفي الأيدي سنكون مع الفئة الباغية
عبد المطلب : لا تقلق يا قس .. لن نقف مكتوفي الأيدي
ورقة : ولكني لا أراك تجند أهلك وعشيرتك للوغى
عبد المطلب : العرب لا يستعدون لملاقاة من يأتيهم بالسيوف والنبال إلا إذا ..
ورقة : ( يقاطعه ) أبرهة سيأتي محاربا وليس ضيفا يا سيد قريش
عبد المطلب : ننتظر قدومهم ودخولهم فان جاؤوا لزيارة مكة أضفناهم وان أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فعليها
زيد : لن تلحق يا عبد المطلب فقد يغيرون على مكة خلسة أو في جوف الليل
عبد المطلب : اذهبوا للكعبة وطوفوا حولها .. ستجدون السلام مكتوب على أبوابها ..
وأنا لا أحارب إلا من يرفع علي سيفه أولا
المدير : ( يصفق مقاطعا ) رائع ... هذا مشهد رائع ..
ولكن احذف منه نظارات الريبان وسيارة الجاكوار ...
( يتابع في النص الذي بيده ويمزق ورقة منه ... ) لقد حذفناها .... تابعوا
إظلام
.................................................. .......
المشهد الثالث
( في الطريق .. الليل .. صوت القنابل والمتفجرات وأضواء اللهب تكشف الخوف
والرجال الهاربة وجثث الموتى
( أبرهة يلهث من التعب والخوف ويختبئ خلف صخرة وهو يمسك بنطاله حيث ندرك أنه يريد
أن يتبول يلاحقه مستشاره وهو يحمل صرة ملفوفة )
أبرهة : يا مستشاري
المستشار : نعم يا مولاي
أبرهة : محصور يا مستشاري
المستشار : كلنا محصورون يا سيدي
أبرهة : لم تفهم قصدي .. محصور يعني أريد أن أتبول
المستشار : ما الذي يمنعك يا سيدي ؟
أبرهة : أخاف من قذيفة طائشة عمياء تقصم ظهري وأنا أتبول
المستشار : لا تخف يا سيدي .. سأجمع لك الجنود ليحيطوا بك وأنت تتبول
أبرهة : ( وقد راح يعتصر ويتلوى لشدة حاجته للتبول وسأل المستشار مستنكرا )
ويراني جنودي وأنا أتبول ؟؟!!!!!
المستشار : أفضل من أن تموت يا سيدي وأنت تتبول
أبرهة : ( نلاحظ أنه لم يعد يحتمل وهو يشد بنطاله بقوة ) لا .. لا .... لا ..
الملوك أمثالي لا تظهر عوراتهم
لجنودهم وعبيدهم .. ماذا سيقولون ؟ .. سيفضحونني يا مستشار
المستشار : نقطع ألسنتهم يا سيدي
أبرهة : ( تجحظ عيونه لشدة حاجته ) سيكتبون الرسائل
المستشار : نبتر أيديهم
أبرهة : ( لم يعد قادرا على الاحتمال إذ راح يحرك قدميه بسرعة وهو يقفز في مكانه ) اجلبهم ..
المستشار : حاضر يا سيدي ( يحاول الذهاب )
أبرهة : انتظر .. كم جنديا ستحظر ؟ ( ما يزال يقفز ويتلوى )
المستشار : ما يكفي لوضعك في حلقة لحمايتك من شظايا طائشة
أبرهة : عشرة . . أحضر عشرة يكفي ..
( يقفز وهو يمسك بنطاله بقوة ويكز على شفتيه من شدة الألم )
المستشار : حاضر يا سيدي
أبرهة : وبعد أن انتهي من التبول .. اقتلهم .. اقتلهم .. اقتلهم ( يرددها مع إيقاعات قفزاته )
المستشار : حاضر يا سيدي
أبرهة : ( لم يعد يحتمل وعلى ما يبدو أنه في إحدى قفزاته تبول في ثيابه ..
ينادي وهو يباعد بين رجليه مسترخيا ) أيها المستشار
المستشار : حاضر يا سيدي
أبرهة : لم يعد لي حاجة بهم .. فاذهب واجلب لي ثيابا جديدة ونظيفة
المستشار : ( يلقي لأبرهة الصرة التي في يده ) خذ يا سيدي ...
أبرهة : ( أبرهة يتناول الصرة ويفتحها ويخرج منها ثيابا جديدة
وهي مثل الثياب التي يرتديها لاعبو البيسبول
يبدأ بخلع ملابسه وارتداء الثياب الجديدة )
كنت تعرف أني سأفعلها لذلك جهزت ثيابي وأحضرتها قبل أن أطلبها
المستشار : لو لم أكن أعرف لما كنت مستشارك .. ثم أنها ليست المرة الأولى التي تفعلها يا سيدي
أبرهة : ( وبعد أن ارتدى ثيابه )
لقد قلت لي يا مستشاري .. إنه لن تقاتلنا القبائل العربية التي تقع على الطريق
بين اليمن ومكة
المستشار : كذب الجواسيس .. أو أن الأعطيات التي بعثناها لهم لم تكف
أبرهة : لو أنهم قالوا .. كنا أغدقنا عليهم العطاء ..
المستشار : قالوا يا سيدي .. إنهم يرفضون .. ولكني لم أكن أصدق ..
صراحة كذبت الجواسيس
أبرهة : كان عليك أن تطلعني لا أن تتصرف من تلقاء نفسك
المستشار : بسيطة يا مولاي .. لقد أصبحنا على مقربة من مكة
أبرهة : أصبحنا نعم ..ولكن كم خسرنا من الجنود والعتاد ؟
المستشار : فداك يا مولاي .. كل شيء يعوض
أبرهة : أرسل لي قائد الجيش
المستشار : مات يا سيدي
أبرهة : مات ؟!!!! كيف .. ؟
المستشار : أراد أن يعمل من نفسه بطلا .. وقف على التل وراح يحارب
أبرهة : منذ متى وقائد الجيش يحارب ؟!
المستشار : مجنون ... مجرد أن وقف على التل أكله التمساح
أبرهة : تمساح ونحن في الصحراء ..؟!!!!
المستشار : ألا تصدقني ؟
أبرهة : بلى ... ولكن أرأيت التمساح ؟
المستشار : وسمعت صوته
أبرهة : تمساح .. يعني تمساح ؟
المستشار : تمساح يا مولاي .. هذا الذي له أجنحة وبطاريات ...
أبرهة : وسمعت صوته وهو يقول عو عو ؟
المستشار : التمساح يا سيدي لا يقول عو عو.. بل يقول نو نو
أبرهة : هذا ليس تمساحا ... إنه دلفين
المستشار : يا سيدي تمساح .. تمساح .. لاكوست ..
أبرهة : وما يزال التمساح موجودا ؟
المستشار : مات يا مولاي
أبرهة : التمساح؟!!
المستشار : نعم يا سيدي التمساح مات بالتخمة بعد أن أكل الكثير من الجنود مع القائد
والحمد للرب أنه مات وإلا لأكلنا التمساح
أبرهة : وكم ترك لنا من الجنود هذا التمساح ؟
المستشار : حرسك الخاص وعشرة دبابات من الفيلة مع سائسيهم
أبرهة : فقط؟
المستشار : فقط يا سيدي ولكن لا تقلق فنحن على مشارف مكة
أبرهة : على مشارفها بدون جيش .. ودون قائده حتى .. فمن يقود الجيش إذن ؟!!!
المستشار : أبو القمل ( متداركا ) أقصد الجندي الذي قلدتموه وسام البطولة البارحة
لأنه استطاع أن يخلص سيادتكم من كل القمل الذي احتل رأس سيادتكم
أبرهة : يكفي ... يكفي
المستشار : إن لم تكن راضيا عن أبي القمل فلدينا أبو الخنفساء الذي قلدتموه ..
أبرهة : ( مقاطعا ) يكفي .. أبهؤلاء نستطيع أن نهدم الكعبة ؟؟!!!
المستشار : لن يعرف العرب هزال جيشنا وطالما معنا الفيلة سيهابونا
وهم بكل الأحوال لا يعرفون كم تبقى من رجالنا ..
سنعسكر في البدء حول شعاب مكة ثم نطلب المعونة من اليهود ..
