منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقوق الأبناء على الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-08, 12:07   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

7 – التقوى والصلاح:

تمثل هذه الصفة جانبًا كبيرًا في نجاح المربي

كي يصلح الله له من يوجههم

وتؤتي نصائحه ثمارًا يانعة

أصلها ثابت وفرعها في السماء

تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

وهذا واجب على كل أب تجاه نفسه وأسرته؛ قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]


قال قتادة: "يقيهم بأن يأمرهم بطاعة الله

وينهاهم عن معصيته

وأن يقوم عليه بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه

فإذا رأيت معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها

جامع البيان في تأويل القرآن

محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (ت: 310 ه)


ولهذا تجد السلف الصالح رضوان الله عليهم

أولَوا هذه الصفة اهتمامًا بالغًا

فأصلحوا أنفسهم

إذ الجزاء من جنس العمل

حتى قال أبو بشر بن الديلمي:

"من خشي على ذريته من بعده

وأحب أن يكف الله عنهم الأذى بعد موته

﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج: (1/ 457).

ولا أدل على حفظ الله عز وجل للأبناء

بصلاح آبائهم من قصة الجدار في سورة الكهف

في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]

فوالد اليتيمين كان صالحًا

اتقى الله في حياته

فحفظ الله له كنزًا كان قد تركه لأولاده من بعده

وما فعل هذا إلا لفهمه الثاقب لقوله تعالى:

﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا

خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]

فقد حفظ الله ذريته بصلاحه بعد موته


ولهذا قال عمر بن عبدالعزيز:

"ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله

في عقبه وعقب عقبه"

روائع التفسير الجامع لتفسير الإمام

زين الدين بن رجب الحنبلي (ت: 795 ه)


هؤلاء ساداتنا في تربية أنفسهم

عرفوا ما عليهم فأدوه


وانظروا إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه

حينما أراد أن يكون ابنه مشروع صدقة

جارية له بعد مماته

قال لابنه: "لأزيدن في صلاتي من أجلك

رجاء أن أُحفَظ فيك، ثم تلا قوله تعالى:

﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]"

جامع العلوم والحكم في شرح خمسين

حديثًا من جوامع الكلم، ج: (1/ 466)


وهذا يؤكد انشغال الصالحين

بصلاح أولادهم من بعدهم.


8 – الصدق مع الأبناء والطلاب:

خيرُ قدوةٍ لنا في هذه الصفة الخلقية

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي

لقبه كفار قريش بالصادق الأمين

فاستودعوه أماناتهم

رغم تعنتهم معه وصدهم عن دعوته

ومع هذا لم ينكروا صفاته الخلقية

فهلا ربينا أبناءنا على سيرته.


9 – الشعور بالمسؤولية:

بعض من الشباب اليوم يقبل على الزواج

ولا همَّ له إلا قضاء الوطر

ولا يخطر بباله أنه مسؤولية كبيرة

فسيكونان زوجين فوالدين عما قريب

ولهذا ينبغي استشعار رعاية الزوجة والأولاد

ومتابعتهم وتشجيعهم إيمانيًّا وخلقيًّا واجتماعيًّا

فهذا حق وواجب عليه تجاههم

وذلك لما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))


صحيح البخاري، باب: الجمعة في

القرى والمدن، رقم: 893، ج: (2/ 5).


10 – تحصيل الثمرة:

فالمربي الناجح ليس هو الذي

يَظَلُّ أعوامًا طويلةً يجلس مع الأطفال

ويَبْذُلُ معهمُ المجهود في أشياء لا طائل منها

ولا يأخذ منهم ثمرة أولاً بأوَّلَ

فقد يعطيهم زادًا ثقافيًّا

وقد يُحَفِّظُهُم نصف القرآن


ولكن أخلاقَهُم سيئةٌ في أول مباراة يلعبونها

مع بعضهم بعضًا، تظهر الأنانية والسَّبُّ واللَّعْن

والتباغُضُ فيما بينهم

فالتربية كانتْ ثقافيَّةً لم تتعدَّ ذلك

أما الجانب التطبيقيُّ أو الجانب العمليُّ

فقد تَنَحَّى جانبًا

وهو المهمُّ في العملية التربويَّة

فلْنطلُبِ الثمرةَ؛ ولكن لا نَسْتَعْجِلْها

فكلٌّ بقَدَرٍ، والزمن جزءٌ منَ العلاج.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس