2015-10-05, 11:01
|
رقم المشاركة : 5
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
القلب الحي والقلب الميت
إذا كان الأمر كذلك أيها المحب: فاعلم أن صاحب القلب الحي يغدو ويروح.. ويمسي ويصبح وفي أعماقه حس ومحاسبة لدقات قلبه.. وبصر عينه... وسماع أذنه.. وحركة يده.. وسير قدمه.. إحساس بأن الليل يدبر... والصبح يتنفس.. قلب حي تتحقق به العبودية لله على وجهها وكمالها.. أحب الله وأحب فيه.. يترقى في درجات الإيمان والإحسان فيعبد الله على الحضور والمراقبة... يعبد الله كأنه يراه.. فيمتلئ قلبه محبة ومعرفة.. وعظمة ومهابة وأنسًا وإجلالاً.. ولا يزال حبه يقوى.. وقربه يدنو حتى يمتلئ قلبه إيمانًا وخشية.. ورجاء وطاعة وخضوعًا وذلة.. «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» [صحيح البخاري].. كلما اقترب من ربه اقترب الله منه.. «من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا» [صحيح مسلم].. فهو لا يزال رابحًا من ربه أفضل مما قدم.. يعيش حياةً لا تشبه ما الناس فيه من أنواع الحياة.
}فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ{ [البقرة: 152].. «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه» [أخرجه البخاري].
أما القلب الميت فالهوى إمامه.. والشهوة قائده.. والغفلة مركبه.. لا يستجيب لناصح، يتبع كل شيطان مريد.. الدنيا تسخطه وترضيه.. والهوى يصمه ويعميه.. ماتت قلوبهم ثم قبرت في أجسادهم.. فما أبدانهم إلا قبور قلوبهم.. قلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي.. ولا يوجعها جهل الحق.. لا تزال تتشرب كل فتنة حتى تسود وتنتكس.. ومن ثم لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا.
|
|
|