واليهود سينصروننا يا سيدي لأنهم يحقدون على العرب
أبرهة : خذ يا مستشاري هذه الثياب واحرقها ( يعطيه ثيابه التي تبول فيها )
المستشار : حاضر يا سيدي
أبرهة : عيب .. عيب يا مستشاري .. لا أريد أن يرى أحد ثيابي تنضح منها رائحة البول
المستشار : ( يأخذ الثياب ويضعها على الأرض ليحرقها ) طبعا عيب يا سيدي عيب
أبرهة : عيب
المستشار : ( يقوم بحرق الثياب ويدور هو و أبرهة حول النار ) عيب
أبرهة : عيب .. قلنا عيب
المستشار : عيب والله عيب
أبرهة : خلاص عيب ويكفي .. ( ما يزالان يدوران حول النار وهما يكرران كلمة عيب
وأعينهما مغمضة .. حتى تتحول الكلمة إلى نشيد فيدخل أحد الجنود ينظر إليهما وينادي )
الجندي : أيها الجنود تعالوا ادعوا وابتهلوا فالملك يدعو أسياده ويتضرع إليهم كي ينصرونا على العرب
( ينظم الجندي إليهما وهو يردد نفس الكلمة ثم ينظم العديد من الجنود ويدور الجميع حول النار
وهم يرددون إنشادا كلمة عيب .. عيب .. عيب ..)
المدير : ( مقاطعا ) والله بالفعل عيب .. هذا مشهد مسخرة
احذفه كله ... عيب يا شيخ ... عيب
إظلام
....................... ................................
المشهد الرابع
في الليل
( أمام الكعبة .. حيث يضع التلاميذ مجسما للكعبة الشريفة في مؤخرة المسرح )
( عبد المطلب يجتمع بقومه ومعه كل من ورقة وقس وزيد )
( ثرثرة ولغط وثمة يهودي نعرفه من لباسه وقبعته المميزة ..
حيث يتسلل اليهودي بين الجموع وهو يسأل بخبث )
اليهودي : ما الذي يريده عبد المطلب في هذا الوقت المتأخر من الليل يا الحارث ؟
الحارث : والله لا أعلم .. لقد قرعوا أبوابنا وهم يقولون استيقظوا .. سيد قريش يريدكم لأمر جلل
اليهودي : ( بخبث ) جلل .. من سيده على قريش ليوقظ الناس من نومها وهنائها ؟؟!!!
( ثم ينتقل إلى شخص آخر ويحدثه ) .. عبد المطلب يتسلى بالناس ..
أرقه الليل فيريد أن يؤرق الناس معه ( ثم ينتقل لآخر ) سيد القوم ..
لو كان بالفعل سيد القوم لما احتاج لإيقاظنا .. أليس كذلك ..؟
وائل : لو لم يكن الأمر مهما لما أيقظنا
اليهودي : ليس مهما يا صاحبي .. كل ما في الأمر أن أبرهة الحبشي وجنوده قد أخذوا مائتي
ناقة من حلال عبد المطلب ويريد منكم أن تقاتلوا أبرهة كي يسترد حلاله
وائل : هذا ظلم واللات والعزة ظلم ...
اليهودي : ( يشحن وائلا ) اصرخ
وائل : هذا ظلم
اليهودي : استنكر
وائل : واللات ظلم
اليهودي : ندد
وائل : يكفي يا ناس ..
اليهودي : ارفع صوتك ... أسكتهم ليسمعوك
وائل : يا ناس
اليهودي : ارفع صوتك
وائل : ( ينادي بأعلى صوته ) يا قوم ( يصمت الجميع )
اليهودي : ( يهمس لوائل ) أخبرهم بما يريده عبد المطلب ..
عبد المطلب : ما بك يا وائل ؟
اليهودي : ( يهمس لوائل ) واجهه بفعلته الدنيئة
وائل : ( مرتبكا ) في الحقيقة يا سيد القوم ..
اليهودي : ( يهمس ) أنت ابن أمية يا وائل ... لا تتردد .. أفصح عما في نفسك .. إنها لحظتك ..
حين يسمعك القوم يدركون أنك نبيه وفطن وستكون سيد قومك
عبد المطلب : لماذا صمت يا وائل ... ؟
وائل : لا شيء ... كنت أهتف ... نحن فداك يا سيد القوم
اليهودي : خسئا يا جبان .( يتركه إلا أنه يظل بين الحشد ) ..
