منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-12, 17:48   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول صحة حديث :" أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة "

السؤال :

ماصحة هذا الحديث ؟

عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

" قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها من كنز الجنة ) ، قال مكحول : فمن قال : لا حول ولا قوة إلا بالله

ولا منجى من الله إلا إليه ، كشف الله عنه سبعين بابا من الضر ، أدناها الفقر " رواه الترمذي


الجواب :

الحمد لله


هذا الحديث أخرجه الترمذي في "سننه" (3601)

من طريق هِشَامِ بْنِ الغَازِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:( قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ " . قَالَ مَكْحُولٌ :" فَمَنْ قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ مَنْجَى مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهُنَّ الفَقْرُ ).

والحديث ذو شقين :

الأول : الجزء المرفوع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،

وهو ضعيف من هذا الطريق

لأن مكحول لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه .

وقد ضعفه الترمذي بعد روايته له فقال

:" هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ ، مَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " . انتهى

إلا أن للحديث أصلا في الصحيحين

حيث أخرجه البخاري في "صحيحه" (6384)

ومسلم في "صحيحه" (2704)

من حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا ، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) .

ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَقَالَ:

( يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ ) .

أَوْ قَالَ: ( أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) .

الثاني : قول مكحول رحمه الله

:" فَمَنْ قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ مَنْجَى مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهُنَّ الفَقْرُ ".

وهذا القول أخرجه أيضا ابن أبي شيبة في "مصنفه" (30447)

من طريق جَعْفَر بْن عَوْنٍ

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، عَن مَكْحُولٍ به .

وإسناده صحيح إلى مكحول ، أي من قوله فقط .

ولا حجة فيه ، لأن مكحولا من التابعين ، ومثل ذلك لا بد له من توقيف ، ثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رويت عدة أحاديث مرفوعة بنحو قول مكحول ، إلا أنها لا تثبت .

منها :

· ما أخرجه محمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسند"

كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (797)

ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/165)

والطبراني في "الأوسط" (3541)

، من طريق بَلْهَط بْن عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ :( شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الرمضاء فَلَمْ يُشْكِنَا ، وَقَالَ : اسْتَعِينُوا بِلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ ، أَدْنَاهَا الْهَمُّ ) .

والحديث منكر :

وقد ضعفه العقيلي في "الضعفاء" (1/166)

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/352)

:" الخبر منكر " .

انتهى ، وضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2753) .

· ومنها ما أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (541)

وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (11)

والطبراني في "الأوسط" (5028)

والحاكم في "المستدرك" (1990) ،

والبيهقي في "الدعوات الكبير" (191)

من طريق بشر بن رافع ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة داء أيسرها الهم ).

والحديث موضوع :

وآفته : بشر بن رافع

قال ابن القيسراني في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" (977) :

" فيه بشر بن رافع النجراني يروي الموضوعات ". انتهى

· ومنها ما أخرجه المحاملي في "الأمالي" (287)

والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (2/657)

من طريق إبراهيم بن هانئ

قال نا خلاد بن يحيى المكي

قال: حدثنا هشام بن سعد ، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، قَالَ قَالَ أبو ذر:( أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أكثر من قول لاَ حولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، وَكَانَ يُقَالُ فِيهَا دَوَاءٌ مِنْ تسعة وتسعين داء أدناها الهم ).

وإسناده ضعيف جدا :

فيه هشام بن سعد

ضعفه النسائي كما في "الضعفاء والمتروكين" (611)

وقال أبو حاتم :" يكتب حديثه ولا يحتج به" . انتهى

من "الجرح والتعديل" (9/61)

وقال ابن معين :" ليس بشيء ". كذا في "الكامل" لابن عدي (7/109)

وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/89)

:" كان ممن يقلب الاسانيد وهو لا يفهم ، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم ، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروى عن الثقات : بطل الاحتجاج به ، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه ، فلا ضير ". انتهى

وكذلك فيه انقطاع ؛ محمد بن زيد بن المهاجر : لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه

بل فقط ثبت له رؤية ابن عمر . وأبو ذر مات قديما سنة اثنتين وثلاثين

قال ابن أبي حاتم كما في "الجرح والتعديل" (7/255)

:" رأى ابن عمر رؤية ". انتهى

هذا ، وقد أعل الشيخ الألباني الحديث بإبراهيم بن هانئ

وليس الأمر كذلك

فإن إبراهيم بن هانئ هنا

ليس هو الذي ترجم له ابن عدي في "الكامل" (1/421)

وذكر أنه يحدث بالبواطيل ، وإنما هو إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثقة ، أحد أصحاب الإمام أحمد

وقد ترجم له الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/169)

وذكر أنه يروى عن خلاد بن رافع

وروى عنه المحاملي ، وهو ثقة ثبت ،

وقد قال فيه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (2/144) :" ثقة صدوق" . انتهى

· ومنها ما أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (341)

من طريق عَمْرُو بْن شَمِرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهُنَّ الْهَمُّ وَالْغَمُّ ) .

وإسناده تالف :

فيه عمرو بن شمر ،

قال أبو نعيم في "الضعفاء" (165)

:" يروي عَن جَابر الْجعْفِيّ بالموضوعات الْمَنَاكِير ". انتهى

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/75) :

" كَانَ رَافِضِيًّا يشْتم أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الثِّقَات " . انتهى

والخلاصة :

أن الحديث من طريق مكحول عن أبي هريرة لا يصح .

لكن أصله في الصحيحين ، من حديث أبي موسى .

وقول مكحول : ثابت عنه ، من قوله فقط .

وروى نحوه من طرق مرفوعة ؛ لكن جميعها لا تصح .

والله أعلم ..









رد مع اقتباس