منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-02, 05:58   رقم المشاركة : 300
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

استكمال أسباب علو الهمة

4- طبيعة الإنسان:

من الناس من جبل على علو الهمة، فلا يرضى بالدون

ولا يقنع بالقليل، ولا يلتفت إلى الصغائر.

ولهذا قيل: ذو الهمة إن حط فنفسه تأبى إلا علوًّا

كالشعلة في النار يصوبها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعًا


[2840] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (1/233).

قال عمر بن عبد العزيز:

إنَّ لي نفسًا تواقة؛ لم تزل تتوق إلى الإمارة

فلما نلتها تاقت إلى الخلافة

فلما نلتها تاقت إلى الجنة


[2841] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (1/233).

5- أثر الوالدين، ودورهما في التربية الصحيحة:

فأثر الوالدين في التربية عظيم

ودورهما في إعلاء همم الأولاد خطير وجسيم

فإذا كان الوالدان قدوة في الخير

وحرصا على تربية الأولاد

واجتهدا في تنشئتهم على كريم الخلال وحميد الخصال

مع تجنيبهم ما ينافي ذلك من مساوئ الأخلاق ومرذول الأعمال

– فإن لذلك أثرًا عظيمًا في نفوس الأولاد

لأن الأولاد سيشبون – بإذن الله – متعشقين للبطولة

محبين لمعالي الأمور، متصفين بمكارم الأخلاق

مبغضين لسفساف الأمور

نافرين عن مساوئ الأخلاق.


6- النشأة في مجتمع مليء بالقمم:

فمن بواعث الهمة، أن ينشأ الصغير في مجتمع

تكثر فيه النماذج المشرقة من الأبطال المجاهدين

والعلماء العاملين؛ والتي تمثل القدوة

فهذا مما يحرك همته؛ كي يقتدي بهم

ويسير على طريقهم، ومن لم يتهيأ له ذلك

فليتحول عن البيئة المثبطة

الداعية إلى الكسل والخمول وإيثار الدون.


7- وجود المربين الأفذاذ، والمعلمين القدوات:

الذين يستحضرون عظم المسؤولية

ويستشعرون ضخامة الأمانة

والذين يتسمون ببعد النظرة، وعلو الهمة

وسعة الأفق وحسن الخلق

والذين يتحلون بالحلم والعلم

والصبر والشَّجَاعَة، وكرم النفس والسماحة.


8- مصاحبة أصحاب الهمم ومطالعة سيرهم:

فلا شك أنَّ الصحبة لها تأثير كبير

لذا من أراد تحصيل الهمة العالية فليصحب أصحاب الهمم العالية

فإنه يستفيد من أفعالهم قبل أقوالهم

ومن لم يوفق لصحبة هؤلاء فليكثر من مطالعة سيرهم

وقراءة أخبارهم فإن ذلك مما يبعث الهمة

ويدعو إلى علوها.

يقول ابن الجوزي: (فسبيل طالب الكمال في طلب العلم

الاطلاع على الكتب، التي قد تخلفت من المصنفات

فليكثر من المطالعة؛ فإنه يرى من علوم القوم

وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد

وما يخلو كتاب من فائدة...

فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف

ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم

فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم)


[2842] ((صيد الخاطر)) (453).

إلى أن قال: (فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم

وقدر هممهم، وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم:

ما لا يعرفه من لم يطالع

فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب)


[2843] ((صيد الخاطر)) لابن الجوزي (453).

9- استشعار المسؤولية:

وذلك بأن يستشعر الإنسان مسؤوليته

ويعمل ما في وسعه ومقدوره

ويحذر كل الحذر من التهرب من المسؤولية

والإلقاء باللائمة والتبعة على غيره

ذلك أن المسؤولية في الإسلام عامة

تشمل كل فرد من المسلمين

فهم جميعًا داخلون في عموم

قوله صلى الله عليه وسلم:

((كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته))


[2844] رواه البخاري (893)، ومسلم (1829).

فالمسؤولية مشتركة، كل امرئ بحسبه

هذا بتعليمه وكلامه، وهذا بوعظه وإرشاده

وهذا بقوته وماله

وهذا بجاهه وتوجيهه إلى السبيل النافع وهكذا.


[2839] انظر: ((الهمة العالية))

لمحمد إبراهيم الحمد (ص 101)

((الرائد.. دروس في التربية والدعوة)) (4/265)

((علو الهمة)) لمحمد إسماعيل المقدم (344).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ عُلُو الهِمَّة









رد مع اقتباس