عبد المطلب : ( يتوسط القوم ويخطب بهم ) في زمن الرومان حين غضب اغسطس من سيطرة
العرب على التجارة المتبادلة بين مصر والهند سار جيش بقيادة جاليوس للاستيلاء على
مأرب وأضل الأدلاء العرب الفيالق الرومانية وأهلكهم الحر والمرض
وهذه المرة الأحباش وضعوا ذريعة ليس من أجل هدم الكعبة فقط بل يريدون
بذلك إبادتنا والسيطرة على بلادنا وخيراتنا
وائل : نحن رهن ما تشاءه يا سيد قريش
عبد المطلب : إن جاؤوا لحربنا فلا أحد يدافع عن أرضنا وعرضنا سوانا وان أرادوا السلم
فليس من أمة أكرم منا ضيافة
ورقة : وان جاؤوا لهدم بيت الله
عبد المطلب : ( يصمت لا يجيب ولكنه ينظر إلى ورقة )
ورقة : لماذا سكت يا عبد المطلب ؟..
إذا كان الحبشي يقصد هدم بيت الله هل نقف مكتوفين أمامه وهو يهدم الكعبة التي
بناها نبينا إبراهيم وإسماعيل
عبد المطلب : اسمع يا ورقة يا بن نوفل .. إذا كان الحبشي يريد الكعبة
ورقة : نعم يا سيد قريش ... إنه يريد الكعبة وقد تحدثنا بذلك من قبل أن يتحرك أبرهة وكنت تقول
لن نحاربه إلا إذا حاربنا وها هو أبرهة وجيشه يحاصر مكة
عبد المطلب : أنت أعرف من الجميع بذلك أن لا أحد يستطيع أن يهدم الكعبة ...
من يستطيع أن يحارب الله يا بن نوفل ؟!!!
ورقة : صحيح يا عبد المطلب أن الكعبة محمية من الرب آمنة بدعاء أبي الأنبياء إبراهيم
ولكن ذلك لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يحاول هدمها
زيد : وقد آنت اللحظة التي ندافع بها عن بيت من بيوت الله
عبد المطلب : من يؤمن بالله يؤمن أن للكعبة رب يحميها
زيد : وإن قعدنا دون أن نلبي نداء الله سنكون مثل اليهود الذين قالوا
لنبيهم موسى اذهب أنت وربك وقاتلا إننا ها هنا قاعدون
عبد المطلب : لن نقعد ولكن لا أصدق أن الله بحاجة لنا كي نحمي وندافع عن بيته
الحارث : أتعتقد أننا قادرون على جيش أبرهة وهو يمتلك من القوة والعتاد ما ليس لدينا ؟
زيد : لدينا الله يا حارث .. الله معنا ومن كان معهم الله فلا غالب لهم
ورقة : ولديكم البشارة أيها العرب فمن صلب أبيكم إسماعيل سيأتي
نبيكم البشير نبيا كفلقة الصبح اسمه أحمد هذا ما هو مكتوب في التوراة والإنجيل
وقد اقتربت ساعة ولادته ..
ولا يمكن أن يكون الرجال الذين منهم سيأتي البشير غير قادرين على
حمايته وحماية بيت الله .. فانصروا الله كي يفتخر بكم نبيكم
اليهودي : لا حاجة لله بنا لكي ينتصر .. وإن أراد أن يجعل العرب خير الناس فلا أحد يثنيه عما
يريده وإن أراد هلاك هذه الأمة فلا راد لقضائه
زيد : إن الله يرث الأرض لمن يخلص له من عباده فلن تكون العرب خير البشر وسادتها
إن لم يخلصوا لله
اليهودي : ألست على دين أبرهة يا ورقة .. فكيف تريد أن تقاتله أم أن لك مآرب أخرى ؟
ورقة : اسمع أيها اليهودي .. أعتقد أن أحدا لم يدعك لاجتماع يخص القبائل العربية
اليهودي : يهودي .. أو مسيحي .. أو عربي .. هذا لا يعفيك من الإجابة عن سؤالي
.. أنت على دين أبرهة .. ولا يمكن أن تقاتله وكل ما تقوله هي ترهات وأكاذيب
.. تريد توريط القبائل العربية بحرب ليسوا أهلا لها وليست حربهم .. إن أبرهة جاء لهدم الكعبة
ولم يأت ليغزو العرب .. والأولى أن يحارب أبرهة صاحب الكعبة
وليس هؤلاء العرب المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة
ورقة : اسمع أيها اليهودي .. أولا أنا لست على دين أبرهة
اليهودي : أنت نصراني يا ورقة وأبرهة كذلك .. فلم تناور ؟
ورقة : ( مخاطبا قس بن ساعدة ) ما هو دينك يا قس ؟
قس : أنا ديني دين إبراهيم وإلهي إله إبراهيم
ورقة : وما هو دينك يا زيد ؟
زيد : أنا ديني الدين الحنيف .. دين إبراهيم وإلهي إله إبراهيم
ورقة : وأنا ديني دين زيد وإلهي إله زيد ..
نحن الأحناف الثلاثة الذين لا نعبد إلا الله وحده
اسمعوني أيها القوم من أراد أن يدافع عن بيت الله فليحمل سلاحه وليأت معي نسور
الكعبة بأجسادنا ومن أراد أن يدافع عن بيته وحلاله فليأخذ حلاله وليهرب
الحارث : ما الذي تقوله يا سد بني هااااااااااااااااشم ؟
عبد المطلب : أقول إن ورقة بن نوفل هو أعرفنا وقد أصدق القول ..
فخذوا مفتاح الكعبة .. الأطفال والنساء داخلها والرجال يتحلقون حولها .. وما يريده الله فليفعله
إظلام
......................................
المشهد الخامس
( في خيمة أبرهة .. عبد المطلب وورقة بن نوفل داخل الخيمة
وحارس من جيش أبرهة على باب الخيمة )
( ينشد عبد المطلب أبيات شعر كتبها لهذه المناسبة )
ورقة : نحن في خيمة أبرهة يا سيد قريش .. وإذا سمعك تقول هذه الأبيات يستنبط منها الخذلان
عبد المطلب : على العكس يا ورقة .. إنها رسالة إلى رب البيت ..
إذا أراد أن يعز بيته ينصرنا على أعدائه وإلا
ورقة : سينصرنا .. كن واثقا من الله ومخلصا له الأمر ستنصر ...
الحارس : ( ينادي وهو ما يزال على باب الخيمة ) لقد جاء مولاي أبرهة
( يدخل أبرهة الخيمة ومن خلفه وزيره ومستشاره )
أبرهة : أهلا بسيد قريش وزعيمها .. من زمان وأنا مشتاق للجلوس معك .. عليم الله مشتاق
عبد المطلب : لا سلام يا أبرهة قبل أن تخبرنا بقدومك
أبرهة : اجلس يا سيد القوم .. اجلس ... عليم الله مشتاق لك
عبد المطلب : إن مازلت مصرا على القتال فنحن لك
وإن ثنيت سلمنا عليك وحملناك ما تشاء من الهدايا
أبرهة : والله أنت سيد بلا منازع .. وأنا عليم الله مشتاق .. أنا لم آت لحربكم يا سيد قريش
ورقة : لم جئت إذن بالجنود والفيلة .. هل جئت تتنزه ؟
أبرهة : ( يضحك ) والله أنت دمك خفيف ..( يسأل عبد المطلب ) من هذا يا سيد القوم
عبد المطلب : إنه ورقة بن نوفل يا أبرهة
أبرهة : ساعة وأنا أقول لك يا سيد القوم .. يا سيد قريش .. استكثرت علي أن تناديني بالملك
عبد المطلب : لست مليكي
أبرهة : حسنا يا عبد المطلب .. إن كنت جئت من أجل مائتي ناقة التي أخذها جنودي
وهم يجهلون أنها لك .. فسنردها إليك .. ( لمستشاره )
يا مستشاري .. اذهب وأخبر الجنود أن يرسلوا المائتي ناقة لبيت سيد قريش
مع مجلس من العاج مقدم مني أنا أبرهة الحبشي إلى سيد قريش عربون صداقة
واعتذار عما بدر منا اتجاه إبله ..
عبد المطلب : إن كنت رددت إبلي إلي فأنا رب الإبل وللكعبة ربها .. فما الذي أنت فاعله ؟!
أبرهة : إذن اجلس واسمعني يا عبد المطلب طالما بدأت تعرف سبب قدومي ..
أطلب منكم عدم التدخل فيما جئنا من أجله
وأضمن لكم البقاء على حياتكم وعلى بيوتكم وحلالكم
ورقة : يبدو أنك أنت الذي لم تفهم ما قصده سيد القوم
أبرهة : فهمت .. فهمت .. لقد قال لي أنا رب الإبل وللكعبة ربها .. يعني لا تعنيه
ورقة : ألم أقل لك إنك لم تفهم
عبد المطلب : أنا رب الإبل فرددتها إلي وأنت لم تستطع و لم يستطع جنودك أن يستولوا على إبلي
إلا لأني زهدتها وذهبت وقومي لحماية الكعبة
أبرهة : اتركوها لربها يحميها
ورقة : إنه يحميها بنا
أبرهة : اسمعوا
عبد المطلب : بل اسمع أنت يا أبرهة أنا أعرف أنك لم تعد قادرا على القتال لما لاقيته من مقاومة
من القبائل العربية التي صادفتها في طريقك لذلك سأقول لك خير الكلام ..
لملم فيلتك وما تبقى من جنودك وعد لديارك قبل أن يحل الصباح ..
أبرهة : أأنت على قدر هذا الكلام يا عبد المطلب ؟
عبد المطلب : أنا سيد بني هاشم يا أبرهة ..
والأسياد لا يتكلمون مثل العبيد .. انظر . .. مد رأسك وانظر .. القبائل العربية كلها بانتظارك
انظر على جدار الكعبة .. حتى أطفالنا حملوا الحجارة ووقفوا في قلب الكعبة لملاقاتك
وإن لم ترحل سيرجمونك ..
أبرهة : ولكني لم آت لحربكم
عبد المطلب : لم جئت إذن ..؟
أبرهة : لأعقد معكم اتفاقية سلم
عبد المطلب : لا سلم بين الأسياد والعبيد ..
ورقة : أتأتينا بالجنود والفيلة محاربا وحين تصل بلادنا تطلب السلم ..
عبد المطلب : إنه سلم العبد ... ما إن تأمنه حتى يخونك
أبرهة : نتابع حديثنا فيما بعد .. حين تكون هادئا ومسترخيا ..
وتعال وحدك أما الآن فخذ إبلك و انصرف يا سيد بني هاشم .
عبد المطلب : إنها أرضي يا أبرهة ولست من يأمرني بالمغادرة ..
أبرهة : أنا لا آمرك .. ولكني أطلب منك الجلوس على الطاولة نتفاوض حتى نصل إلى حل
عبد المطلب : الآن سأغادر .. وسآتي إلى هذا المكان صباحا ..
فمن الواجب ألا أجدك ..
وإن أمهلتك أنا حتى الصباح فلا أضمن أن يمهلك الله
أبرهة : كنت أتمنى أن نعقد اتفاقية بيننا ترضي الأطراف كلها حيث تزورون القليس عاما
ونزور الكعبة في العام الآخر
عبد المطلب : حتى الصباح يا أبرهة أعتبرك ضيفا وبعدها أعذر من أنذر ( يغادر ومعه ورقة )
أبرهة : ( لوحده مع مستشاره ووزيره ) ما الذي يحدث ؟.. ولم انقلبت الموازين ضدنا
وكنا نحن المنتصرون ؟... هاتوا أبا رغال وهاتوا اليهود حلفاءنا ليفهمونا ويشرحوا لنا ما يحدث
المستشار : أما أبو رغال يا سيدي فلقد رجمه الأطفال عند وادي المغمس حتى مات صريعا وأما اليهود
حلفاؤنا فلقد خذلوك يا سيدي وفروا مجرد أن دخل عليك عبد المطلب
أبرهة : أشيروا علي ما الذي افعله ؟. هل أعود للحبشة دون أن أهدم الكعبة
الوزير : نصحتك يا مولاي إن العرب إذا اتحدوا لن تستطيع قتالهم ولو آزرك كل من على
الأرض .. وهذا بيت الله الذي بناه النبي إبراهيم وإسماعيل لست بهادمه
أبرهة : لم تعد هناك فائدة من نصائحك القديمة .. أريد الخروج من هذا المأزق ..
الوزير : نعود يا سيدي
أبرهة : أعود ؟!... ما الذي أقوله لقيصر روما ولكسرى الفرس ..
اللذان جهزا حملتي بكل ما هو نفيس وهما ينتظران مني خبر هدم الكعبة ؟
الوزير : خسرنا المعركة .. هذا ما تقوله لهم
أبرهة : أخسر أمام شرذمة من القبائل العربية .. أي قائد أنت يا أبرهة ؟؟!!!!
الوزير : لن تستطيع مواصلة القتال يا مولاي فلقد هزل الجيش ..
وإن لم نغادر حتى الصباح سيبيدنا العرب ولن يبقى لنا من أثر
المستشار : ( بلؤم ) سأقول لك ما علينا فعله يا سيدي
الوزير : سنغادر .. فلم نعد قادرين على الحرب ويكفينا الآن ما خسرناه
المستشار : سنغادر أيها الوزير .. سنغادر وسنهدم الكعبة في الوقت نفسه دون أن تراق قطرة دم ..
أبرهة : كيف ؟
المستشار : سنأتي بالمنجنيقات والتركسات .. ( متداركا ) أقصد الفيلة ونوجهها مع سائسها نحو الكعبة فيما
نحن نعود أدراجنا إلى الحبشة وكل ذلك يحدث هذه الليلة دون أن يشعر بنا أحد
إظلام
....................................
المشهد السادس
( على البعد من الكعبة الشريفة )
( نسع صواء الفيلة ... )
( على جدار الكعبة نرى مجموعة من الرجال العرب تقف صفا واحدا
ومعهم عبد المطلب وورقة وزيد وقس )
الحارث : ( يدخل مقتربا من عبد المطلب ) إن أبرهة أخل بالاتفاق يا سيد بني هاشم
وها هو يتجه نحو الكعبة فلنقاتله ( يحدق في البعيد ) انظر يا سيد القوم
ورقة : اتركوه نر معجزة الرب .. لن يستطيع الوصول إلى باب لكعبة
خزاعة : وإن وصل .. هل نقف مكتوفي الأيدي ؟
زيد : إن لم يغير طريقه عنها نقاتله
ورقة : لم يحن دورنا بعد
الحارث : حتى أنت يا ورقة ؟
ورقة : افتحوا باب الكعبة وادخلوا
خزاعة : لن أتحرك من مكاني .. بل سأعدو نحو أبرهة وأقتله
ورقة : ألقوا بأسلحتكم وادخلوا الكعبة .. فأنا أرى السماء بدأت تغضب
خزاعة : كنت تحثنا على القتال يا ورقة وها أنت تجبن
ورقة : ادخلوا الكعبة قبل أن يصيبنا غضب الله
خزاعة : ( مخاطبا عبد المطلب ) نحن طوع أمرك يا سيد القوم .. فما الذي تأمرنا به ؟
عبد المطلب : افعلوا ما يقوله ورقة بن نوفل يا خزاعة .. مر القوم أن يضعوا أسلحتهم ويدخلوا الكعبة
إظلام
.......................................
المشهد السابع
في الليل
( في الطريق إلى الكعبة )
( أبرهة مع مستشاره ووزيره وبعض من جنوده )
( تتساقط الحجارة على أبرهة ومن معه وهم يحاولون تفاديها )
أبرهة : ما الذي يحدث ؟
المستشار : إن أطفال العرب يرشقونا بالحجارة يا مولاي
الوزير : لقد حذركم عبد المطلب
أبرهة : أما يزال أطفالهم مستيقظون حتى هذه الساعة المتأخرة من الليل
المستشار : يبدو أنهم لم يناموا يا مولاي
الوزير : لنرجع يا سيدي
المستشار : لم يعد بمقدورنا .. فالحجارة تتساقط علينا من كل الجهات
أبرهة : والفيلة لماذا لم تهدم الكعبة حتى الآن ؟
المستشار : لقد خرت على الأرض وتأبى الحراك من مكانها
الوزير : لنستسلم يا مولاي ونعتذر عسى يتركونا فنعود لديارنا
أبرهة : قل للسائس أن يحرك فيلي محمودا نحو الكعبة
المستشار : محمود ؟
أبرهة : نعم محمود ..( ينادي ) أيها السائس
السائس : أمرك مولاي
أبرهة : خذ فيلي محمودا وتحرك به نحو الكعبة يهدمها
السائس : إن فيلك محمودا يرفض التحرك نحو الكعبة وقفل راجعا اتجاه اليمن ..
وهو يصوي متوجعا وعيناه تذرفان الدموع ..
يبدو أن أحدهم ألقى بهر في طريقه لذلك فر هاربا
المستشار : لا أرى هرا ولا فأرا
أبرهة : لا يوجد هر أيها السائس ... فلم لا يتحرك الفيل محمود إذن ؟
السائس : لا أدري
أبرهة : لا تدري أم أنت تتآمر مع العرب ..؟... اقتلوا السائس
المستشار : ليس لدينا سواه
أبرهة : أنا من سيقود الفيل نحو الكعبة
ولكن احموني من حجارة الأطفال التي تتساقط علي كالمطر ..
المستشار : اذهب يا سيدي و نحن من خلفك
أبرهة : بل أمامي يا دب
المستشار : كما تشاء يا سيدي
( صوت الرعد ونرى وميض البرق فيتسمر أبرهة في مكانه وهو ينظر إلى الأعلى
مستغربا مستعظما ما يحدث )
الوزير : الأطفال .. الأطفال يطيرون يا مولاي .. انظر
( ينظر أبرهة وهو ما يزال متسمرا في مكانه مدهوشا من هول ما يحدث )
الوزير : الأطفال لهم أجنحة .. لقد تحولوا إلى طيور وما تزال الحجارة بأيديهم
( يترافق مع الأصوات المدوية سقوط حجارة بلون ناري ..
يستمر الصوت المدوي الرهيب وتساقط الحجارة النارية )
( فيما صعد المدير إلى خشبة المسرح غاضبا ومستنكرا وهو يصرخ )
المدير : يكفي ..أوقفوا هذه المهزلة .. ( يوجه كلامه للمخرج وهو ما يزال يرعد ويزبد غضبا ) ..
وصلت بك الجرأة إلى هنا .. لقد رماهم الله بحجارة من سجيل .. أرسل عليهم طيرا أبابيل
وليس أطفالا يطيرون وحجارة ..
المخرج : يا حضرة المدير العرض لم ينته بعد
الدير : بلا عرض بلا بطيخ .. هذه المسرحية ممنوعة من العرض ...
يا أخي قلنا لك اعمل لنا مسرحية للأطفال .. يعني طفل يسأل صديقه هل تحب أباك وأمك
يجيبه الطفل الثاني نعم أحبهما
يسأله مرة أخرى وهل تحب مدرستك ومعلميك ؟.. يجاوبه الثاني نعم أحبهم
هل تريد أن تقول شيئا ؟
يجاوبه الثاني .. نعم .. أنا مبسوط وسعيد في حياتي ولا ينقصني شيء ..
( يؤكد المدير ) أريد مثل هذا الحوار .. يصفق الجمهور وخلصت القصة
أحسن من المتفجرات والحرب وتغيير بالتاريخ ..
المخرج : يا حضرة المدير .. لازم الأطفال يطلعون ويفكرون ويشاركون
المدير : ومن قال لك لا يفكرون ولا يشاركون .. كرة وفريقان ويلعبان كرة قدم ..
أتريد أحسن منها مشاركة ؟
المخرج : كرة قدم على المسرح ؟!
المدير : وما المانع ..؟ أصلا كرة القدم أحسن شيء
( تسقط أحد الأضواء من سقف المسرح على رأس المدير فيسيل دمه فيمسك المدير رأسه متألما )
المدير : ما هذا يا أستاذ ..؟ أتريد أن تقتلني ؟!!
المخرج : قلت لك .. إن العرض لم ينته
المدير : وتقصدت أن يسقط الضوء علي ..؟ !
المخرج : بصراحة يا حضرة المدير ... سقوط الضوء .. وأضواء أخرى جزء من العرض
المدير : قلت العرض ممنوع من العرض ...
المخرج : ممنوع .. ممنوع .. ولكن انزل عن خشبة المسرح ...
المدير : إنها خشبة مدرستنا ولن أنزل
المخرج : يا حضرة المدير سوف تسقط أضواء أخرى تتحرك في فضاء المسرح دلالة البشارة
على مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
( تسقط مجموعة من الأضواء وتسبح في فضاء المسرح ويشع نورها قويا في كل الاتجاهات
وحين سقوطها يصيب بعضها المدير الذي يفر متألما وهو يصرخ )
المدير : لن تقدموا المسرحية .. أقسم بشرفي لن أسمح لكم بتقديمها ( بينما تزداد إنارة الأضواء
السابحة في فضاء الخشبة حتى لا نرى إلا إشعاعا يتزايد ويتزايد حدة وإشراقا )
( ونسمع نشيد طلع البدر علينا )
النهاية
.................................................
منقول










رد مع اقتباس